ومن الحب ما صقل
الأربعاء / 30 / ربيع الأول / 1441 هـ - 20:15 - الأربعاء 27 نوفمبر 2019 20:15
من أقوى المحركات النفسية لأي جهد أو عمل بشري هو ذاك الذي ينبع من دواخلنا وله التأثير الخفي الذي يُرى أثره إما لحظيا أو وقتيا أو زمنيا، بمعنى أننا نلاحظ نتيجته فوريا أو أنه يأخذ عدة ساعات أو أيام أو أنه ينعكس بعد سنوات، ويمكن أيضا بفضل ذلك المحرك الوجداني الذي يعمل بتوأمة مع العقل تنفيذ استراتيجية الاسترداد لما مضى من مواقف وأحداث ويقوم بمعالجة ما قد يحصل الآن، وما سيكون غدا جراء ذلك الاسترجاع للمشاهد وغيرها من المواقف الراسخة في الذاكرة القريبة والبعيدة، لإبراز جانب وخانة في المخ أطلق عليها مساحة الحنين للماضي، والتي تساعد الإنسان على تنمية خبراته التراكمية وقصصه المعرفية، وتعينه أيضا على الوصول للمستقبل الذي لم تتم مشاهدته مسبقا ويُراد تحقيقه وأطلق عليه مساحة الحلم البعيد أو كما يطلق عليه علميا مصطلح أحلام اليقظة.
وهذا الذي أتحدث عنه أوجده الخالق جل وعلا وقذفه في نفوس خلقه، هو نزعة الحب الذي نشأ، وتكون نتيجة خليط وتوليفه ومزيج من مركبات عدة مهمته الرئيسة صنع المعجزات، نعم يفعل المستحيل الذي يفوق الخيال الذي يفرز كل مشاعر الدافعية للإنجاز، ويعمل كوقود يشعل جميع الخلايا ويدفع مختلف الهرمونات التي تساعد مباشرة على تحريك الجسد الخامل وتنشيطه، ويهيئ أيضا أعضاءه الفاعلة وإعطاء الإشارات للانطلاق قُدُما نحو تحقيق ما يميل إليه القلب ويصبو إليه من أهداف مرسومة ومحددة سلفا.
والحب حالة مشاعرية عميقة تسيطر على جميع مراكز الإحساس الملموسة والمحسوسة الظاهرية والباطنية، فالعين ترسم وتعكس أحاسيس الحب والأذن تجسد ذلك وتعززه، والقلب يعمل كمخزن للأحاسيس والعقل يتوج تلك العمليات وينقلها لسائر الجسد، ومن أعلى هامة الرأس إلى آخر نقطة بباطن القدم، والإنسان يحتاج دوما وأبدا لهذه الحالة المتجددة.
والحب له حالات متعددة مثل حب الحياة وحب الجنس وحب الشهرة وحب المال، وغيرها من حالات الحب التي تبدأ من الدرجات الأولى، وصولا إلى درجات الجنون والتعلق.
ويحمل حالات الحب سالفة الذكر أشخاص ذوو أنماط مختلفة أيضا، مثل النمط العقلاني والراشد والانفعالي والمتبلد، والمخلوق البشري يعمل بآلية متوازية لتحقيق الموازنة، وهذه الآلية المتوازية مؤداها بأن الشعور بالأمان لا يحصل إلا إذا شعر الفرد بالاستقرار العاطفي، أي إن خط الأمان يماثل خط الاستقرار، فإذا اختل الأول يخفق عمل الثاني، وهذا الأخير أقصد الاستقرار، يفتح آفاقا كبيرة، منها سكون العاطفة وتوجهها التوجه السليم من حيث حب الآباء والإخوة والزوجة والأبناء والحياة بصفة عامة، وأزيادة المعرفة يضا نتيجة فعالية العمليات العقلية كالانتباه والتركيز والإدراك وإشعال مراكز الذكاء والتفكير المنطقي، وبالتالي تتنامى لدى الإنسان معايير الوعي السليم من حيث تحقق الحب المدرك.
وعندما يدرك الإنسان أنه متوجه بمشاعره وأحاسيسه لشيء ما، ولنفرض تحقيق نجاح على المستوى الزواجي، فإنه يسعى سعيا حثيثا لتحقيق ذلك الحلم الذي ينتابه بين الفينة والأخرى، بل ويحافظ عليه قدر المستطاع ويستفيد من تجارب غيره وخبرته في كيفية صقل نفسه وقدراته ومشاعره حتى يكون زوجا مثاليا ليراعي زوجته وأبناءه.
وإذا ما راود الإنسان مساحة من الحلم المستقبلي لبلوغ درجة علمية رفيعة أو مكانة مجتمعية ذات قيمة أو منصب عملي مرموق، فإنه سيسخر جميع طاقاته ويجند كل جيوشه لبلوغ ذاك الهدف، حتى وإن أخفق في بادئ الأمر فإنه سيستفيد من تجربته ويستمر في المضي لأن مشاعر الحب الخفية مع مدركاته العقلية تتكامل وتنصقل لتنتج هدفا ساميا ارتضاه سلفا وحققه لاحقا، فكلما ارتفع منسوب الحب انخفضت عوائق الدرب.
@Yos123Omar
وهذا الذي أتحدث عنه أوجده الخالق جل وعلا وقذفه في نفوس خلقه، هو نزعة الحب الذي نشأ، وتكون نتيجة خليط وتوليفه ومزيج من مركبات عدة مهمته الرئيسة صنع المعجزات، نعم يفعل المستحيل الذي يفوق الخيال الذي يفرز كل مشاعر الدافعية للإنجاز، ويعمل كوقود يشعل جميع الخلايا ويدفع مختلف الهرمونات التي تساعد مباشرة على تحريك الجسد الخامل وتنشيطه، ويهيئ أيضا أعضاءه الفاعلة وإعطاء الإشارات للانطلاق قُدُما نحو تحقيق ما يميل إليه القلب ويصبو إليه من أهداف مرسومة ومحددة سلفا.
والحب حالة مشاعرية عميقة تسيطر على جميع مراكز الإحساس الملموسة والمحسوسة الظاهرية والباطنية، فالعين ترسم وتعكس أحاسيس الحب والأذن تجسد ذلك وتعززه، والقلب يعمل كمخزن للأحاسيس والعقل يتوج تلك العمليات وينقلها لسائر الجسد، ومن أعلى هامة الرأس إلى آخر نقطة بباطن القدم، والإنسان يحتاج دوما وأبدا لهذه الحالة المتجددة.
والحب له حالات متعددة مثل حب الحياة وحب الجنس وحب الشهرة وحب المال، وغيرها من حالات الحب التي تبدأ من الدرجات الأولى، وصولا إلى درجات الجنون والتعلق.
ويحمل حالات الحب سالفة الذكر أشخاص ذوو أنماط مختلفة أيضا، مثل النمط العقلاني والراشد والانفعالي والمتبلد، والمخلوق البشري يعمل بآلية متوازية لتحقيق الموازنة، وهذه الآلية المتوازية مؤداها بأن الشعور بالأمان لا يحصل إلا إذا شعر الفرد بالاستقرار العاطفي، أي إن خط الأمان يماثل خط الاستقرار، فإذا اختل الأول يخفق عمل الثاني، وهذا الأخير أقصد الاستقرار، يفتح آفاقا كبيرة، منها سكون العاطفة وتوجهها التوجه السليم من حيث حب الآباء والإخوة والزوجة والأبناء والحياة بصفة عامة، وأزيادة المعرفة يضا نتيجة فعالية العمليات العقلية كالانتباه والتركيز والإدراك وإشعال مراكز الذكاء والتفكير المنطقي، وبالتالي تتنامى لدى الإنسان معايير الوعي السليم من حيث تحقق الحب المدرك.
وعندما يدرك الإنسان أنه متوجه بمشاعره وأحاسيسه لشيء ما، ولنفرض تحقيق نجاح على المستوى الزواجي، فإنه يسعى سعيا حثيثا لتحقيق ذلك الحلم الذي ينتابه بين الفينة والأخرى، بل ويحافظ عليه قدر المستطاع ويستفيد من تجارب غيره وخبرته في كيفية صقل نفسه وقدراته ومشاعره حتى يكون زوجا مثاليا ليراعي زوجته وأبناءه.
وإذا ما راود الإنسان مساحة من الحلم المستقبلي لبلوغ درجة علمية رفيعة أو مكانة مجتمعية ذات قيمة أو منصب عملي مرموق، فإنه سيسخر جميع طاقاته ويجند كل جيوشه لبلوغ ذاك الهدف، حتى وإن أخفق في بادئ الأمر فإنه سيستفيد من تجربته ويستمر في المضي لأن مشاعر الحب الخفية مع مدركاته العقلية تتكامل وتنصقل لتنتج هدفا ساميا ارتضاه سلفا وحققه لاحقا، فكلما ارتفع منسوب الحب انخفضت عوائق الدرب.
@Yos123Omar