بعد مئة عام.. فيلم لن تراه أبدا!

اليوم هو 18 نوفمبر 2115، هو موعد عرض فيلم «مئة عام: فيلم لن تراه أبدا»، وهو الفيلم الذي انتهى المخرج روبرت ردويجر من تصويره قبل مئة عام من الآن، أي في مثل هذه الأيام من عام 2015، وقد تم حفظ هذا الفيلم من ذلك الوقت في المقر الرئيسي لشركة ريمي مارتن الفرنسية لصناعة الكحوليات بمدينة كونياج التي تنتج نوعا من المشروبات تتطلب صناعتها مئة عام، حتى تتم مشاهدته بعد مئة عام من إنتاجه، كما ذكرت شبكة نيوز سكاي عربية في ذلك الزمن

اليوم هو 18 نوفمبر 2115، هو موعد عرض فيلم «مئة عام: فيلم لن تراه أبدا»، وهو الفيلم الذي انتهى المخرج روبرت ردويجر من تصويره قبل مئة عام من الآن، أي في مثل هذه الأيام من عام 2015، وقد تم حفظ هذا الفيلم من ذلك الوقت في المقر الرئيسي لشركة ريمي مارتن الفرنسية لصناعة الكحوليات بمدينة كونياج التي تنتج نوعا من المشروبات تتطلب صناعتها مئة عام، حتى تتم مشاهدته بعد مئة عام من إنتاجه، كما ذكرت شبكة نيوز سكاي عربية في ذلك الزمن. ورغم بدائية إخراج الفيلم إلا أن تذاكره نفذت قبل أشهر رغبة من الجمهور في مشاهدة إنسان ذلك العصر وطريقة تفكيره.. أجمل ما في الفيلم أنه ينقلك للماضي بسلاسة رغم تخلف التقنية في ذلك الوقت، لن أتكلم عن أحداثه، فأجزم أن الكل شاهده (لايف) بتقنية اللغة الفنية الموحدة (في وقت إنتاج الفيلم قبل مئة عام كانت الأفلام تُعرض في أماكن محددة قبل أن يتم تسويقها للجمهور، وتتم ترجمتها للغات مختلفة فتفقد الكثير من وهجها). لن أطيل في الحديث حول الفيلم، فلم يكن هو بذاته الدافع للحديث والكتابة، إنما ما وصل إليه الغرب من انسلاخ عن تاريخه بشكل ملفت، حيث أصبح الإنسان الغربي يتهكم على ماضيه القريب (قبل مئة سنة)، بل إنه لا يعرف عن ماضيه ربع ما يعرفه عن مستقبله، فيما ما زلنا – ولله الحمد – مخلصون لتاريخنا بكل وقناعاتنا التي لا تتبدل. وسبب ثباتنا على قناعاتنا هو إيماننا أن (الرجل ما يغيّر كلمته) آلاف السنين وليس مجرد مئة سنة، ولو عدنا لصحفنا في وقت تصوير الفيلم (كانت الصحف تكتب على ورق أبيض وتُباع بالشوارع) فسنجد أن قضايانا لم تتغير، وطريقة عرضنا ودفاعنا عنها لم يتغيرا، فما زلنا نحاول إصلاح العالم الذي يتقدم بشكل جنوني ومتهور، فنحن مؤمنون بأنه يجب أن نُصلح العالم أولا، ونعيده لطريق الحق والصلاح، وعندها يمكن لنا أن نفكر في طريقة لإصلاح أنفسنا. نعم.. في مثل هذه اليوم من عام 2015 كان أجدادنا يناقشون قضية السنة والشيعة في العالم الإسلامي، وكنا نسخر من بعضنا على كافة الأصعدة، وهذا ليس بسبب تخلفنا – معاذ الله – ولكن إصلاح العالم يستحق منّا هذه التضحية بمئات السنين كي يكون العالم أجمل، صحيح أن أرشيف صحفنا (المحفوظ لدى الغرب) يوضح أننا ما زلنا في نفس المربع الذي كنّا فيه القرن الماضي، لكن هذا ليس بسببنا، بل بسبب العالم الذي لا يلتفت إلى نصائحنا، ويعتقد أن مناداتنا للثارات هي دعوة رجعية، دون إدراك أن التخلي عن الأصل سيجعلك بلا مستقبل، الطريف أن (فهيد) كتب في صحيفة تدعى مكة قبل مئة عام مثل هذا الكلام، وهذا يُثبت أن قضايانا لم تتغير وأن (الرجل – العربي- لا يغيّر كلامه!).