أسس مهنة التعليم من خلال «معايير المعلم المهنية»

دائما نقول إن مهنة التعليم تقوم بالأساس على «مجموعة معايير مهنية» يجب العمل بها عند «اختيار المعلم» تشير إلى مجموعة من الخصائص والسمات الشخصية والمعرفية والثقافية والتربوية تتوافر فيمن يرغب العمل في مجال التربية والتعليم، على أن يتم الاستمرار في رفع قدراته المهنية، وتزويده بالخبرات والمهارات اللازمة من خلال التدريب المستمر، كي يكون قادرا على

دائما نقول إن مهنة التعليم تقوم بالأساس على «مجموعة معايير مهنية» يجب العمل بها عند «اختيار المعلم» تشير إلى مجموعة من الخصائص والسمات الشخصية والمعرفية والثقافية والتربوية تتوافر فيمن يرغب العمل في مجال التربية والتعليم، على أن يتم الاستمرار في رفع قدراته المهنية، وتزويده بالخبرات والمهارات اللازمة من خلال التدريب المستمر، كي يكون قادرا على القيام بمتطلبات الرسالة التربوية والتعليمية، فلا يمكن تحقيق «تحسين العملية التعليمية وتجويدها» إلا من خلال الارتقاء بالمعلم أولا كي يكون لديه استعداد والتزام تام للقيام بواجباته التربوية والتعليمية تجاه طلابه، والتزام مطلوب تجاه متطلبات رسالته وواجباتها فيما يتعلق بمنهجيتها وأهدافها وأساليبها، وجديدها من الممارسات المطلوبة، ولذلك حينما يعمل المسؤولون على تصميم إطار منهجي في تحديد «معايير المعلم المهنية» فيستحسن أن يكون الأساس أو القاعدة، هو تحديد: 1 - المجال الشخصي: فشخصية من يريد التقدم للعمل كمعلم، من الأهمية بمكان أن تكون ذات سمات معينة يتحلى بها، فلم يعد من المناسب أن يتم تجاوز هذه المعيار في قضية اختيار المعلمين للتدريس، أو التنازل عنه حتى يفاجأ المجتمع التربوي بمعلمين ليست لديهم «هوية مهنية تجاه التعليم» إلا إنهم وجدوا الوظيفة التي سيحققون عبرها دخلا ماليا من ورائه ليس أكثر، وتحقيق أمان وظيفي، فتفاجأ فيما بعد مدارسهم بتسيبهم وتغيبهم، بل وتمردهم على قوانين المهنة التعليمية وعدم قناعتهم بما يقدمونه من أعمال ينظرون إليها على أنها «أعباء» لا لازم لها فمن يتم اختياره يجب أن تكون لديه سمات «المعلم أو المربي» وما يجب الاتسام به من اتزان وتعقل وصبر واحتمال لمشاق المهنة، والقناعة بأن لديه رسالة سيؤديها «فللمهنة أخلاقيات» يجب أن ترسخ سلوك المعلم كمعلم وبان لأجيال. 2 - المجال المعرفي: فتمكن المعلم من مجال التخصص، الذي سيقوم على تدريسه مطلب، وهذه يتم التأكد منها عبر قياسات، تعكس مدى ما تحصل عليه، وأن لديه القدرة على تقديم مادة تدريسية، وإيصالها لطلابه وفق قدرة عملية وعلمية وإبداعية. 3 - المجال الثقافي: من معايير مهنة المعلم، وهو مجال مهم يشير إلى شخصية المعلم ومدى ارتباطها بالجانب الثقافي وميله للمطالعة في كل ميادين الثقافة بشكل عام، وفي ميدانه بشكل خاص. فمن الغريب أن نجد معلما يقول صراحة «أنا لا أقرأ»! فكيف سيصنع طلابا معرفيين أو مثقفين، أو يعشقون القراءة والاطلاع إذا كان هو لا يقرأ؟! فالبناء المعرفي الثقافي في غاية الأهمية. 4 - المجال المهاري المهني: وهو صلب المعايير، فهل المعلم الذي جاء إلى ميدان التعليم لديه المهارات اللازمة ليقوم بالممارسات التدريسية والتقويمية؟ وهل لديه إلمام كيف يبني بيئة تعليمية آمنة لطلابه؟ وكلنا رأينا حالات من العنف كانت تمارس من قلة من المعلمين تجاه طلابهم؟ وهل لديه إلمام بتوظيف التقنية ومصادر المعرفة؟ وهل لديه معرفة ومهارة لتوظيف التقويم التربوي؟ والذي هو أساس مهم في عملية التعلم، وهل لديه مهارات التواصل الفعال أم يفتقر لها؟ وهل لديه الخبرة الكافية في إدارة بيئات التعلم، وكلنا نعلم أن فترة «التطبيق العملي» ليست على ما يرام، وغيرها من المهارات الفنية لمن سيعمل معلما، وليس صعبا على وزارة التعليم العمل على تصميم «معايير المعلم المهنية»، لكن الأهم هو تفعيلها بالطرق التي يمكن من خلالها «التحقق من المعايير لكل متقدم للتعليم» وفي موضوع ذي صلة يجب أن يتم العمل بـ»ملف إنجاز المعلم» فهو الوحيد الذي يمكنه أن يقدم صورة سريعة لمهارات وخبرات المعلم، ويحدد ما يمكن أن يتم قياسه إذا ما كان لديه منجزات على صعيد عمله من «تجارب ومبتكرات ومبادرات» وبعكس سير تطور المعلم وبنائه المعرفي المهني، ومسيرته المهنية تجاه طلابه ومدرسته، وأقترح أن يكون من ضمن «منقولات المعلم» حينما ينتقل إلى مدرسة.