الخويا.. موروث 9 عقود من الهيبة والوفاء في المملكة
يقف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وإلى يمينه ملك إسبانيا السابق خوان كارلوس، الذي زار السعودية أمس الأول، وفي الجهة اليمنى يصطف ستة رجال من "الخويا" بلباس تقليدي مع السيف والخنجر والمجند، تناسقت قاماتهم المميزة، مع جيوب الرصاص، وإن كانوا في غنى عنها، ولكنها من الزي التراثي لأناس أوكلت له مهام عصيبة لأنهم ذوو حنكة وصلابة وأمانة
الثلاثاء / 19 / صفر / 1437 هـ - 14:00 - الثلاثاء 1 ديسمبر 2015 14:00
يقف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وإلى يمينه ملك إسبانيا السابق خوان كارلوس، الذي زار السعودية أمس الأول، وفي الجهة اليمنى يصطف ستة رجال من 'الخويا' بلباس تقليدي مع السيف والخنجر والمجند، تناسقت قاماتهم المميزة، مع جيوب الرصاص، وإن كانوا في غنى عنها، ولكنها من الزي التراثي لأناس أوكلت له مهام عصيبة لأنهم ذوو حنكة وصلابة وأمانة. مهنة 'الخويا' من المهن القديمة في الديوان الملكي وإمارات المناطق، بل باتت من ضمن البروتوكولات الرسمية للدولة، ولا يمكن غيابها في أي محفل رسمي، خلال استقبال رؤساء الدول في السعودية، لأن هذه المهنة بتراثها الذي يمتد إلى 9 عقود لا توجد إلا هنا، وقد مرت بمراحل عدة وصولا إلى ما أصبحت عليه الآن. وهؤلاء الرجال باصطفافهم الجماعي المستقيم يسحرون عدسات الصحفيين والإعلاميين المرافقين للوفود الرسمية، فلا أحد يعلم لماذا يقفون بهذا الشكل تحديدا وبلباس مختلف عن الزي السعودي في محطات مختلفة. ويشير المهتمون بالتراث السعودي إلى أن مسمى 'الخويا' مشتق من الإخوان، وهي فرقة تكونت في أربعينات القرن الهجري الماضي بعد تأسيس الهجر من قبل الملك عبدالعزيز مما أسهم في تكوين أكبر قوة عسكرية في شبه الجزيرة العربية، ثم بدأت مرحلة 'الهجانة' وهي مزيج من التنظيم العسكري والتقاليد البدوية بدأ تشكيلها كقطاع عسكري ثم أوكل عملهم إلى مكتب أهل الجهاد الذي كان قائما في الديوان الملكي. وكان للخويا في السابق دور فعال في حفظ الأمن، إذ يعهد إليهم بتنفيذ أوامر الحاكم الإداري بكل تفان وإخلاص، مع الحفاظ على السرية التامة، إلا أن التطور في الأجهزة الحكومية الأمنية حل بديلا عن مهمتهم، لتتحول المهنة إلى جهة تشريفية في الضيافة الملكية وغيرها رمزا للوفاء والطاعة والتشرف بالخدمة.