حظا أوفر أيها الصديقان!
سنابل موقوتة
الثلاثاء / 25 / محرم / 1441 هـ - 20:00 - الثلاثاء 24 سبتمبر 2019 20:00
أحد أصدقائي رفاق الاستراحة مستاء لأنه لم يحصل على جائزة نوبل، مع أنه لم يفعل أي شيء يستحق من أجله الفوز حتى بجائزة في طابور الصباح المدرسي. وبالطبع فإن غاية هذا الصديق من الفوز بالجائزة هو المقابل المادي، لأن الجائزة ليست سوى واحدة من سلسلة أمنياته التي يجمعها رابط المال كرابط مشترك موجود في كل أحلامه وأمنياته.
صحيح أني سخرت من رغباته غير المبررة، لكن هذا لا يعني تجاهل حقيقة أني أتمنى الفوز بالكرة الذهبية كأفضل لاعب كرة قدم في العالم مع أني لا أمارس كرة القدم.
وقد كنت أظن أن مثل هذه الأمنيات خاصة بالعامة أمثالنا، فقراء الواقع والأحلام، وأن الآخرين لديهم أحلام تختلف شكلا ومضمونا. لكن الصديق دونالد ـ يعمل رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية ـ فاجأني بأنه هو الآخر مستاء لأنه لم يفز بجائزة نوبل للسلام. والفارق بينه وبين صديقي الأول ـ الذي لا يعمل رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية ـ هو أن الأخ دونالد كان واضحا ومحددا، فقد حدد فرع «السلام» في الجائزة كهدف لأمنياته، في الوقت الذي يريد فيه الصديق الآخر أن يفوز بالجائزة في أي فرع، حتى لو كان فرعا جديدا يخترع من أجله وحده، وقد قال بكل وضوح وشفافية إنه لو كان يوجد فرع للجائزة يقدم لأنذل إنسان في الكوكب لما وجد حرجا في استلامها والفرح بها.
ولم يكن يعلم أن هذه منحسة أخرى في طريق الحلم، ويجب أن يحذر بعد أن أعلن دونالد أحلامه، فلو كان في جوائز نوبل فرع للنذالة كما تمنى صديقنا الأول لفاز بها صديقنا الثاني ـ أعني الذي يعمل رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية ـ دون منافسة، لأنه متميز جدا في هذا المجال الذي أبدع فيه وأخذه إلى آفاق بعيدة وأبعاد غير مسبوقة.
وعلى أي حال ..
أتمنى التوفيق لصديقيّ، وأتمنى أيضا ألا يؤثر عدم فوزهما على معنوياتهما في قادم الأيام، لأن فكرة السلام في جائزة نوبل لا معنى لها، فأغلب من فاز بها كانت العلاقة بينهم وبين السلام كالعلاقة بيني وبين المال، موجودة ولكنها سطحية وغير مؤثرة. ولذلك يكون من المناسب تغيير مسماها إلى شيء أقرب واقعية، ربما يمكن تسميتها «جائزة نوبل لما يبدو أنه السلام، مع أنه ليس كذلك». صحيح أن الاسم طويل بعض الشيء لكن لا ضير في ذلك فالجائزة تستحق اسما أطول يليق بها.
agrni@
صحيح أني سخرت من رغباته غير المبررة، لكن هذا لا يعني تجاهل حقيقة أني أتمنى الفوز بالكرة الذهبية كأفضل لاعب كرة قدم في العالم مع أني لا أمارس كرة القدم.
وقد كنت أظن أن مثل هذه الأمنيات خاصة بالعامة أمثالنا، فقراء الواقع والأحلام، وأن الآخرين لديهم أحلام تختلف شكلا ومضمونا. لكن الصديق دونالد ـ يعمل رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية ـ فاجأني بأنه هو الآخر مستاء لأنه لم يفز بجائزة نوبل للسلام. والفارق بينه وبين صديقي الأول ـ الذي لا يعمل رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية ـ هو أن الأخ دونالد كان واضحا ومحددا، فقد حدد فرع «السلام» في الجائزة كهدف لأمنياته، في الوقت الذي يريد فيه الصديق الآخر أن يفوز بالجائزة في أي فرع، حتى لو كان فرعا جديدا يخترع من أجله وحده، وقد قال بكل وضوح وشفافية إنه لو كان يوجد فرع للجائزة يقدم لأنذل إنسان في الكوكب لما وجد حرجا في استلامها والفرح بها.
ولم يكن يعلم أن هذه منحسة أخرى في طريق الحلم، ويجب أن يحذر بعد أن أعلن دونالد أحلامه، فلو كان في جوائز نوبل فرع للنذالة كما تمنى صديقنا الأول لفاز بها صديقنا الثاني ـ أعني الذي يعمل رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية ـ دون منافسة، لأنه متميز جدا في هذا المجال الذي أبدع فيه وأخذه إلى آفاق بعيدة وأبعاد غير مسبوقة.
وعلى أي حال ..
أتمنى التوفيق لصديقيّ، وأتمنى أيضا ألا يؤثر عدم فوزهما على معنوياتهما في قادم الأيام، لأن فكرة السلام في جائزة نوبل لا معنى لها، فأغلب من فاز بها كانت العلاقة بينهم وبين السلام كالعلاقة بيني وبين المال، موجودة ولكنها سطحية وغير مؤثرة. ولذلك يكون من المناسب تغيير مسماها إلى شيء أقرب واقعية، ربما يمكن تسميتها «جائزة نوبل لما يبدو أنه السلام، مع أنه ليس كذلك». صحيح أن الاسم طويل بعض الشيء لكن لا ضير في ذلك فالجائزة تستحق اسما أطول يليق بها.
agrni@