الرأي

99 عقلية وفكرا!

صلاح صالح معمار
اليوم نتوقف معكم عند محطة النهاية، بعد رحلة امتدت لعامين حتى وصلنا اليوم إلى المقال رقم 100. رحلة ممتعة ومفيدة قضيتها معكم عبر صحيفتنا الغالية صحيفة مكة، والتي كتبت من خلالها 99 مقالا حول أنواع العقول والفكر.

هذا المقال الوداعي سيجيب عن 4 أسئلة تصلني بشكل مستمر، أولها ماذا تقصد بالعقلية؟ ولماذا كل هذا الاهتمام بالعقول والفكر؟ ولماذا بنية مقالاتك متشابهة؟ وأخيرا ماذا بعد الانتهاء من هذه السلسلة؟!

في البداية وبعيدا عن تعقيدات المصطلحات العلمية، كنت أعني بالعقلية أنها تلك المعتقدات والقناعات والمسلمات والمبادئ والأفكار التي يؤمن بها الشخص وتتشكل منها عقليته لا شخصيته! وبالتالي تكون المخرجات سلوكيات مبنية على منظومة فكرية، وليس مجرد صدفة أو ردة فعل أو ممارسة مبنية على خبرة أو تقليد.

ولعل هذا هو سر الاهتمام والتركيز على أنواع العقول والفكر، لأن لدي إيمانا عميقا بأن الفكر هو الذي يتحكم بالنتائج، وأقصد بالنتائج المشاعر والسلوك! لذا ربما تتغير مشاعر وسلوكيات شخص ما بسهولة عندما يكون أساسها ليس مبنيا على منظومة فكرية، والعكس صحيح!

وفيما يخص بناء جميع مقالاتي السابقة، أعترف لكم بأنه كان من أصعب التحديات الكتابية التي مررت بها في مسيرتي العلمية والعملية، لأني كنت ملتزما بشكل أسبوعي وعلى مدار عامين بالكتابة فقط حول أنواع الفكر والعقول، وليس هذا فحسب، بل ملتزم بأن تكون مقدمة كل تلك المقالات من خلال عرض أحدث الدراسات والكتب الغربية في هذا المجال، وهذا يتطلب جهد ترجمة ثم جهد تحويل ما جاء في تلك الدراسة إلى ظاهرة فكرية أو عقلية، ثم أقوم ببناء عناصرها على شكل رباعيات وخماسيات وسداسيات! لذا لن تجد مقالا دون دراسة حديثة أو لا يذيل بثلاثيات ورباعيات وخماسيات تقوم بتلخيص وتأطير ووصف وعلاج لتلك العقلية.

وأما فيما يخص الإجابة عن تساؤل ماذا بعد الانتهاء من سلسلة مقالات العقول؟ فربما جزء من الإجابة موجود في بداية هذا المقال، وهو التوقف عن الكتابة لفترة من الزمن، وربما تكون هذه الوقفة قصيرة أو طويلة، وربما تكون الوقفة هنا فقط عبر هذه الصحيفة الغالية والانتقال إلى الكتابة في صحيفة أخرى عبر سلسلة أخرى مختلفة كليا. ولكن الطموح بمشيئة الله هو الخروج بكتاب (العقول) الذي سيجمع معظم ما كتبت، وبعد ذلك ترجمة الكتاب إلى اللغة الإنجليزية، ثم إنتاج مجموعة مقاطع فيديو لهذا الكتاب بطريقة الموشن انفوجرافيك، وأخيرا تحويله إلى بودكاست صوتي.

شكرا لكل شخص يقرأ هذا السطر الآن، وتأكد تماما أنك كنت شريك نجاح من خلال اهتمامك بما أكتب، وهذا الاهتمام هو الذي دفعني للالتزام والاستمرار في الإنتاج الكمي والتجويد الكيفي احتراما لعقلك الراقي.

S_Meemar@