العالم

نظام الملالي يدفع أنصاره للشوارع في ذكرى اقتحام السفارة الأمريكية

التلفزيون الرسمي يبث وقائع حرق العلم.. وطهران حولتها إلى «عش الجواسيس»

شخصية كارتونية للرئيس الأمريكي في المظاهرات الإيرانية (د ب أ)
شهدت إيران أمس الأول مسيرات واسعة النطاق مدعومة حكوميا، وذلك بمناسبة الذكرى الأربعين لاقتحام السفارة الأمريكية في طهران عام 1979، وشارك الآلاف من طلبة المدارس والجامعات في مسيرة أمام السفارة الأمريكية السابقة، كما خرجت مسيرات مشابهة في أنحاء البلاد.

وشوهدت لافتات مكتوب عليها عبارة «تسقط الولايات المتحدة» وأخرى تدين سياسة «الشيطان الأكبر»، وهو الوصف الذي يرمز إلى الولايات المتحدة في الدعاية الإيرانية.

وكان طلاب اقتحموا السفارة في نوفمبر من عام 1979 احتجاجا على موافقة الولايات المتحدة على استقبال الشاه الإيراني محمد رضا بهلوي الذي أطاحت به الثورة الإيرانية، وكانت الولايات المتحدة وافقت على استقباله لتدهور حالته الصحية.

وتسبب اقتحام السفارة وما شهده من احتجاز رهائن من موظفي السفارة الأمريكية لمدة 444 يوما في حالة من انعدام الثقة بين واشنطن وطهران استمرت حتى اليوم.

وفي بيان صدر في الذكرى الأربعين لاحتلال السفارة، قالت طهران إنها لن تنأى عن سياستها المناهضة للولايات المتحدة وتعهدت بأن تظل وفية للاستقلال والحرية والجمهورية الإيرانية.

وتم إحراق العلم الأمريكي في ختام مسيرة بطهران تم بث فعالياتها مباشرة على محطات التلفزيون الإيرانية المختلفة.

يشار إلى أنه بعد احتلال السفارة وأزمة الرهائن الناجمة عنها، أصبحت السفارة معروفة في إيران باسم «عش الجواسيس» وتم تحويلها لاحقا إلى متحف يُظهر الموقع الذي استخدمه الموظفون الدبلوماسيون الأمريكيون لأغراض التجسس.

وأحيت وزارة الخارجية الأمريكية أمس الأول ذكرى أزمة الرهائن، باستضافة رهائن سابقين وأفراد أسرهم، وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو عبر حسابه على تويتر «إن الشجاعة التي أظهرها هؤلاء الوطنيون تتناقض بشكل صارخ مع الإرث الجبان للنظام الإيراني باستخدام الأبرياء كرهائن».

كما أضاف بومبيو في بيان أن «النظام الثوري في طهران أثبت مرارا وتكرارا أن تصرفاته الأولى بعد وصوله للسلطة كانت مؤشرا واضحا على صفته الشريرة»، ودعا بومبيو إيران إلى «إطلاق سراح جميع الأمريكيين المفقودين والمحتجزين بالخطأ».

وكانت الولايات المتحدة قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع إيران على خلفية حادثة اقتحام السفارة، ولم تجري استعادتها منذ ذلك الحين، وزادت حدة التوترات بين إيران والولايات المتحدة بعدما انسحب الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عام 2018 بصورة أحادية من الاتفاق النووي الذي كان تم التوصل إليه بين إيران والقوى الكبرى عام 2015.

وتمارس الولايات المتحدة حاليا ضغوطا قصوى على إيران لإجبارها على التفاوض على اتفاق أوسع يتجاوز برنامجها النووي، إلا أن طهران تؤكد أنها لن تدخل في أي مفاوضات مع الولايات المتحدة ما لم تظهر واشنطن «حسن نية».

وأدخلت إيران خفضا واسعا على الالتزامات المنصوص عليها في الاتفاق من أجل الضغط على الدول الأخرى الموقعة على الاتفاق لاتخاذ خطوات ملموسة لضمان المزايا الاقتصادية المنصوص عليها لصالح إيران.