الرأي

العلاقات العامة تنهض

خالد بن مطر
بعدما كانت تحتضر في السنوات الماضية، أصبحت الآن جزءا لا يتجزأ في كثير من الجهات الحكومية، فالمسؤولون أدركوا أهمية وعظمة مهنة العلاقات العامة، حيث تشكل قوة للمنشأة من حيث التأثير الإيجابي لدى جمهورها واستخدام أحدث التقنيات والممارسات في تخطيط برامجها وطرق الاتصال الاستراتيجي.

وبات إعداد الرسائل على مواقع التواصل الاجتماعي وصناعة المحتوى الجذاب على هذه الشبكات مهما ويُعد فنا من الفنون التي تقوم بها العلاقات العامة، في ظل الثورة التقنية ووسائل الإعلام الجديد، لم يعد هناك الاحتياج لوساطة بين القراء والمنشأة، فالعهد الذي كانت فيه حاجة للصحفيين لنقل وجهات نظر بعض المسؤولين للجمهور تلاشى وانتهى.

قبل سنوات كان المسؤول الأول في بعض الجهات ينظر لهذه المهنة نظرة دونية، وأكاد أجزم في وقتنا الحاضر أنه لا يمكن للمسؤول التحرك واتخاذ قراراته دونها، حيث لا بد من قياس اتجاهات الجمهور، وتخمين ردود أفعالهم قبل اتخاذ تلك القرارات.

العلاقات العامة تلعب دورا كبيرا في عصرنا هذا، وفي توجيه المنشأة للمسار الصحيح الذي ينبغي أن تكون فيه، فالأزمات هي من تكشف المستور وتوضح الأخطاء، وتلجأ المؤسسات إليها لتدارك تلك المشكلات وتجنب المخاطر، فلا يمكن القول بأن المسؤول هو من يتمم عملية التواصل بوسائل الإعلام دون العلاقات العامة، فهي نشاط اتصالي مهم لا يمكن التخلي عنه، وارتباطها بشكل وثيق برأس الهرم من الأساسيات التي يجب أن تكون عليها.

إلى وقت قريب كان البعض يعتقد أن وظيفة هذه المهنة «تحسين صورة المنشأة لدى الجمهور» فقط، وفي الحقيقة هي أكبر من أن تكون كذلك، فالعمل الاتصالي الذي يسعى للوصول إلى شريحة كبيرة من الجمهور فن لا يقتصر على تحسين الصورة الذهنية، بل يعمل على مشاركة الجمهور لأعمال المنشأة وقراراتها وإنجازاتها، وأسلوب إداري لتحقيق النجاح والازدهار، وكان من مبادئ الأمريكي ايفي لي «أبو العلاقات العامة» أن من الضرورة إعلان أهداف المؤسسة وتحديد السياسات ومخاطبة الجماهير مباشرة دون وساطة أو دعاية، فالجمهور يفضل أن يرتبط مباشرة بالجهة التي يريدها.

khalidalessi@