الإرهاب السينمائي، بعض من تخيلنا!
سنابل موقوتة
الاثنين / 29 / صفر / 1441 هـ - 20:15 - الاثنين 28 أكتوبر 2019 20:15
ثم أعلن قائم مقام الكرة الأرضية الرئيس المسدد دونالد ترمب أن الخليفة الداعشي قد قتل، وقتل المطلوب الأول على قوائم الإرهاب أصبح من الأشياء المهمة التي لا يستغني عنها أي رئيس أمريكي في حملاته الانتخابية. والحقيقة أني لست من المؤمنين كثيرا بنظرية المؤامرة، لكن قلة إيماني هذه لا تعني أن المؤامرات غير موجودة. وجود الخليفة البغدادي وتنظيمه جريمة قبيحة في حق البشرية والإنسانية، ومن الأبجديات في بحث أي جريمة أن يكون المستفيد من الجريمة هو أول من توجه له أصابع الاتهام.
ليس مؤكدا أن هذه التنظيمات صنعت على عين أجهزة المخابرات، لا أحد يعلم هذا على وجه اليقين إلا العارفون الذين كشفت لهم حجب دهاليز أجهزة الاستخبارات، لكن المؤكد أن وجودها كان مفيدا لكثير من الدول التي كانت تحاربها علنا. وأن كثيرا من أولئك المستفيدين غالبا لا يكونون جادين في محاولات القضاء عليها، وحين يقررون أن تنتهي فإن الأمر لا يستغرق الكثير من الوقت.
السؤال الذي يشغل الناس بعد خبر موت البغدادي هو كيف سيكون شكل التنظيم القادم، ومن هو الرجل ـ ربما المرأة من باب تمكينها ـ الذي سيعيث في أرض فسادا وقتلا وترويعا، وسيكون هو المطلوب الأول عالميا وسيقتله رئيس أمريكي قادم قبل عام انتخابات التجديد لولاية ثانية.
ويبدو لسان حال كثير من قادة العالم الحديث يقول «الإرهاب في الأرض بعض من تخيلنا، لو لم نجده عليها لاخترعناه»، لم يعد من المتخيل رؤية زعيم لا يتحدث عن الإرهاب وعن خطره، ولا يتردد في استخدام الخوف منه ومحاربته كمبرر منطقي لكل الأخطاء التي يرتكبها. حين يختفي الإرهاب فلن يجد قادة العالم الأول ما يزيدون به فرص الفوز في الانتخابات، وقادة العالم الثالث سيكونون مضطرين لمواجهة الأسئلة الحقيقية لشعوبهم، لن يجدوا مفرا من مواجهة مشاكل التنمية والحريات والحياة الكريمة للكائنات البشرية التي يحكمونها.
هل يعني كلامي أعلاه أن الإرهاب غير موجود؟ قد تعتقد أني أقول هذا إن كان لديك مشاكل في التفكير والاستنتاج، ودعنا نتفق أن هذه مشكلتك التي لا علاقة لي بها.
ثم دعنا نتفق مرة أخرى أن قتل الأبرياء العزل هو التعريف السهل واليسير والمنطقي لهذا المصطلح، ثم دعنا نتفق ثالثة أن البغدادي على إجرامه وبشاعة ما قام به لا يختلف عن بشار الأسد. بل إن بشار قتل وشرد من الأبرياء أكثر مما فعلته إسرائيل والقاعدة وداعش مجتمعين. ومع ذلك فالعالم يحتفل بموت البغدادي ويستعد لتقبل الأسد كعضو فعال في المجتمع الدولي.
وهذا يعني أن الإرهابي الذي يراد له أن يكون المطلوب الأول لا بد أن يكون له مواصفات سينمائية ليكون نجم شباك مثل البغدادي والزرقاوي وبن لادن. الفكرة في الطريقة والتنفيذ والإخراج ليخرج العمل الإرهابي بمواصفات العمل الناجح إعلاميا، عدد القتلى غير مهم في صناعة نجم الشباك الإرهابي، لكن الزي وطريقة القتل هما الأهم.
وعلى أي حال..
إن كان من أحد يجب أن يحزن على رحيل البغدادي فهو بشار الأسد، أقل ما يجب أن يفعله من باب الوفاء أن يقيم له نصبا تذكاريا في إحدى ساحات دمشق، فلولا البغدادي وأشباهه لما سرقت ثورة شعب باحث عن الحياة والحرية والكرامة، ولما كان بشار حتى الآن رئيسا على الحارة التي يحكمها في دمشق.
agrni@
ليس مؤكدا أن هذه التنظيمات صنعت على عين أجهزة المخابرات، لا أحد يعلم هذا على وجه اليقين إلا العارفون الذين كشفت لهم حجب دهاليز أجهزة الاستخبارات، لكن المؤكد أن وجودها كان مفيدا لكثير من الدول التي كانت تحاربها علنا. وأن كثيرا من أولئك المستفيدين غالبا لا يكونون جادين في محاولات القضاء عليها، وحين يقررون أن تنتهي فإن الأمر لا يستغرق الكثير من الوقت.
السؤال الذي يشغل الناس بعد خبر موت البغدادي هو كيف سيكون شكل التنظيم القادم، ومن هو الرجل ـ ربما المرأة من باب تمكينها ـ الذي سيعيث في أرض فسادا وقتلا وترويعا، وسيكون هو المطلوب الأول عالميا وسيقتله رئيس أمريكي قادم قبل عام انتخابات التجديد لولاية ثانية.
ويبدو لسان حال كثير من قادة العالم الحديث يقول «الإرهاب في الأرض بعض من تخيلنا، لو لم نجده عليها لاخترعناه»، لم يعد من المتخيل رؤية زعيم لا يتحدث عن الإرهاب وعن خطره، ولا يتردد في استخدام الخوف منه ومحاربته كمبرر منطقي لكل الأخطاء التي يرتكبها. حين يختفي الإرهاب فلن يجد قادة العالم الأول ما يزيدون به فرص الفوز في الانتخابات، وقادة العالم الثالث سيكونون مضطرين لمواجهة الأسئلة الحقيقية لشعوبهم، لن يجدوا مفرا من مواجهة مشاكل التنمية والحريات والحياة الكريمة للكائنات البشرية التي يحكمونها.
هل يعني كلامي أعلاه أن الإرهاب غير موجود؟ قد تعتقد أني أقول هذا إن كان لديك مشاكل في التفكير والاستنتاج، ودعنا نتفق أن هذه مشكلتك التي لا علاقة لي بها.
ثم دعنا نتفق مرة أخرى أن قتل الأبرياء العزل هو التعريف السهل واليسير والمنطقي لهذا المصطلح، ثم دعنا نتفق ثالثة أن البغدادي على إجرامه وبشاعة ما قام به لا يختلف عن بشار الأسد. بل إن بشار قتل وشرد من الأبرياء أكثر مما فعلته إسرائيل والقاعدة وداعش مجتمعين. ومع ذلك فالعالم يحتفل بموت البغدادي ويستعد لتقبل الأسد كعضو فعال في المجتمع الدولي.
وهذا يعني أن الإرهابي الذي يراد له أن يكون المطلوب الأول لا بد أن يكون له مواصفات سينمائية ليكون نجم شباك مثل البغدادي والزرقاوي وبن لادن. الفكرة في الطريقة والتنفيذ والإخراج ليخرج العمل الإرهابي بمواصفات العمل الناجح إعلاميا، عدد القتلى غير مهم في صناعة نجم الشباك الإرهابي، لكن الزي وطريقة القتل هما الأهم.
وعلى أي حال..
إن كان من أحد يجب أن يحزن على رحيل البغدادي فهو بشار الأسد، أقل ما يجب أن يفعله من باب الوفاء أن يقيم له نصبا تذكاريا في إحدى ساحات دمشق، فلولا البغدادي وأشباهه لما سرقت ثورة شعب باحث عن الحياة والحرية والكرامة، ولما كان بشار حتى الآن رئيسا على الحارة التي يحكمها في دمشق.
agrni@