العالم

80 ألف داعشي هارب يهددون العالم

الأكراد يسيطرون على 20 سجنا تضم عائلات وبقايا التنظيم الإرهابي الدولي "قسد" أعلنت عن فرار المعتقلين في مدينة القامشلي بعد القصف التركي الهروب الجماعي من شمال سوريا يشكل مصدر قلق لدول أوروبا والعالم سلاي ورايان: أمريكا لم يكن لديها ما يكفي من القوات للإشراف على السجون

يعيش العالم عامة وأوروبا خاصة حالة من الرعب والخوف خشية هروب ما يزيد على 80 ألف داعشي، يعيشون في سجون الأكراد شمال شرق سوريا، في أعقاب القصف التركي الغاشم على المنطقة، والتوغل أكثر من 30 كلم داخل سوريا.

تؤكد الأرقام الرسمية أن قوات سوريا الديمقراطية «قسد» التي يقودها الأكراد تسيطر على 20 سجنا، يحتجز بداخلها 10 آلاف شخص متهمين بأنهم أعضاء في داعش، كما يسيطر الأكراد على معسكرات عدة تضم 70 ألف امرأة وطفل، متهمين بأنهم أفراد من عائلات مقاتلي داعش، بحسب ما ذكرته صحيفة واشنطن بوست.

وتزايدت المخاوف من أن تتسبب الضربات التركية في هروب جماعي للدواعش وانتشارهم في بقعة كبيرة من العالم، وإعادة ترتيب أوراقهم للقيام بعمليات إرهابية جديدة قد تكلف العالم الكثير.

فرار الدواعش

بعد أن صرح الأكراد بأنهم قد يضطرون إلى سحب حراسهم من هذه المنشآت للتصدي للقوات التركية التي تعبر الحدود، وأكدت الولايات المتحدة أنها لن تتدخل، تُركت القوات الكردية عالقة بين حماية السجون والمخيمات ومنع الجنود الأتراك من الحدود، وأصبح التحكم في السجناء أيضا أحد آخر أوراق مساوماتهم لمحاولة التأثير على ما يرون أنه متقلب بشكل متزايد في الولايات المتحدة.

وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية «قسد» أن عددا من سجناء داعش فروا من معتقل في مدينة القامشلي، شمال شرق سوريا، بعد أن قصفت القوات التركية المعتقل. وبسبب القتال لم يتمكن المسؤولون الأمريكيون من نقل عشرات من سجناء داعش ذوي الخطورة العالية إلى مقرات احتجاز أكثر أمنا، بينما قال أحد المسؤولين للصحيفة إن عددا من مرافق الاحتجاز التي يديرها الأكراد أصبحت الآن غير خاضعة للحماية. ويعتقد الجيش الأمريكي أن المئات من المعتقلين قد فروا.

غموض حول السجون

الكثير غير معروف عن هذه السجون، ولا تزال «قسد» كتومة بشأن عدد من مراكز الاحتجاز، وتسمح للصحفيين الأجانب والباحثين وعمال الإغاثة الإنسانية بالوصول إلى عدد قليل منها فقط. وهناك عدد قليل من تلك السجون يُحتجز فيها الأعضاء الأكثر تشددا، وعدد منها عبارة عن سجون مكتظة وموقتة أنشئت على عجل، أو مدارس، أو مكاتب حكومية تحولت إلى منشآت احتجاز، حيث تكتظ الغرف بالرجال، ولا توجد أسرة، أو مراتب، أو مجال يسمح لهم بالاستلقاء.

وقالت زميلة برنامج الشرق الأوسط بمعهد أبحاث السياسة الخارجية، إليزابيث تسوركوف «سيكون مهما للغاية معرفة المزيد عن هذه المنشآت». ورفض متحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية التعليق.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن تركيا لم تقتحم أي سجن في المنطقة، أو اقتحمت عددا قليلا فقط، ولكن السلطات التركية قالت أيضا إنها تريد بناء منطقة عازلة على عمق 30 كيلومترا داخل سوريا. ويوجد حوالي 15% من السجناء المقدر عددهم بما يقرب من 10 آلاف سجين في تلك المنطقة.

وأشارت تركيا إلى أن قواتها ستغتنم الفرصة وتبسط سيطرتها على المنطقة الحدودية بأكملها، حيث يوجد المزيد من مقرات الاحتجاز. وهذا ما تخشاه القوات الكردية.

أرقام وحقائق

من بين ما يقدر بـ10 آلاف عضو في داعش، يوجد حوالي ألفي مقاتل أجنبي يمثلون أكثر من 40 دولة.

المقاتلون الأجانب هم عادة مؤيدون متشددون للجماعة المتطرفة، مقارنة بعدد من العراقيين والسوريين الذين انضموا لأسباب اجتماعية اقتصادية، وليست أيديولوجية.

احتجزت الولايات المتحدة معتقلين رفيعي المستوى من بريطانيا (أليكساندا كوتي والشافعي الشيخ) ونقلتهما إلى العراق، وهما متهمان بأنهما من مجموعة سيئة السمعة أعدمت رهائن أمريكيين.

يراقب المسؤولون الأمريكيون أيضا ما إذا كان يجب احتجاز أو نقل 40 شخصا آخرين يعتبرون أعضاء مهمين في داعش.

الصمت الأمريكي

تلتزم الولايات المتحدة الصمت حتى الآن بشأن ما يجب القيام به إذا حدث اقتحام للسجون. وذكر الصحفيان ليز سلاي وميسي رايان، في تقرير سابق لهما، أن مسؤولي الولايات المتحدة الذين تحدثوا، بشرط عدم الكشف عن هويتهم، في وصف الاستراتيجية الأمريكية المتطورة في سوريا قالوا إن البنتاجون لم يكن لديه ما يكفي من القوات للإشراف على السجون إذا تركت تلك المنشآت دون حراسة، أو لم تفوض للقيام بذلك.

70 ألف امرأة

وبالإضافة إلى مرافق الاحتجاز توجد معسكرات تحتجز زوجات وأطفال المقاتلين المشتبه بهم، بعضهم من أعضاء وأنصار التنظيم الإرهابي، وهذا يعني أن معسكر الاعتقال البائس في بلدة الهول السورية، والذي يضم حوالي 70 ألف امرأة وطفل يمكن أن يشكل خطرا بصفة خاصة؛ لأنه غير مؤمن بدرجة كافية، ويضم بعض المحتجزات المتطرفات والعنيفات.

المخيم محاط بسور واهن، ويفتقر حتى إلى الاحتياطات الأمنية الأساسية، مثل الكشافات. وفي مقابلة أجريت الأسبوع الماضي قال القائد الأعلى لقوات سوريا الديمقراطية، الجنرال مظلوم عبدي، إن الحراس الأكراد لا يسيطرون بنسبة 100% على المخيم.

وحاولت بعض السجون الكردية اتباع نهج مختلف يهدف إلى إعادة تأهيل ودمج عدد من مقاتلي داعش أثناء احتجازهم، على أمل ردع محاولات إعادة إحياء الحركة المتشددة، إلا أن هذه الجهود الرامية لكسر دائرة الانتقام تستغرق وقتا وتتطلب موارد إضافية، وهو أمر بعيد المنال بشكل متزايد مع تصاعد العمليات العسكرية.

مصدر قلق

تشكل الطبيعة الموقتة لعدد من هذه السجون مصدر قلق للعالم. وأوضح تقرير صادر عن مجموعة الأزمات الدولية التي تتخذ من واشنطن مقرا لها أنه لا يسمح لشركاء التحالف الغربي التابع لقوات سوريا الديمقراطية بأن يساهموا إلا بمبالغ مالية محدودة لتحصين مرافق الاحتجاز الموجودة بالفعل، وتحويل المباني مثل المدارس إلى سجون موقتة، وذلك لأن الأموال الأمريكية الممنوحة لقوات سوريا الديموقراطية رأى الكونجرس ألا تستخدم لبناء مبان جديدة، بما في ذلك سجون أشد حراسة.

ويتابع تقرير مجموعة الأزمات الدولية «إن كان شركاء قوات سوريا الديمقراطية قلقين من أن داعش يمكن أن يستهدف هذه السجون الموقتة من أجل تهريب المحتجزين، أو أن المحتجزين أنفسهم قد يقومون بأعمال شغب تتحول إلى هروب جماعي، وهو تهديد سيصبح أكثر خطورة الآن بعد أن دخلت تركيا وحلفاؤها شمال شرق سوريا، فسيتعين على قوات سوريا الديمقراطية إعادة توجيه مواردها لمواجهتها».