لماذا فشلت استراتيجية إسقاط حزب الله؟
الاعتماد على «الرصاصة الفضية» أعاق تطوير استراتيجية ناجحة
الجمعة / 12 / صفر / 1441 هـ - 17:45 - الجمعة 11 أكتوبر 2019 17:45
22 عاما من العقوبات الأمريكية المتتالية لم تكتب نهاية الميليشيات المسلحة اللبنانية الإرهابية التي تطلق على نفسها اسم «حزب الله»، والتي يتعاظم خطرها ويتزايد شرها يوما بعد آخر في شتى أرجاء العالم.
حاولت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية بالتواكب مع مرور 22 عاما على وضع الحزب الإرهابي على رأس القائمة السوداء، أن تبحث عن أسباب عدم فاعلية الجهود التي بذلت لإضعاف الميليشيات الإرهابية التي نفذت طوال الفترة الماضية مئات العمليات الإرهابية في شتى أنحاء العالم، وساهمت في تدريب ميليشيات الحوثي الإرهابية في اليمن وإمدادها بالسلاح، مثلما ساهمت في زرع الفتنة والتوتر في المنطقة.
قصور العقوبات
يقول تقرير الواشنطن بوست إن الجهود الأمريكية لمواجهة حزب الله اعتمدت بشكل أساسي على العقوبات، حيث وضع 8 أكتوبر1997 على رأس قائمة المنظمة الإرهابية الأجنبية، بموجب قانون مكافحة الإرهاب، لكن الحكومة الأمريكية بالغت في تقدير تأثير هذه العقوبات، فعلى الرغم من وجود أدلة غير مؤكدة على أن حزب الله لديه ميزانية تقشفية، إلا أنه لم يعلن إفلاسه، بل وتوسع ليشمل مؤسسات اجتماعية جديدة لخدمة قاعدة الدعم، بما في ذلك افتتاح عيادة جديدة لإعادة التأهيل من المخدرات في يونيو، بحسب المجلس الأطلسي.
الرصاصة الفضية
لم تستهدف العقوبات سوى بعض تدفقات تمويل حزب الله حتى الآن، وتحديدا تهريب المخدرات، وغيرها من التمويل غير المشروع، والأموال التي تمر عبر النظام المالي اللبناني، ولا تزال المساعي المالية الأخرى لحزب الله مثل الصيدليات ومحطات الوقود وغيرها من الأموال «المشروعة» دون مساس تقريبا، كما يفعل شركاؤهم في العمل، والأمر نفسه ينطبق على تمويل حزب الله من خلال وسائل أقل رسمية، مثل شركات تحويل الأموال، أو التحويلات المالية من المؤيدين الأثرياء في الخارج، وذلك بحسب موقع وزارة الخارجية الأمريكية.
هذا الاعتماد المفرط على العقوبات باعتبارها «الرصاصة الفضية» لإحباط الميليشيات الإرهابية، أعاق تطوير استراتيجية أكثر شمولا ضد حزب الله، من ناحية، لم تفعل الولايات المتحدة الكثير للتصدي لحزب الله في عالم السرد والأيديولوجية والتصور وحرب الأفكار، والتي كانت كلها حاسمة لنمو حزب الله منذ البداية.
فشل أمريكي
كانت الولايات المتحدة مهتمة بمنع حزب الله من استغلال العثرات الإقليمية الأمريكية لتوسيع نطاقه الجغرافي أو تحالفاته، ويعد غزو العراق عام 2003 مثالا أساسيا، حيث فشلت في توقع تدخل إيران في البلاد، وقد سمح هذا النقص لحزب الله بتأسيس نفسه داخل العراق ومساعدة رعايته طهران على إنتاج فروع جديدة مثل كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق.
وفي ردها على الأكراد السوريين بالأمس وتخليها عنهم بعد أن كانوا حليفا مهما في محاربة داعش، تجاهلت الولايات المتحدة كيف سيؤدي ذلك إلى تعزيز شوكة حزب الله بشكل عام، وأكدت واشنطن أنه لا يمكن الاعتماد عليها وستتخلى فجأة عن أي حليف وفق مصالحها الخاصة.
جهود عشوائية
علاوة على ذلك، بدأت الولايات المتحدة متأخرة في النظر إلى حزب الله على أنه تهديد عالمي، وليس مجرد تهديد لبناني أو إقليمي. ومع ذلك عند مقارنة الجهود المبذولة للحد من داعش أو مواجهة البرنامج النووي الإيراني فإن الجهود الأمريكية ضد حزب الله كانت عشوائية ومجزأة، يتضح هذا بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بتجريم ما يسمى «الجناح السياسي» لحزب الله، والذي يعد بمثابة ذراع لجمع التبرعات وتجنيد أفراد المجموعة.
وأنهت بريطانيا الحليف الأوثق لأمريكا هذا التمييز الخاطئ بين «أجنحة حزب الله» السياسية والعسكرية، وحظرت الجماعة ككل، وفي الوقت نفسه لم يتبعها الحلفاء الأمريكيون الآخرون مثل فرنسا وألمانيا.
وكانت المواجهة بين الولايات المتحدة وحزب الله منذ تعيينها كميليشيات إرهابية عام 1997 عشوائية، وافتقدت لعدم وجود استراتيجية أو بعد، أو أي تصور للفوز في حرب الأفكار الطويلة، وأتاح هذا القصور لحزب الله مجالا للمناورة حول التدابير الأمريكية، وهو ما يمثل نموه البطيء والمطرد في تهديد أكبر بكثير مما كان يمثله قبل عقدين، على الرغم من تكبده عداوة القوة العظمى الاقتصادية والعسكرية الوحيدة في العالم.
حاولت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية بالتواكب مع مرور 22 عاما على وضع الحزب الإرهابي على رأس القائمة السوداء، أن تبحث عن أسباب عدم فاعلية الجهود التي بذلت لإضعاف الميليشيات الإرهابية التي نفذت طوال الفترة الماضية مئات العمليات الإرهابية في شتى أنحاء العالم، وساهمت في تدريب ميليشيات الحوثي الإرهابية في اليمن وإمدادها بالسلاح، مثلما ساهمت في زرع الفتنة والتوتر في المنطقة.
قصور العقوبات
يقول تقرير الواشنطن بوست إن الجهود الأمريكية لمواجهة حزب الله اعتمدت بشكل أساسي على العقوبات، حيث وضع 8 أكتوبر1997 على رأس قائمة المنظمة الإرهابية الأجنبية، بموجب قانون مكافحة الإرهاب، لكن الحكومة الأمريكية بالغت في تقدير تأثير هذه العقوبات، فعلى الرغم من وجود أدلة غير مؤكدة على أن حزب الله لديه ميزانية تقشفية، إلا أنه لم يعلن إفلاسه، بل وتوسع ليشمل مؤسسات اجتماعية جديدة لخدمة قاعدة الدعم، بما في ذلك افتتاح عيادة جديدة لإعادة التأهيل من المخدرات في يونيو، بحسب المجلس الأطلسي.
الرصاصة الفضية
لم تستهدف العقوبات سوى بعض تدفقات تمويل حزب الله حتى الآن، وتحديدا تهريب المخدرات، وغيرها من التمويل غير المشروع، والأموال التي تمر عبر النظام المالي اللبناني، ولا تزال المساعي المالية الأخرى لحزب الله مثل الصيدليات ومحطات الوقود وغيرها من الأموال «المشروعة» دون مساس تقريبا، كما يفعل شركاؤهم في العمل، والأمر نفسه ينطبق على تمويل حزب الله من خلال وسائل أقل رسمية، مثل شركات تحويل الأموال، أو التحويلات المالية من المؤيدين الأثرياء في الخارج، وذلك بحسب موقع وزارة الخارجية الأمريكية.
هذا الاعتماد المفرط على العقوبات باعتبارها «الرصاصة الفضية» لإحباط الميليشيات الإرهابية، أعاق تطوير استراتيجية أكثر شمولا ضد حزب الله، من ناحية، لم تفعل الولايات المتحدة الكثير للتصدي لحزب الله في عالم السرد والأيديولوجية والتصور وحرب الأفكار، والتي كانت كلها حاسمة لنمو حزب الله منذ البداية.
فشل أمريكي
كانت الولايات المتحدة مهتمة بمنع حزب الله من استغلال العثرات الإقليمية الأمريكية لتوسيع نطاقه الجغرافي أو تحالفاته، ويعد غزو العراق عام 2003 مثالا أساسيا، حيث فشلت في توقع تدخل إيران في البلاد، وقد سمح هذا النقص لحزب الله بتأسيس نفسه داخل العراق ومساعدة رعايته طهران على إنتاج فروع جديدة مثل كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق.
وفي ردها على الأكراد السوريين بالأمس وتخليها عنهم بعد أن كانوا حليفا مهما في محاربة داعش، تجاهلت الولايات المتحدة كيف سيؤدي ذلك إلى تعزيز شوكة حزب الله بشكل عام، وأكدت واشنطن أنه لا يمكن الاعتماد عليها وستتخلى فجأة عن أي حليف وفق مصالحها الخاصة.
جهود عشوائية
علاوة على ذلك، بدأت الولايات المتحدة متأخرة في النظر إلى حزب الله على أنه تهديد عالمي، وليس مجرد تهديد لبناني أو إقليمي. ومع ذلك عند مقارنة الجهود المبذولة للحد من داعش أو مواجهة البرنامج النووي الإيراني فإن الجهود الأمريكية ضد حزب الله كانت عشوائية ومجزأة، يتضح هذا بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بتجريم ما يسمى «الجناح السياسي» لحزب الله، والذي يعد بمثابة ذراع لجمع التبرعات وتجنيد أفراد المجموعة.
وأنهت بريطانيا الحليف الأوثق لأمريكا هذا التمييز الخاطئ بين «أجنحة حزب الله» السياسية والعسكرية، وحظرت الجماعة ككل، وفي الوقت نفسه لم يتبعها الحلفاء الأمريكيون الآخرون مثل فرنسا وألمانيا.
وكانت المواجهة بين الولايات المتحدة وحزب الله منذ تعيينها كميليشيات إرهابية عام 1997 عشوائية، وافتقدت لعدم وجود استراتيجية أو بعد، أو أي تصور للفوز في حرب الأفكار الطويلة، وأتاح هذا القصور لحزب الله مجالا للمناورة حول التدابير الأمريكية، وهو ما يمثل نموه البطيء والمطرد في تهديد أكبر بكثير مما كان يمثله قبل عقدين، على الرغم من تكبده عداوة القوة العظمى الاقتصادية والعسكرية الوحيدة في العالم.