يا هذا الغرب.. كف عبثك لتسلم ونسلم

لم يعد هناك أحد بمنأى عن الإرهاب.. ولم تعد هناك دولة لا يطالها الإرهابيون.. عبث العابثين وبؤس الجاهلين والشر المستطير أصبحت شظاياها تتطاير لتحرق الجميع.. البعيدين كما القريبين.. المسلمين مثل غير المسلمين.. الدول والأفراد.. وفي كل بقاع الأرض بلا استثناء..

لم يعد هناك أحد بمنأى عن الإرهاب.. ولم تعد هناك دولة لا يطالها الإرهابيون.. عبث العابثين وبؤس الجاهلين والشر المستطير أصبحت شظاياها تتطاير لتحرق الجميع.. البعيدين كما القريبين.. المسلمين مثل غير المسلمين.. الدول والأفراد.. وفي كل بقاع الأرض بلا استثناء.. من الذي أطلق الجني من قمقمه؟.. ومن الذي أطلق الإرهاب من عقاله؟.. ومن الذي تسبب في كل هذا العبث والتفجير والتدمير وحز الرقاب وترويع الآمنين وإزهاق أرواح الأبرياء؟.. من الذي تسبب في انفلات كل هذا الأذى؟.. في ظهور داعش ومن قبلها القاعدة؟.. ومن هو المسؤول قبل غيره عن كل ما يحيق بنا من رعب وفقدان أمن؟.. سببان رئيسان أراهما خلف كل هذا الإرهاب: سياساتهم.. وتشدد البعض منا.. سياسات الغرب وأمريكا على وجه الخصوص وتشدد بعض مشايخنا.. فالإرهاب نتيجة.. وفي سياساتهم وتشددنا يكمن الجذر والمنبع والأساس.. كانت أمريكا هي من تسبب في ظهور القاعدة في الثمانينات في أفغانستان.. وأمريكا هي من تسبب في ظهور داعش في السنوات الأخيرة في العراق.. بسياساتها المتخبطة.. وبطشها وطغيانها وتعاليها على من لا حول لهم ولا قوة من الدول.. فأثارت الحقد والكراهية والنقمة في نفوس الكثيرين من ناشئة عالمنا الثالث وشبابه على وجه الخصوص.. هذه الكراهية التقت بالتحريض وحقن العداء وبث التشدد والتطرف في عقول هذا النشء ونفوسهم من قبل بعض شيوخ الدين.. لتحقيق غاياتهم هم أيضا من خلق الأتباع وزيادة المريدين وبلوغ الشهرة والحصول على المكانة والبروز والظهور.. فتولد الإرهاب بشكله الحالي ومضامينه المعاصرة وأهدافه الآنية.. ليس إرهاب الألوية الحمراء والخمير الحمر والباسك والشين فين وتشي جيڤارا وكارلوس.. المحدد الهدف والغاية.. وإنما إرهاب داعش المنبعث على المطلق وبالمطلق.. يضم كائنا من كان ويستهدف كائنا من كان.. الغرب هو من آذانا وتسبب بذلك في ظهور داعش.. والغرب هو من آذانا بداعش وإرهاب داعش.. والغرب هو من سيؤذينا بحجة محاربة داعش.. فإن كانت مادة الإرهاب من عندنا نحن العرب والمسلمين فالغرب هو من صنع هذه المادة وطورها.. الغرب هو من حولها من خام إلى منتج فاعل وكررها وأفرز مشتقاتها وطاقاتها.. يسيئون إلينا حتى يظهروا أسوأ ما فينا ثم يقولون هذا أنتم.. وينظرون إلينا بأننا همج.. عدائيون.. بدائيون.. قتلة.. ولسنا أصحاب حضارة ومدنية ومعايشة.. فيا هذا الغرب.. كف عبثك لتسلم ونسلم..