الرأي

افتح نافذتك فقط!

آلاء لبني
إن 80% من أوقاتنا نقضيها في أماكن مغلقة. هل تعلم أن هناك دراسات على مستوى العالم تقول إن الملوثات الداخلية أشد خطرا وتركيزا من الملوثات الخارجية! وتؤكد تدني جودة الهواء الداخلي!

فكر فيما يلي: هل نعي أهمية جودة الهواء الداخلي في منازلنا ومكاتبنا ومدارسنا وأسواقنا؟ هل فكرت بالتلوث الداخلي وأثره على الصحة؟ هل نسمح بتجديد الهواء بالقدر الكافي ودخول أشعة الشمس؟ يا ترى كيف نقيم الأماكن المغلقة من حولنا؟ لماذا تنتشر الأمراض داخل المباني المغلقة؟ هل سمعت بمرض متلازمة المباني المغلقة؟

هذه المتلازمة تسبب ضعف الإنتاجية ومجموعة من الأعراض كالتعب، الدوخة، الصداع، الغثيان، ضيق، صعوبة التركيز.. إلخ، وتختلف الأعراض حسب حالة المبنى من الناحية التصميمية، ويعد ضعف التهوية من أهم مسبباتها، وضعف الإضاءة، وارتفاع رجة حرارة المبنى.. إلخ.

هل منزلك يمتاز بوجود تهوية كافية ونوافذ بأحجام تسمح لتيار الهواء بالتجدد وضوء الشمس بالنفاذ، أم نكتفي بالتكييف! الموضوع رغم بساطته مهم لأثره على الصحة.

البعض قد يتبادر لذهنه: ما المطلوب الجلوس في الحر؟ ونمكث جل أوقاتنا والنوافذ مفتوحة؟ بالطبع لا، المهم تجديد الهواء بشكل دوري، واختيار أوقات مناسبة في الصباح الباكر لا ترتفع فيها درجة الحرارة بشكل كبير وأجواء صحية بلا غبار، ومما يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار أن موقع سكنك ضمن محيط فيه تلوث خارجي يسبب انتقال الملوثات من الخارج للداخل! مما يوجب الابتعاد عنه.

ما وضع مدارسنا؟ هل تعي أهمية تجديد الهواء؟

نسمع عن مدارس خضراء ومعايير بيئية، وبواقعية ليس بالإمكان دوما توفير الميزانيات الكافية لتغيير مثلا نوعية الصنابير والإضاءة، وليست كل مدرسة بها مساحة مناسبة للزراعة، وتستطيع تحقيق الاستفادة من مشاريع المياه الرمادية، ليست دعوة للتكاسل أو ترك مثل هذه المشاريع لمن يمتلك أدوات تمكينها.

لكن فتح الشباك فقط يحدث فرقا! في بعض المدارس قد تمر أشهر دون فتح النوافذ ومرور ضوء الشمس، حتى بعد إجازة طويلة لا يكون ضمن جدول النظافة هذا الأمر، تخيل مدى تركيز الملوثات في الفصل بمساحة محدودة وكثافة طلابية، خاصة مدارس البنات وعادة إغلاق النوافذ بالمسامير خوفا على الطالبات!

الحمد الله أن الدفاع المدني أصبح يتابع مثل هذه الأمور أرجو أن تكون القيادة مستنيرة لأهمية حفظ الأرواح وصحة وجودة الهواء. لكل قيادي أفضل مشروع بيئي بسيط لمدرستك «تجديد الهواء في الفصول» الوعي بهذا الموضوع يحدث فرقا على مستوى إنتاجية طلابنا.

أما في المنزل، راع التصميم الجيد الذي يسمح بالتهوية الطبيعية والسماح بدخول الشمس كمنق للهواء، لا تسرف في المنظفات والمواد الكيماوية، استبدل نباتات البلاستيك بنباتات طبيعية كمنق طبيعي للهواء، اختر غرفة الجلوس في مكان يمكن تجديد هوائه، خلال البناء التزم بالارتداد مترين وفق اشتراطات البلدية لتتمكن من فتح نوافذ كبيرة.

حين تود الانتقال من السكن، ضع الموقع السليم أولوية بعيدا عن المداخن أو الورش.. إلخ، ولا تقبل بخيار سيئ التهوية وإن توفر كثير من المميزات فصحتك أهم.

القرارات المسؤولة التي نختارها لنمط حياة أكثر وعيا بيئيا هي ما يحدد مستوى صحة العائلة على امتداد العمر.

احذر التدخين ومركباته، تخيل مدى سوء جودة الهواء في المحيط الذي تتنفسه وعائلتك بغرفة وبها عدد من المدخنين!

للمدخنين أقل الضرر أن تدخن في مكان مفتوح بشكل مطلق ولا تجعل منزلك يمتلئ بالمركبات السامة، وإن اعتقدت بعدم خطرها على نفسك احم من تحب من أضرارها، وهذا واجب وجزء من الأمانة على صحتهم. لا تكن أنانيا، كن مسؤولا أو مسؤولة ولا تدخن أو «تعسل» في منزلك وأمام أبنائك لتدمر صحتهم إرضاء لهوى نفسك.

القرار الأخير بترخيص التبغ داخل المدن سيسهم في انخفاض جودة الهواء ولا يتماشى مع الملايين التي تصرفها وزارة الصحة نتيجة أمراض يسببها التدخين. نأمل أن يأتي يوم تتكامل فيه الجهات الحكومية لتحقق جودة الحياة وكفاءة الإنفاق، فيما سيدخل من مبالغ كمدخولات استثمارية، ستدفعه الصحة لمحاربة آثاره.

ختاما: ببساطة شديدة افتح نافذتك فقط! وبدل ثاني أوكسيد الكربون بأوكسجين مع نفس عميق يحسن الدورة الدموية وينشط العقل.

AlaLabani_1@