الرأي

تعليم مكة المكرمة والمشاكل المكررة

أحمد صالح حلبي
حينما قال وليم جيمس الملقب بأبي علم النفس «أعدوا أنفسكم لتقبل الحقيقة فإن التسليم بما حدث هو الخطوة الأولى في التغلب على المصاعب»، كانت أنظار كثيرين تتجه صوب النتائج المتوقعة من ذلك، خاصة أولئك الذين يرفضون قبولها، وعلينا اليوم أن ندرك أهمية تقبل الحقيقة والعمل على معالجة ما تحويه من سلبيات مسجلة أو ملاحظات مدونة، لنصل إلى عمل جيد يخدم المجتمع بصورة أفضل مما هي عليه.

وإن كان الدكتور أحمد الزائدي تسلم مسؤولية إدارة تعليم مكة المكرمة وبدأ خطواته العملية عبر مسارين، الأول تضمن القيام بجولات ميدانية متنقلا بين قرى مكة المكرمة ومدارسها باحثا عن احتياجاتها.

والثانية الالتقاء بالطلاب والمعلمين لإدراكه حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، فهو مسؤول عن تأمين خدمات تعليمية راقية تتوافق وما وفرته الدولة من إمكانات، وهنا لا بد أن نكون صريحين معه، ناقلين بكل وضوح وشفافية جزءا من معاناة الطلاب والطالبات من المرافق التعليمية، والتي من أبرزها مشاكل المباني المدرسية سواء المستأجرة منها أو الحكومية، ففي ظل انخفاض عدد المباني أصبحت المدارس تكتظ بالطلاب والطالبات باحثة عن حلول لخفض أعدادهم فلا تجد، لتبقى المشكلة عادة سنوية مكررة لا حل لها.

وإن كانت إدارة التعليم قد وضعت حلا لعدم توفر المباني تمثل في وضع نظام الدراسة على فترتين الأولى صباحية، والأخرى مسائية، إلا أنه ليس بالحل العملي الجيد.

وإن سلمنا الأمر واعتبرنا السبب عائدا إلى عدم وجود مبان مؤهلة لتكون مدارس للطلاب أو الطالبات، فإن السؤال المطروح: لماذا لا تتحرك إدارة المشاريع بإدارة التعليم لمتابعة مشاريع المدارس المتعثرة وإيجاد حلول لها بدلا من بقائها مجرد هياكل خرسانية سنوات طوالا، ويحرم الطلاب والطالبات منها؟ والأمثلة عن هذه المواقع متعددة، لعل أبرزها مجمع المدارس الكائن بالرصيفة الذي مضت عليه سنوات، ولا زال كما هو مجرد مبان خالية لم تكتمل ولم يستفد منها.

وبعيدا عن المباني المدرسية ومشاكلها التي يصعب حلها، فإن ما نأمله من إدارة تعليم مكة المكرمة ونحن على مشارف نهاية الفصل الدراسي الأول أن تبدأ الإدارة بوضع برامج خاصة لخدمات الصيانة للمكيفات وبرادات المياه، حتى لا يتعرض الطلاب والطالبات خلال الفصل الدراسي الثاني لمشاكل تعطل المكيفات وبرادات المياه مع ارتفاع درجة الحرارة.

أما قضية نقص الكتب بالمدارس للفصل الدراسي الثاني، فهي واحدة من القضايا المكررة سنويا، والتي نأمل أن تغيب هذا العام، ويكفي الطلاب والطالبات تكدسهم في الفصول، لنزيد من مشاكلهم بعدم توفر المقررات لهم!

والحاجة اليوم تفرض الاستعداد بجدية للعام الدراسي، لا من حيث الحرص على انتظام مواعيد بدء الدراسة، بل من حيث توفر الخدمات التعليمية التي تساعد على استمرارية العملية التعليمية بشكل منتظم، من خلال توفير البيئة التعليمية للمعلمين والمعلمات.

ahmad.s.a@hotmail.com