أزمة الثقة في لبنان
الاثنين / 22 / صفر / 1441 هـ - 19:30 - الاثنين 21 أكتوبر 2019 19:30
من خلال قراءة حصيفة لتاريخ الديمقراطية في البلاد العربية، ومآلاتها الفاشلة في أغلب التجارب والأنماط، ربما لأن مرارة التجربة تجعلنا نسترجع بنيوية الثقافة العربية وضرورة تحليلها كعمق اجتماعي وأنثروبولوجي، وأنها لا تتواءم مع الطبيعة الوافدة للثقافات الأجنبية، وحتى نكون أكثر وضوحا؛ علينا أن نتفق أن الإشكالية الثقافية ليست هنا تحديدا، فجوهر المعضلة الكبرى يكمن في التدخلات الأجنبية (مثلا الإيرانية والتركية) عبر منهجية العملية الديمقراطية، وذلك من خلال احتواء أو تأسيس الأحزاب الموالية للخارج، ومن ثم تجنيدها لصالح مشاريعها وطموحاتها في المنطقة.
لا شك أن حكومات الوحدة الوطنية في لبنان قد أثبتت فشلها في السنوات الأخيرة نظرا لهيمنة حزب الله على مفاصل الدولة اللبنانية، وإصراره على فرض وزرائه على حقائب الدولة السيادية، وذلك لاعتماده على ولاء أتباعه دون منهجية الكفاءة والقدرة، ولهذا استفحل الفساد بصورة متفاقمة حتى عم الدولة اللبنانية برمتها، ولعل مطالب الاحتجاج الشعبي تتمحور بصورة أو بأخرى على قضايا فساد الحكومة كشعار للاحتجاجات الشعبية التي عمت ست مناطق متفرقة من لبنان.
حتى اللحظة، لا يزال المشهد اللبناني مسيطرا على ساحات الإعلام العربية، نظرا لأهميته القصوى في تحديد المشهد السياسي القادم للمنطقة برمتها، فعلى الرغم من صغر الجغرافيا اللبنانية إلا أن قطع الأيادي الإيرانية عن الواقع السياسي اللبناني ربما سيعقبه انتهاء دور طهران رسميا في المنطقة، لما سيتبعه من عدوى الاحتجاجات الشعبية في العراق وسوريا، والعكس أيضا صحيح.
وهنا لا بد من الإشارة إلى الدور السعودي في لبنان، ففي تاريخ لبنان الحديث تعرضت بيروت لكثير من الأزمات السياسية والاقتصادية، وفي كل المواقف دعمت الرياض استقرار لبنان، وحرصت على تشجيع الاستثمار السعودي في لبنان عبر جهود مجلس الأعمال السعودي اللبناني، ولطالما أنقذت الرياض الليرة اللبنانية من الانهيار الاقتصادي، ودعمت قواتها المسلحة بصورة منتظمة، ولطالما عبر الشعب اللبناني في كثير من أزماته عن مشاعر الامتنان والوفاء والتقدير للمملكة العربية السعودية قيادة وشعبا، وهنا تظهر المفارقة بين الرياض وطهران، بين سواعد البناء ومعاول الهدم.
أخيرا، لا شك أن المشكلة الحالية في لبنان تكمن كأزمة ثقة بين النخبة الحاكمة على اختلاف مرجعياتها وبين الشارع اللبناني، فجلاء المشهد يفرض على الشعب اللبناني انتزاع السيادة الوطنية من براثن الاحتلال الصفوي، وإنهاء عبث ميليشيات حزب الله الإرهابية، وما تقترفه قوى الظلام في لبنان من استنزاف لمقدرات الوطن كحركة أمل المتواطئة مع المشروع الإيراني، أو إرهاب وزير الخارجية المتطرف جبران باسيل وعنجهيته في إدارة ملفات الدولة، وإذا نجح اللبنانيون فحتما ستعود باريس الشرق إلى سابق مجدها الأنيق.
@albakry1814
لا شك أن حكومات الوحدة الوطنية في لبنان قد أثبتت فشلها في السنوات الأخيرة نظرا لهيمنة حزب الله على مفاصل الدولة اللبنانية، وإصراره على فرض وزرائه على حقائب الدولة السيادية، وذلك لاعتماده على ولاء أتباعه دون منهجية الكفاءة والقدرة، ولهذا استفحل الفساد بصورة متفاقمة حتى عم الدولة اللبنانية برمتها، ولعل مطالب الاحتجاج الشعبي تتمحور بصورة أو بأخرى على قضايا فساد الحكومة كشعار للاحتجاجات الشعبية التي عمت ست مناطق متفرقة من لبنان.
حتى اللحظة، لا يزال المشهد اللبناني مسيطرا على ساحات الإعلام العربية، نظرا لأهميته القصوى في تحديد المشهد السياسي القادم للمنطقة برمتها، فعلى الرغم من صغر الجغرافيا اللبنانية إلا أن قطع الأيادي الإيرانية عن الواقع السياسي اللبناني ربما سيعقبه انتهاء دور طهران رسميا في المنطقة، لما سيتبعه من عدوى الاحتجاجات الشعبية في العراق وسوريا، والعكس أيضا صحيح.
وهنا لا بد من الإشارة إلى الدور السعودي في لبنان، ففي تاريخ لبنان الحديث تعرضت بيروت لكثير من الأزمات السياسية والاقتصادية، وفي كل المواقف دعمت الرياض استقرار لبنان، وحرصت على تشجيع الاستثمار السعودي في لبنان عبر جهود مجلس الأعمال السعودي اللبناني، ولطالما أنقذت الرياض الليرة اللبنانية من الانهيار الاقتصادي، ودعمت قواتها المسلحة بصورة منتظمة، ولطالما عبر الشعب اللبناني في كثير من أزماته عن مشاعر الامتنان والوفاء والتقدير للمملكة العربية السعودية قيادة وشعبا، وهنا تظهر المفارقة بين الرياض وطهران، بين سواعد البناء ومعاول الهدم.
أخيرا، لا شك أن المشكلة الحالية في لبنان تكمن كأزمة ثقة بين النخبة الحاكمة على اختلاف مرجعياتها وبين الشارع اللبناني، فجلاء المشهد يفرض على الشعب اللبناني انتزاع السيادة الوطنية من براثن الاحتلال الصفوي، وإنهاء عبث ميليشيات حزب الله الإرهابية، وما تقترفه قوى الظلام في لبنان من استنزاف لمقدرات الوطن كحركة أمل المتواطئة مع المشروع الإيراني، أو إرهاب وزير الخارجية المتطرف جبران باسيل وعنجهيته في إدارة ملفات الدولة، وإذا نجح اللبنانيون فحتما ستعود باريس الشرق إلى سابق مجدها الأنيق.
@albakry1814