"القردنة" وفق الضوابط!
و«قردن» مصطلح عامي لم أجد له أصلا في الفصحى يُقصد به «راود» التي جاءت في معاجم اللغة بمعنى «راجع وناقش ورادَّ».
الأربعاء / 20 / صفر / 1437 هـ - 14:30 - الأربعاء 2 ديسمبر 2015 14:30
و«قردن» مصطلح عامي لم أجد له أصلا في الفصحى يُقصد به «راود» التي جاءت في معاجم اللغة بمعنى «راجع وناقش ورادَّ». ويقال: قردنه يقردنه قردنة، والقردنة أيها الأفاضل والفاضلات تعني «اصطلاحا» المراودة عن النفس والتي أظنكم لا تجهلون معناها. وفهم هذه الكلمات وأمثالها من المنحرفين ـ أمثالي ـ أمر وارد ومقبول ـ على مضض ـ لكنها حين ترد على لسان من يعتبره الناس قدوة وفي قناة تلفزيونية تصنف على أنها «محافظة» ويكون المقصود منها بوضوح هو أسوأ استخداماتها فإن الأمر سيبدو غريبا ومريبا. ومشكلة «بعض» هذه القنوات «المحافظة» أنها يرد فيها كثير من الكلمات التي ربما لا تسمح لي هذه الصحيفة ـ غير المحافظة ـ بكتابتها، أما المشكلة الأكبر فهي أن الكثير يدافعون عن هذه القنوات وعن قائلي تلك العبارات بضراوة وباستخدام أشد العبارات بذاءة وانحطاطا وهم مؤمنون إيمانا لا يخالطه شك أنهم يدافعون عن الدين ويرجون بذلك وجه الله سبحانه وتعالى، وهي مشكلة متوقعة، فهكذا قنوات تحتاج هكذا مؤمنين! والعبارات السوقية التي أصبحت في الفترة الأخيرة رائجة على ألسنة بعض الدعاة ـ نسأل الله لهم الهداية والصلاح ـ قد تكون متفهمة حين ترد من داعية كان منحرفا ومفحطا في حياة سابقة، فبعض المصطلحات تلتصق بالذاكرة ويصعب التخلص منها. لكن الأمر يصبح لغزا يصعب حله حين ترد على ألسنة دعاة لم تمر عليهم حياة العربدة من قبل! وعلى أي حال.. أعلم أني سأتعرض لحملة «درعمة» عنيفة بسبب التلميح لهذه القنوات وهؤلاء «الرموز» ومن المؤكد أني سأسمع السؤال التقليدي: لماذا لم تتكلم عن قنوات الفساد والخلاعة التي تفكك الأسر وتدعو إلى علاقات غير سوية؟ ولذلك فإني سأجيب مقدما على هذا لسؤال وأقول: ها أنذا أفعل!