قال أفلاطون .. وقالت جدتي!
الجمعة / 4 / ربيع الأول / 1441 هـ - 18:15 - الجمعة 1 نوفمبر 2019 18:15
أغلب العبارات العميقة التي قالها الحكماء والعلماء وفلاسفة الشرق والغرب، سبق أن سمعتها من جدتي بلهجتها العامية البسيطة، وأسلوبها السهل غير الممتنع!
لا ريب أن الحضارة الإنسانية متولدة من بعضها البعض، وهي عملية تراكمية تسهم في تغذيتها الأمم على التوالي، وهذا منطق تاريخي ثابت. والدليل على هذا التواصل والتفاعل والتكامل الحضاري أننا نجد لأقوال الفلاسفة ما يشابهها في أمثالنا الشعبية مع اختلاف بسيط في صياغة العبارة، وهو اختلاف طبيعي تصنعه الفوارق الثقافية بين الشعوب. وتعتبر الحكم والأمثال القصيرة هي الوجه الثقافي لكل أمة، لأنها تختزل خبراتها، وتجاربها، ومشاعرها، وذوقها العام.
جرب أن تختار عناوين عشوائية كالصبر، النجاح، العدل، الكون، السعادة، الشقاء، الإنسان، الخيانة، ثم ابحث في موروث الفلاسفة الأوائل وأقوالهم في عنوان من هذه العناوين، وقارنه مع أمثالنا وحكمنا الشعبية في ذات العنوان، وسيدهشك مقدار التشابه الذي يصل في بعض الأمثال إلى حد التطابق المعنوي!
الطبع: قال أفلاطون: لا تصحب الشرير، فإن طبعك يختلس من طبعه شرا وأنت لا تدري. وقالت جدتي: اربط الخيل مع الخيل تعلمها الطربقه.
الحظ: قال هوغو: الضحك هو الشمس التي تزيل الشتاء عن وجه الإنسان. جدتي: اضحك للدنيا تضحك لك.
خفاء العيوب: ابن المقفع: من أشد عيوب الإنسان خفاء عيوبه عليه. جدتي: الجمل ما يشوف عوج رقبته.
المثابرة: أديسون: يد الله مع المثابر. جدتي: من قام قام الله معه.
تصحيح الخطأ: كونفوشيوس: ليس المجد ألا تسقط، المجد أن تنهض بعد السقوط. جدتي: من رَد ما كنّه شَرَد.
آينشتاين: الجنون هو أن تفعل ذات الشيء مرة بعد أخرى وتتوقع نتيجة مختلفة. جدتي: يا مخبلك يا طابخ الفاس تبغى المرق لك من حديدة.
جدتي فيلسوفة في عيني، ولكنني لا أجرؤ على منحها هذه الصفة أمام الملأ، لأنها لا تحمل شهادة علمية. ولكن من قال بأن العلم شرط للتفلسف؟! فها نحن نعيش في أزهى عصور العلم ولا نرى أثرا للفلاسفة!
جدتي أيضا لا تتقن فن تزويق الكلمات، ورصف الأفكار في مقدمات مترابطة تفضي غالبا إلى الإلحاد، ولكن إيمانها فطري ينبع من قلبها النقي، وألفاظها عفوية تنساب من فمها كشختور المطر.
جدتي حكيمة، ولها نظرة خاصة للوجود تترنم بها صباحا ومساء. إنها تحب الحكمة، وتعمل في ضوء ما تؤمن به. جدتي تعشق الأخلاق الكريمة والصفات الحميدة وتعلم يقينا أن صفات الله سبحانه هي أسمى الصفات، وذروة الكمال الأخلاقي، الكرم، الرحمة، العفو، لذلك اتخذتها منهجا في الحياة، بينما سمعنا وقرأنا أن كثيرا من الفلاسفة اتخذوا من الإلحاد منهجا إلى (الحكمة)، حتى إذا بلغ أحدهم أرذل العمر وأصبح حاله عبرة لمن يعتبر، قال لمن حوله آتوني بورقة وقلم أكتب لكم عصارة فكري ثم تنفس الصعداء وكتب اسم الله الذي تؤمن به جدتي!
لا ريب أن الحضارة الإنسانية متولدة من بعضها البعض، وهي عملية تراكمية تسهم في تغذيتها الأمم على التوالي، وهذا منطق تاريخي ثابت. والدليل على هذا التواصل والتفاعل والتكامل الحضاري أننا نجد لأقوال الفلاسفة ما يشابهها في أمثالنا الشعبية مع اختلاف بسيط في صياغة العبارة، وهو اختلاف طبيعي تصنعه الفوارق الثقافية بين الشعوب. وتعتبر الحكم والأمثال القصيرة هي الوجه الثقافي لكل أمة، لأنها تختزل خبراتها، وتجاربها، ومشاعرها، وذوقها العام.
جرب أن تختار عناوين عشوائية كالصبر، النجاح، العدل، الكون، السعادة، الشقاء، الإنسان، الخيانة، ثم ابحث في موروث الفلاسفة الأوائل وأقوالهم في عنوان من هذه العناوين، وقارنه مع أمثالنا وحكمنا الشعبية في ذات العنوان، وسيدهشك مقدار التشابه الذي يصل في بعض الأمثال إلى حد التطابق المعنوي!
الطبع: قال أفلاطون: لا تصحب الشرير، فإن طبعك يختلس من طبعه شرا وأنت لا تدري. وقالت جدتي: اربط الخيل مع الخيل تعلمها الطربقه.
الحظ: قال هوغو: الضحك هو الشمس التي تزيل الشتاء عن وجه الإنسان. جدتي: اضحك للدنيا تضحك لك.
خفاء العيوب: ابن المقفع: من أشد عيوب الإنسان خفاء عيوبه عليه. جدتي: الجمل ما يشوف عوج رقبته.
المثابرة: أديسون: يد الله مع المثابر. جدتي: من قام قام الله معه.
تصحيح الخطأ: كونفوشيوس: ليس المجد ألا تسقط، المجد أن تنهض بعد السقوط. جدتي: من رَد ما كنّه شَرَد.
آينشتاين: الجنون هو أن تفعل ذات الشيء مرة بعد أخرى وتتوقع نتيجة مختلفة. جدتي: يا مخبلك يا طابخ الفاس تبغى المرق لك من حديدة.
جدتي فيلسوفة في عيني، ولكنني لا أجرؤ على منحها هذه الصفة أمام الملأ، لأنها لا تحمل شهادة علمية. ولكن من قال بأن العلم شرط للتفلسف؟! فها نحن نعيش في أزهى عصور العلم ولا نرى أثرا للفلاسفة!
جدتي أيضا لا تتقن فن تزويق الكلمات، ورصف الأفكار في مقدمات مترابطة تفضي غالبا إلى الإلحاد، ولكن إيمانها فطري ينبع من قلبها النقي، وألفاظها عفوية تنساب من فمها كشختور المطر.
جدتي حكيمة، ولها نظرة خاصة للوجود تترنم بها صباحا ومساء. إنها تحب الحكمة، وتعمل في ضوء ما تؤمن به. جدتي تعشق الأخلاق الكريمة والصفات الحميدة وتعلم يقينا أن صفات الله سبحانه هي أسمى الصفات، وذروة الكمال الأخلاقي، الكرم، الرحمة، العفو، لذلك اتخذتها منهجا في الحياة، بينما سمعنا وقرأنا أن كثيرا من الفلاسفة اتخذوا من الإلحاد منهجا إلى (الحكمة)، حتى إذا بلغ أحدهم أرذل العمر وأصبح حاله عبرة لمن يعتبر، قال لمن حوله آتوني بورقة وقلم أكتب لكم عصارة فكري ثم تنفس الصعداء وكتب اسم الله الذي تؤمن به جدتي!