قدموا لنا مقترحات حول نظام الجامعات!
السبت / 3 / ربيع الثاني / 1441 هـ - 18:45 - السبت 30 نوفمبر 2019 18:45
يبدو أنني لست وحدي من يتساءل عن نظام الجامعات الجديد، بل هناك أصوات رسمية بدأت تتساءل مثلي! ففي بادرة غريبة تبدو متناقضة، أو على الأقل بدت لي كذلك، وصلتني في الأيام الماضية دعوة عامة كما وصلت لغيري من الأساتذة والمهتمين بالشأن الأكاديمي، مفادها وباختصار شديد: قدموا لنا مقترحات وتعديلات حول نظام الجامعات الجديد، أطلقتها إحدى الجامعات المحلية على هامش الملتقى السنوي لرؤساء ومشرفات الأقسام العلمية الذي تنظمه وترعاه الجامعة نفسها، ويبدو أن الكل هناك بدأ يعيش حالة من الحماس منقطعة النظير لتقديم المقترحات المأمولة!
لكن لماذا نقول غريبة؟ لأن الجامعة تتصرف وكأنها قد خرجت عن الأعراف المعمول بها والعادات المألوفة، وتجاوزت مرجعها التقليدي، وهذه سابقة غير معهودة، فطلب كهذا فيه إشارة رسمية إلى أن نظام الجامعات الجديد بحاجة للمراجعة والتعديل، وهو ما يعني بشكل أو بآخر وجود علل تشريعية في نظام عملت عليه لجان ومستشارون كثر، بعضهم من الجامعة نفسها، وتبنته الوزارة وقدمته للجهات الرسمية، أما إذا كان تصرف الجامعة هذا بإيعاز أو توجيه من الوزارة - و هو ما أستبعده - فهذه ثالثة الأثافي وكارثة الكوارث، ومسألة تحتاج للتأمل والمراجعة من قبل المسؤولين.
ولماذا نقول متناقضة؟ لأن هذه الجامعة وهي الآن تطلب المقترحات كانت قبل أيام قليلة ممثلة في بعض مسؤوليها من ذوي المناصب الإدارية قد انخرطت انخراطا محموما فيما يشبه حملة دعائية وترويجية للنظام الجديد، هدفها الأول المدح والإطراء والتمجيد والثناء على النظام الجديد للجامعات وما يمكن أن يسهم به في تحقيق الرؤى الوطنية، ثم فجأة هكذا بقدرة قادر تتحول من مؤيد أعمى ومندفع متحمس إلى متلق واع أو مجرد متلق هكذا يستجدي المقترحات والتعديلات على النظام الجديد، فأي تناقض هذا الذي تحيط به نفسها وتتخذه رداء تخفي فيه زلاتها وأخطاءها!
بعض التناقضات في الأقوال والأفعال تعطينا إيحاءات أو مؤشرات على أن هناك حركة جدلية، تنتج حوارا بناء، من شأنه أن يؤسس لدستور أكاديمي راق، ويحقق فعلا ما تصبو إليه القيادات العليا في الدولة، إلا أن التناقضات التي تشهدها الساحة الأكاديمية المحلية لا تشي بشيء من هذا أبدا، وإلا لرأينا نظاما جديدا بكل ما تحمله كلمة «جديد» من معنى، وعلى أية حال، طلب المقترحات والتعديلات وسماع الرأي الآخر يظل خيرا من السكوت على العلل، وخيرا من كيل عبارات المدح والثناء بداع أو بدون!
ولقد سمعت أقوالا كثيرة، ولست متأكدا من مدى صحتها، تفيد بأن هناك لجانا عامة وبعضها متخصصة ما تزال تحاول إعادة قراءة بعض المواد والفقرات الواردة في النظام الجديد، أو على الأقل تقدم لها تفسيرات توضيحية معقولة ومقبولة، وهذا بلا شك أمر جيد، ويبعث في النفس نوعا من الأمل، نتشبث به ونتطلع معه نحن الأكاديميين على وجه الخصوص إلى كل ما يسهم في رفع مستوى الأستاذ الجامعي، ويحرره من البيروقراطية الأكاديمية، ويمنحه الجو المثالي للإبداع والتألق، وبالتالي يدفعه قدما نحو تحقيق تطلعات القيادة العليا فيما يخص الجوانب التعليمية والبحثية.
لكن لماذا نقول غريبة؟ لأن الجامعة تتصرف وكأنها قد خرجت عن الأعراف المعمول بها والعادات المألوفة، وتجاوزت مرجعها التقليدي، وهذه سابقة غير معهودة، فطلب كهذا فيه إشارة رسمية إلى أن نظام الجامعات الجديد بحاجة للمراجعة والتعديل، وهو ما يعني بشكل أو بآخر وجود علل تشريعية في نظام عملت عليه لجان ومستشارون كثر، بعضهم من الجامعة نفسها، وتبنته الوزارة وقدمته للجهات الرسمية، أما إذا كان تصرف الجامعة هذا بإيعاز أو توجيه من الوزارة - و هو ما أستبعده - فهذه ثالثة الأثافي وكارثة الكوارث، ومسألة تحتاج للتأمل والمراجعة من قبل المسؤولين.
ولماذا نقول متناقضة؟ لأن هذه الجامعة وهي الآن تطلب المقترحات كانت قبل أيام قليلة ممثلة في بعض مسؤوليها من ذوي المناصب الإدارية قد انخرطت انخراطا محموما فيما يشبه حملة دعائية وترويجية للنظام الجديد، هدفها الأول المدح والإطراء والتمجيد والثناء على النظام الجديد للجامعات وما يمكن أن يسهم به في تحقيق الرؤى الوطنية، ثم فجأة هكذا بقدرة قادر تتحول من مؤيد أعمى ومندفع متحمس إلى متلق واع أو مجرد متلق هكذا يستجدي المقترحات والتعديلات على النظام الجديد، فأي تناقض هذا الذي تحيط به نفسها وتتخذه رداء تخفي فيه زلاتها وأخطاءها!
بعض التناقضات في الأقوال والأفعال تعطينا إيحاءات أو مؤشرات على أن هناك حركة جدلية، تنتج حوارا بناء، من شأنه أن يؤسس لدستور أكاديمي راق، ويحقق فعلا ما تصبو إليه القيادات العليا في الدولة، إلا أن التناقضات التي تشهدها الساحة الأكاديمية المحلية لا تشي بشيء من هذا أبدا، وإلا لرأينا نظاما جديدا بكل ما تحمله كلمة «جديد» من معنى، وعلى أية حال، طلب المقترحات والتعديلات وسماع الرأي الآخر يظل خيرا من السكوت على العلل، وخيرا من كيل عبارات المدح والثناء بداع أو بدون!
ولقد سمعت أقوالا كثيرة، ولست متأكدا من مدى صحتها، تفيد بأن هناك لجانا عامة وبعضها متخصصة ما تزال تحاول إعادة قراءة بعض المواد والفقرات الواردة في النظام الجديد، أو على الأقل تقدم لها تفسيرات توضيحية معقولة ومقبولة، وهذا بلا شك أمر جيد، ويبعث في النفس نوعا من الأمل، نتشبث به ونتطلع معه نحن الأكاديميين على وجه الخصوص إلى كل ما يسهم في رفع مستوى الأستاذ الجامعي، ويحرره من البيروقراطية الأكاديمية، ويمنحه الجو المثالي للإبداع والتألق، وبالتالي يدفعه قدما نحو تحقيق تطلعات القيادة العليا فيما يخص الجوانب التعليمية والبحثية.