عسى الحيا ما يجي جدة!!
مُذ كنّا (صغيرين نرعى البَهْمَ)، ونحن نردد هذا البيت الشعبي الذي ضاع دم قائله بين الرواة:
السبت / 16 / صفر / 1437 هـ - 14:00 - السبت 28 نوفمبر 2015 14:00
مُذ كنّا (صغيرين نرعى البَهْمَ)، ونحن نردد هذا البيت الشعبي الذي ضاع دم قائله بين الرواة: عسى الحيا ما يجي جدة * لو ربَّعتْ كل الأوطانِ! وبيتاً آخر حفظناه محرَّفاً؛ حفاظاً على (حيائنا) من الخدش؛ فلما كبرنا لم نجد تحت الحيا حياءً!! ومع هذا لا يمكن أن ينشره الرقيب إلاَّ مُنقَّطاً بسُكَاتِ: ديرة (.....) ومصدَّة * ورجَّالهم (......) الثاني!! وهو كنايةٌ عن انتشار الفساد فيها قبل (80) عاماً وليس اليوم «اسم الله على نزاههههههاتنا»!! وتكاد تجمع الروايات الشفاهية دون شفافية على أن الشاعر المجهول هبط جدة لأول مرة، بناقة يريد بيعها، والمتاجرة بثمنها حتى (يحوِّش) مهر حبيبته، الذي بالغ فيه والدها تعجيزاً له! ولأن الشؤم في الأنثى ـ الناقة وجدة حاشا المرأة ـ فما إن دخل (المقرود) السوق حتى قبض عليه وأودع السجن بتهمة نهب المال العام! وسقطت التهمة بعد أشهر حين تبين أن الناقة ليست من جيش الحكومة! ولكنها مسروقة بدليل أن الوسم (رقم الشاصيه) ليس لقبيلته! ولم يستطع إثبات أنه اشتراها بالدين، من صديقٍ له من القبيلة صاحبة الوسم، في طريقه إلى السوق، إلا بعد فترة قضاها رهن التحقيق، كانت كافية لأن تتزوج الحبيبة وتضع مولودها الأول! أما ما يدل على حرقة المظلوم فعلاً فهو دعاؤه بأن ينحبس (الحيا) عن جدة ـ وهو مطر الرحمة والحياة ـ وليس مطراً آخر، ما زال يسومها بأنواع الأنفاق المظلمة، والجسور الكرتونية، والبالوعات المسعورة!! ومن يؤمن بحوبة المظلوم ـ كدعوة الحسين على حشود العراق ـ لن يرى حلاًّ لكوارث جدة؛ إلا بالبحث عن أحفاد ذلك الشاعر وطلب الصفح و(التحلل) منهم، واستئذانهم في تعديل (الحيا) إلى (المطر) ليصبح البيت: عسى المطر كله ما يجي جدة (خير شر)!! أما الأخخخخ/ أنا، فقد أرجع في (الشرق ـ 2013/2/2)، سبب الكوارث إلى بيت عم (حمزة شحاتة) الشهير: النُّهى بين شاطئيكِ غريق * والرؤى فيكِ حالمٌ ما يفيقُ! وما زلنا نبحث عن الغريق، ونحاول إفاقة (الرؤى) في تلك القصيدة الصمعاء (هيا جدة)؛ حتى ختمناها بقولنا: نَحْنُ قَومٌ نُرَاقِبُ اللهَ لَكِنْ... ليس يَرْوى ضَمِيرُنا الزِّنْدِيقُ!! حَاكِمِينا وَلْتَحْبِسِينا… فَــ«طُزٌّ»... أَلْفُ «طُزٍّ» إذَا الضَّمِيرُ طَلِيقُ !!!!!!!
so7aimi.m@makkahnp.com