الرأي

الباب.. يا وزير الثقافة

زيد الفضيل
كان سروري بالغا حين استجبت لدعوة معلنة من فرع الجمعية السعودية للثقافة والفنون بالدمام لحضور مسرحية بعنوان «الباب» من كتابة وإخراج المبدع ياسر آل حسن، والواقع أني لم أتوان للحظة عن المسارعة في الحضور، فمعرفتي بإبداع المخرج ياسر ليست جديدة، إذ شهدت له عددا من العروض التي كان مبرزا فيها، وأحدها كان مع الممثل الجميل محمود شرقاوي، في مسرحية من نوع «مونودراما» بعنوان «برانويا»، من تأليف الكاتب المسرحي المعروف عباس الحايك؛ وحقا كم كانا (ياسر ومحمود) مجيدين في عرض ما أراده الكاتب المبدع في نصه الفلسفي الإنساني.

وبالإشارة إلى الفنان محمود الشرقاوي، أذكر عرضه المسرحي الجميل بعنوان «في انتظار جودو» على مسرح فرع الجمعية السعودية للثقافة والفنون بجدة، وهي من المسرح العالمي للكاتب الأيرلندي صامويل بيكيت، وفعلا كانت لحظات جميلة حين نشاهد مسرحا عالميا يعرض على مسرحنا السعودي.

ولا يفوتني أن أشيد بمختلف أعمال الفنان الكبير خالد الحربي الذي قدم الكثير من الأعمال المسرحية على مختلف أنواعها، وكان مبدعا في أدائه وإخراجه وكتابته لعدد منها، ولن أنسى ما حييت مسرحيتيه اللتين كنت قريبا منهما بحكم عملي، وهما: مسرحية «هاملت اخرج من رأسي» التي تم عرضها بمعرض الكتاب الدولي بالرياض عام 2014 حال رئاستي للجنته الثقافية، وهي من نوع المونودراما، ومن إخراج صبحي يوسف وتأليف فهد الحوشان؛ أما الثانية فكانت بعنوان «روقونا» التي تم عرضها لعدة أسابيع على مسرح الكورال بمركز أحمد باديب الثقافي حال رئاستي له، وهي مسرحية اجتماعية كوميدية بمشاركة مجموعة رائعة من الفنانين، أوجه الشكر لهم جميعا.

كذلك أشيد بتجربة «مسرح كيف» للكاتب المسرحي ياسر مدخلي، هذا المجاهد المحب للمسرح، الذي ما فتئ يبدع في عمله برفقة أعضاء فرقته، مقدمين العديد من المسرحيات، منها «مجلس الشقق» على مسرح الكورال حال رئاستي لمركز باديب الثقافي.

واقع الحال فإن القائمة تطول، ولن يكفيني مقال عابر لو أردت أن أذكر جميع الفنانين المبدعين في العمل المسرحي كتابة وتمثيلا وإخراجا وإضاءة وديكورا وجمهورا أيضا، ويكفي أن أشير إلى جهود فرقة الطائف المسرحية بقيادة نخبتها وعلى رأسهم الكاتب فهد ردة الحارثي، وكذلك جهود فرقة الأحساء بنخبها المتعددين.

وهي رسالة مني إلى سمو وزير الثقافة ومعالي رئيس هيئة الترفيه، لأقول لهما: في بلدنا نخبة من المسرحيين صنعت نفسها بنفسها، سهرت الليالي، وواصلت النهار بالليل، حضرت المهرجانات وحيدة، وزاحمت الكبار منفردة، وثبتت أمام مقالع الرياح، وعواتي الجهل والتخلف الذي كان يثيره بعض الصحويين؛ إن هؤلاء يستحقون أن تهتم بهم الجهات المسؤولة، وأن تُسَخّر كل جهدها وطاقتها لتعويضهم عما كان ينقصهم،

وأن تكون معهم معينا لعرض إنتاجهم المسرحي عبر تنظيم مهرجانات متعددة في مناطق المملكة للمسرح السعودي، ناهيك عن إنشاء أكاديمية للفنون إجمالا والمسرح أحدها.

في هذا الصدد لا يسعني إلا أن أشيد بـ «دورة أحمد السباعي لعلوم المسرح»، تلك التجربة الفريدة التي قام بها مركز باديب الثقافي حال رئاستي له، بالتعاون الكلي مع الفنان خالد الحربي المشرف على التجربة، ودعم عمادة شؤون الطلاب اللوجستي بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة ممثلة في مبدعها عبدالله باحطاب، حيث تمت الاستعانة فيها بأساتذة من المعهد العالي للمسرح في الكويت، وبقامات مسرحية كبيرة من البحرين، علاوة على الأردن والسعودية، ودرس فيها المتدربون قرابة 106 ساعات منهجية، لمدة أربعة أشهر، تكللت بعرض مسرحية التخرج بعنوان «حدث في مكة» من تأليف الكاتب الدكتور سامي الجمعان، وإخراج زكريا مومني، وتم عرضها على مسرح الكورال التابع للمركز، وأذكر أني أعلنت في كلمتي وقتها عن رغبة المركز في إنشاء أكاديمية للفنون، وعبثا حاولت تأسيس ذلك في حينه. فهل سترى الأكاديمية النور قريبا أيها السادة المسؤولون؟

@zash113