الوجه القبيح
الجمعة / 28 / محرم / 1441 هـ - 18:45 - الجمعة 27 سبتمبر 2019 18:45
المؤكد أن الفضل يعود للانترنت في سرعة الوصول للمعلومة، مما يجعل عنوان المقال ثقيلا، غير أن ما يجري على أرض العالم الافتراضي يؤكد أن للانترنت سلبيات، أهمها التأثير على صحة المستخدم.
في هذا الشأن قرأت في صحيفة خليجية قبل فترة عن تحذير خبراء من جامعات معروفة بالتميز البحثي، منها هارفرد وسدني واكسفورد، والخلاصة أن الاستعمال غير المقنن للانترنت يشكل خطورة، لما يخلفه من تأثيرات على الدماغ أهمها إضعاف الذاكرة وتقليل التركيز أيضا، ما تقدم توطئة ولا يشكل غاية المقال.
نعم للانترنت منافع لا تخفى ولا تنكر، ولن آتي بجديد لو تحدثت عن تلك المنافع وعوائدها، ما أرغب الوصول إليه هو «الوجه القبيح» لهذه التقنية، حيث وفرت عبر أدواتها مثل تويتر وفيس بوك الفرص لتسويق الإشاعات، ومكنت ضعفاء النفوس وهم شريحة في ازدياد، ذكورا وإناثا، بمعرفات معلومة وأخرى مجهولة، من تصدير نفاياتهم الفكرية واللفظية. السب والشتم والقذف علامات فارقة في سلوكيات البعض، ومن غير الغريب في أيامنا الجارية أن تجد من ينشغل بمحارم الناس ويستعرض الصور الشخصية بعد تشويهها كأسلوب لممارسة المزايدة في الخصومة.
على أي حال
البين للراصد أن ثمة خللا يشهد عليه توظيف خبيث القول في الإعلام الاجتماعي من باب تصفية الحسابات حينا، وأحيانا أخرى لمشاغبة مواقف عامة أو خاصة، والخوف أن تطغى كلمات الشارع ويسوق لها وتنمو كنتيجة لاستعمال الانترنت في غير موضوعه ومحله، فنصبح أمام فوضى لا حدود لها رغم وجود قوانين تجرم السب والشتم والقذف والدخول في خصوصيات الناس، وإلى ذلك ازدراء الأديان والانتقاص من المذاهب وسوق التهم على غير بينة.
نظام الجرائم المعلوماتية نافذ في كثير من البلدان العربية، واختراقه تكشفه مواقع التواصل دون تعب، الشيء بالشيء يذكر والنيابة العامة في بلادي تذكر فتشكر، وقد أثبتت وجودها في وقت قصير وبمهنية عالية جدا.
ختاما، إحدى المشكلات التي تواجه المجتمعات العربية في وقتنا الراهن تكمن في توظيف مواقع التواصل الاجتماعي كساحة للشتائم وتبادل كثير من العبارات البذيئة المسيئة وأكثر من ذلك، وهذا الاتجاه الخاطئ بما فيه من سوء لفظي وعوار سلوكي يخالف التعاليم الدينية، فيه تعد على القيم الأخلاقية، ومن الطبيعي أن يستفز العقلاء في الداخل ويشوه صورة المجتمعات العربية لدى الغير. للتعامل مع التقنية قيم وأخلاق. وبكم يتجدد اللقاء.
alyamimanae@gmail.com
في هذا الشأن قرأت في صحيفة خليجية قبل فترة عن تحذير خبراء من جامعات معروفة بالتميز البحثي، منها هارفرد وسدني واكسفورد، والخلاصة أن الاستعمال غير المقنن للانترنت يشكل خطورة، لما يخلفه من تأثيرات على الدماغ أهمها إضعاف الذاكرة وتقليل التركيز أيضا، ما تقدم توطئة ولا يشكل غاية المقال.
نعم للانترنت منافع لا تخفى ولا تنكر، ولن آتي بجديد لو تحدثت عن تلك المنافع وعوائدها، ما أرغب الوصول إليه هو «الوجه القبيح» لهذه التقنية، حيث وفرت عبر أدواتها مثل تويتر وفيس بوك الفرص لتسويق الإشاعات، ومكنت ضعفاء النفوس وهم شريحة في ازدياد، ذكورا وإناثا، بمعرفات معلومة وأخرى مجهولة، من تصدير نفاياتهم الفكرية واللفظية. السب والشتم والقذف علامات فارقة في سلوكيات البعض، ومن غير الغريب في أيامنا الجارية أن تجد من ينشغل بمحارم الناس ويستعرض الصور الشخصية بعد تشويهها كأسلوب لممارسة المزايدة في الخصومة.
على أي حال
البين للراصد أن ثمة خللا يشهد عليه توظيف خبيث القول في الإعلام الاجتماعي من باب تصفية الحسابات حينا، وأحيانا أخرى لمشاغبة مواقف عامة أو خاصة، والخوف أن تطغى كلمات الشارع ويسوق لها وتنمو كنتيجة لاستعمال الانترنت في غير موضوعه ومحله، فنصبح أمام فوضى لا حدود لها رغم وجود قوانين تجرم السب والشتم والقذف والدخول في خصوصيات الناس، وإلى ذلك ازدراء الأديان والانتقاص من المذاهب وسوق التهم على غير بينة.
نظام الجرائم المعلوماتية نافذ في كثير من البلدان العربية، واختراقه تكشفه مواقع التواصل دون تعب، الشيء بالشيء يذكر والنيابة العامة في بلادي تذكر فتشكر، وقد أثبتت وجودها في وقت قصير وبمهنية عالية جدا.
ختاما، إحدى المشكلات التي تواجه المجتمعات العربية في وقتنا الراهن تكمن في توظيف مواقع التواصل الاجتماعي كساحة للشتائم وتبادل كثير من العبارات البذيئة المسيئة وأكثر من ذلك، وهذا الاتجاه الخاطئ بما فيه من سوء لفظي وعوار سلوكي يخالف التعاليم الدينية، فيه تعد على القيم الأخلاقية، ومن الطبيعي أن يستفز العقلاء في الداخل ويشوه صورة المجتمعات العربية لدى الغير. للتعامل مع التقنية قيم وأخلاق. وبكم يتجدد اللقاء.
alyamimanae@gmail.com