نسوية إسلامية وحنبلية بوذية!
سنابل موقوتة
الأربعاء / 16 / ربيع الأول / 1441 هـ - 20:15 - الأربعاء 13 نوفمبر 2019 20:15
أحضر ورقة وأقلاما ملونة واكتب في أول السطر بلون لافت للنظر «النسوية ترجمة غير صحيحة لكلمة Feminism» والتي تعني المساواة المطلقة بين الجنسين، وهناك فارق بين النسوية والنسائية، فالنسوية مصطلح يدل على شيء بعينه، أما النسائية فمصدر من كلمة النساء.
والمسألة ليست مجرد اختلاف في المصطلحات، ولكنها مشكلة في الدلالات، فأساس النسوية وجوهرها هو المساواة، وهنا يجب أن تكتب بلون مختلف على ذات الورقة: المساواة لا تعني العدالة. والمساواة قد تعني في كثير من أوجهها الظلم البين.
والمشكلة ليست في النسوية ـ أو النسوي ـ الحقيقية التي تفهم وتعي ماذا يعني الانتماء لهذه الحركة وتقوم بواجباتها الإفسادية المتطرفة بقناعة ووضوح. لا مشكلة لدي في أن ينحط الإنسان بقناعاته إلى الدرك الأسفل من الوضاعة فهذا شأنه، لكن المشكلة الحقيقية هي الضبابية في تسويق
مصطلح النسوية والتخفي في عباءة «حقوق المرأة»، للوصول إلى الهدف الحقيقي والغاية الأهم لدى اللواتي وقر الإيمان بالنسوية في قلوبهن.
وقبل أن تحدثني عزيزي النسوي المستجد عن النسوية الإسلامية دعنا نتفق على نقطة مهمة، اكتبها في الورقة بلون ثالث: أنت مع حقوق المرأة وتؤمن بأنها تعرضت للإجحاف والظلم والإقصاء، لكنك ترفض الشذوذ والإلحاد والإجهاض وقتل الأجنة وحذف ما لا يروق لك من القرآن؟ حسنا، أنت لست نسويا، ولا علاقة لك بالنسوية، نحن في فريق واحد فيما يبدو، لكنك وقعت تحت سطوة الفهم الخاطئ للمصطلح. وأمثالك كثيرون جدا. ولو حذفت من تويتر الحسابات التي تؤيد الشذوذ والانحلال والإلحاد والدعارة تحت مسمى «حرية الجسد» لما بقي في تويتر من النسويات سوى بضع نفر أمثالك لا يفهمن ماذا تعني النسوية ولا أين تريد أن تسير.
وبضع نفر آخرين يتبنون القضية من باب «البريستيج» لأن شكلهم يبدو ألطف وهم يناصرون ما يعتقدون وهما أنها حقوق المرأة، وهؤلاء فئة تتعامل مع المرأة على أرض الواقع باحتقار، ويكفرون عن هذا بالنعومة في مواقع التواصل، إنهم حثالة فلا تكن مثلهم.
مع أنه من حقك أن تؤمن بالنسوية وأن تعتنقها دينا، من حقك أن تعبد حتى صراصير منزلكم أو صراصير الحي بأكمله فهذا شأنك، لكنك يجب أن تعطي الحق أيضا للمسلم ـ أو حتى المنتمي لأي دين آخر ـ أن يؤمن بالأفكار ويرفضها بناء على معتقداته وقناعاته، وحين تعرض النسوية على الإسلام ـ أو حتى النصرانية واليهودية ـ فإنها مرفوضة شكلا وموضوعا، والتمسح بالحقوق لن يجعلها مقبولة لدى أي دين أو مجتمع لا زال يحتفظ بالحد الأدنى من إنسانيته. لا تحاول إضفاء صفات غير حقيقية على معتقدك وربطه بدين ما. لا يوجد نسوية إسلامية، هي شيء أشبه بعبارة «الحنبلية البوذية».
وعلى أي حال..
اكتب على ذات الورقة: المطالبة بالحقوق التي لا تبدأ من الرأس وما يحتويه، وتتمحور قضيتها في الجزء الأسفل من الإنسان هي مطالبات حيوانية لا علاقة لها بالمرأة ولا بالرجل ولا بالإنسان عموما.
ثم إن حدثوك عن حقوق المرأة وتمكينها فاكتب عبارة صغيرة بلون جميل قل فيها: حقوق المرأة طالبت بها نساء ومناضلات وحقوقيات ودفعوا أثمانا غالية في سبيلها، قبل أن يبتلى الناس بمن يعتبر الدعارة حقا إنسانيا والشذوذ فطرة سوية.
ولا تنسى أن تضيف بأي لون: النسوية أحط ما وصل إليه العقل البشري.
agrni@
والمسألة ليست مجرد اختلاف في المصطلحات، ولكنها مشكلة في الدلالات، فأساس النسوية وجوهرها هو المساواة، وهنا يجب أن تكتب بلون مختلف على ذات الورقة: المساواة لا تعني العدالة. والمساواة قد تعني في كثير من أوجهها الظلم البين.
والمشكلة ليست في النسوية ـ أو النسوي ـ الحقيقية التي تفهم وتعي ماذا يعني الانتماء لهذه الحركة وتقوم بواجباتها الإفسادية المتطرفة بقناعة ووضوح. لا مشكلة لدي في أن ينحط الإنسان بقناعاته إلى الدرك الأسفل من الوضاعة فهذا شأنه، لكن المشكلة الحقيقية هي الضبابية في تسويق
مصطلح النسوية والتخفي في عباءة «حقوق المرأة»، للوصول إلى الهدف الحقيقي والغاية الأهم لدى اللواتي وقر الإيمان بالنسوية في قلوبهن.
وقبل أن تحدثني عزيزي النسوي المستجد عن النسوية الإسلامية دعنا نتفق على نقطة مهمة، اكتبها في الورقة بلون ثالث: أنت مع حقوق المرأة وتؤمن بأنها تعرضت للإجحاف والظلم والإقصاء، لكنك ترفض الشذوذ والإلحاد والإجهاض وقتل الأجنة وحذف ما لا يروق لك من القرآن؟ حسنا، أنت لست نسويا، ولا علاقة لك بالنسوية، نحن في فريق واحد فيما يبدو، لكنك وقعت تحت سطوة الفهم الخاطئ للمصطلح. وأمثالك كثيرون جدا. ولو حذفت من تويتر الحسابات التي تؤيد الشذوذ والانحلال والإلحاد والدعارة تحت مسمى «حرية الجسد» لما بقي في تويتر من النسويات سوى بضع نفر أمثالك لا يفهمن ماذا تعني النسوية ولا أين تريد أن تسير.
وبضع نفر آخرين يتبنون القضية من باب «البريستيج» لأن شكلهم يبدو ألطف وهم يناصرون ما يعتقدون وهما أنها حقوق المرأة، وهؤلاء فئة تتعامل مع المرأة على أرض الواقع باحتقار، ويكفرون عن هذا بالنعومة في مواقع التواصل، إنهم حثالة فلا تكن مثلهم.
مع أنه من حقك أن تؤمن بالنسوية وأن تعتنقها دينا، من حقك أن تعبد حتى صراصير منزلكم أو صراصير الحي بأكمله فهذا شأنك، لكنك يجب أن تعطي الحق أيضا للمسلم ـ أو حتى المنتمي لأي دين آخر ـ أن يؤمن بالأفكار ويرفضها بناء على معتقداته وقناعاته، وحين تعرض النسوية على الإسلام ـ أو حتى النصرانية واليهودية ـ فإنها مرفوضة شكلا وموضوعا، والتمسح بالحقوق لن يجعلها مقبولة لدى أي دين أو مجتمع لا زال يحتفظ بالحد الأدنى من إنسانيته. لا تحاول إضفاء صفات غير حقيقية على معتقدك وربطه بدين ما. لا يوجد نسوية إسلامية، هي شيء أشبه بعبارة «الحنبلية البوذية».
وعلى أي حال..
اكتب على ذات الورقة: المطالبة بالحقوق التي لا تبدأ من الرأس وما يحتويه، وتتمحور قضيتها في الجزء الأسفل من الإنسان هي مطالبات حيوانية لا علاقة لها بالمرأة ولا بالرجل ولا بالإنسان عموما.
ثم إن حدثوك عن حقوق المرأة وتمكينها فاكتب عبارة صغيرة بلون جميل قل فيها: حقوق المرأة طالبت بها نساء ومناضلات وحقوقيات ودفعوا أثمانا غالية في سبيلها، قبل أن يبتلى الناس بمن يعتبر الدعارة حقا إنسانيا والشذوذ فطرة سوية.
ولا تنسى أن تضيف بأي لون: النسوية أحط ما وصل إليه العقل البشري.
agrni@