ابتدع .. لتزدد إيمانا!
الجمعة / 4 / ربيع الأول / 1441 هـ - 18:15 - الجمعة 1 نوفمبر 2019 18:15
هوجم بشراسة، هدد وطرد من المجالس، كل من تصدى لعادات مختلقة ألصقت بالدين، والدين منها براء. فإغلاق المحلات للصلاة، تحريم الاختلاط، منع عمل المرأة، قيادتها للسيارة، تحريم السينما، تحديد شكل الحجاب بقالب واحد، أما فيما يخص بعض الشيعة، فالغياب عن المدارس في مناسباتهم الدينية، ارتداء السواد شهرين وعشرة أيام بداية كل عام، التطبير لقلة منهم، كلها تندرج تحت باب ما لم يأمر به الله، ولكن بدأه عباده المتنطعون وتبعهم الناس دون تمييز!
يبدأ التشدد حين يعتقد البعض أنه سيكون مؤمنا بدرجة أعلى لو أضاف لأوامر الله ونواهيه الثابتة بالنص القرآني أو الأحاديث الصحيحة، لو أضاف لها أوامر ونواهي أخرى، يبتكرها هو من تلقاء نفسه، كي يشعر بمزيد من الرضا والاطمئنان إلى أنه لم يكتف بتحقيق أعلى درجات الالتزام الديني فحسب، بل تقدم غيره في الإيمان درجات، لأنه ألزم نفسه بما لم يؤمر به! ثم زين ذلك في أعين الناس وتباهى به وأغراهم بتقليده وقلل من إيمان وتقوى من لا يفعل ووصفه بالمحروم من الهداية، أما من حاول انتقادهم فنهشوه بأظافرهم وأسنانهم ووصفوه بأنه يحاول إعاده المسلمين لعبادة الأصنام! فكان - بحسب اعتقاده - ممن سن سنة حسنة تتوارثها الأجيال جيلا بعد آخر! ألا يستحق بعد هذا دخول جنة عرضها السموات والأرض بلا حساب ولا كتاب؟ بل ربما يكون ممن يشفع في 70 مؤمنا فيدخلهم إليها تحت ردائه؟!
اختلق هؤلاء لدفاعهم المستميت هذا مبررات وهمية أقنعوا أنفسهم بها، وصورتها لهم عقولهم التي تبالغ في التهويل فتصنع من «الحبة قبة»، إما من باب سد الذرائع لأن عدم الالتزام بها قد يفضي لمفسدة والمفسدة سينجم عنها أن تشيع الفاحشة في الأرض، فإذا شاعت نزل العذاب، وحاق بنا من كل جانب وأجدبت الأرض ومات الزرع وهلك الحرث والنسل!
أو تمسكوا بها من باب أن ذلك يجعلهم أكثر ورعا وتقوى ويقربهم لله، فيحترمهم الناس، ويحسن صيتهم، ويكتسبون مكانة مجتمعية مرموقه، وكلما كانوا أكثر بذاءة وتوحشا في مهاجمة من ينتقدون هذه العادات - التي ما أنزل الله بها من سلطان - صفقت لهم الجماهير أكثر وتضاعفت حسناتهم، لذودهم عن محارم الله! فتمتلئ نفوسهم حبورا وتنتفخ صدورهم خيلاء، فتصوروا أنهم بلغوا من الإيمان حدا جعل وجوههم تشع نورا، كلمبة تنير شارعا مظلما في أشد ليالي الشتاء ظلاما!
كل عادة أو بدعة ترتدي لباس الدين دون أصل شرعي لها هي باب من أبواب الرياء يمحق العمل ثوابه، ولا يشفع في ذلك حسن النية، بل قد يأثم المبتدع والمحافظ على البدعة أو العادة، ولا سيما أن ذلك يعد من التشدد والتنطع والغلو والمبالغة التي تنفر الناس من الدين، وتزيد من النفاق لأن المعترضين على هذه العادات مضطرون للصمت بغالبيتهم والمداهنة والمجاملة للفئة المتشددة، اتقاء لشرهم وتجنبا لتنمرهم وإقصائهم من المجتمع. وتجعل حرص المسلمين على المظاهر والقشور، أكثر من حرصهم على التحلي بجوهر الدين الإسلامي من التسامح، وكف الأذى، وحسن الخلق والإحسان للغير، وعلى عكس ما يعتقد هؤلاء، فإن الدين يزدهر في النفوس ويكثر معتنقوه كلما خلا من الشوائب ولامست رسالته احتياجات الناس، وسهلت قضاء شؤونهم.
يبدأ التشدد حين يعتقد البعض أنه سيكون مؤمنا بدرجة أعلى لو أضاف لأوامر الله ونواهيه الثابتة بالنص القرآني أو الأحاديث الصحيحة، لو أضاف لها أوامر ونواهي أخرى، يبتكرها هو من تلقاء نفسه، كي يشعر بمزيد من الرضا والاطمئنان إلى أنه لم يكتف بتحقيق أعلى درجات الالتزام الديني فحسب، بل تقدم غيره في الإيمان درجات، لأنه ألزم نفسه بما لم يؤمر به! ثم زين ذلك في أعين الناس وتباهى به وأغراهم بتقليده وقلل من إيمان وتقوى من لا يفعل ووصفه بالمحروم من الهداية، أما من حاول انتقادهم فنهشوه بأظافرهم وأسنانهم ووصفوه بأنه يحاول إعاده المسلمين لعبادة الأصنام! فكان - بحسب اعتقاده - ممن سن سنة حسنة تتوارثها الأجيال جيلا بعد آخر! ألا يستحق بعد هذا دخول جنة عرضها السموات والأرض بلا حساب ولا كتاب؟ بل ربما يكون ممن يشفع في 70 مؤمنا فيدخلهم إليها تحت ردائه؟!
اختلق هؤلاء لدفاعهم المستميت هذا مبررات وهمية أقنعوا أنفسهم بها، وصورتها لهم عقولهم التي تبالغ في التهويل فتصنع من «الحبة قبة»، إما من باب سد الذرائع لأن عدم الالتزام بها قد يفضي لمفسدة والمفسدة سينجم عنها أن تشيع الفاحشة في الأرض، فإذا شاعت نزل العذاب، وحاق بنا من كل جانب وأجدبت الأرض ومات الزرع وهلك الحرث والنسل!
أو تمسكوا بها من باب أن ذلك يجعلهم أكثر ورعا وتقوى ويقربهم لله، فيحترمهم الناس، ويحسن صيتهم، ويكتسبون مكانة مجتمعية مرموقه، وكلما كانوا أكثر بذاءة وتوحشا في مهاجمة من ينتقدون هذه العادات - التي ما أنزل الله بها من سلطان - صفقت لهم الجماهير أكثر وتضاعفت حسناتهم، لذودهم عن محارم الله! فتمتلئ نفوسهم حبورا وتنتفخ صدورهم خيلاء، فتصوروا أنهم بلغوا من الإيمان حدا جعل وجوههم تشع نورا، كلمبة تنير شارعا مظلما في أشد ليالي الشتاء ظلاما!
كل عادة أو بدعة ترتدي لباس الدين دون أصل شرعي لها هي باب من أبواب الرياء يمحق العمل ثوابه، ولا يشفع في ذلك حسن النية، بل قد يأثم المبتدع والمحافظ على البدعة أو العادة، ولا سيما أن ذلك يعد من التشدد والتنطع والغلو والمبالغة التي تنفر الناس من الدين، وتزيد من النفاق لأن المعترضين على هذه العادات مضطرون للصمت بغالبيتهم والمداهنة والمجاملة للفئة المتشددة، اتقاء لشرهم وتجنبا لتنمرهم وإقصائهم من المجتمع. وتجعل حرص المسلمين على المظاهر والقشور، أكثر من حرصهم على التحلي بجوهر الدين الإسلامي من التسامح، وكف الأذى، وحسن الخلق والإحسان للغير، وعلى عكس ما يعتقد هؤلاء، فإن الدين يزدهر في النفوس ويكثر معتنقوه كلما خلا من الشوائب ولامست رسالته احتياجات الناس، وسهلت قضاء شؤونهم.