تفاعل

المواطن محور اهتمامنا

خالد الرفيعة
ردود الأفعال دائما ما تكون المقياس الحقيقي لأي قضية، فمن الطبيعي أن لا يدير لها المسؤول ظهره، وبالتالي يكون الواجب تبيان جوانب القصور ومعالجة مسبباته، حتى لا تكون القضية أسيرة للتكهنات، لأنها حينها قد تصبح بالونة تنفخ، وقد تنفجر في وجه المسؤول وتطال كل من معه.

الرأي العام وشكاوى المواطنين تعبير حقيقي عن وجود خلل ما، كما أنها استبيان مجاني لأي جهة أو مؤسسة تقيس جودة الخدمات التي تريدها.

ومن الواجب على أي جهة حكومية تقدم خدماتها أن تأخذها على محمل الجد، وألا تراعي فيها أي مسؤول (كان من كان) فخدمة المواطنين مقدمة على كل شيء.

ومن هنا أستشعر المسؤولية ككاتب يتابع قضايا الرأي العام، سواء بوسائل التواصل الاجتماعي، أو المجالس العامة للمواطنين، لأنقل للمسؤول جوانب القصور في أي خدمة مقدمة لهم. وقد وقفت على حالة أحد الأقرباء تعرض لذبحة صدرية نقل إثرها إلى مركز القلب والقسطرة الذي فتح مؤخرا في محافظة حفر الباطن، وكانت حالة المريض وغيره من المرضى حرجة، وتحتاج لقسطرة عاجلة، والمفارقة العجيبة أن الاستشاري يأتي من الرياض للعمل يوما واحدا ويغادر؟ مما استدعى نقل المريض بعد انتكاسة خطيرة إلى مستشفى الدكتور في الرياض بأجهزة التنفس الاصطناعي وحالته حرجة جدا!

هنا يجب أن أتوقف قليلا، حتى أجد إجابة مقنعة لبعض التساؤلات من وزارة الصحة، أليس من المنطق أن يأتي الدكتور المعافى إلى المريض أم العكس صحيح؟ أليس من الطبيعي أن يكون المركز مجهزا بطواقم طبية متكاملة؟ أيعي المسؤول والدكتور أهمية الوقت في حياة المريض؟ ألمسوا معانات المرضى وأنينهم ودموع مرافقيهم لقلة الحيلة؟ تالله ما يحدث لن يروق لولاة الأمر، ولا زلت أتذكر جيدا خطاب خادم الحرمين الشرفين الملك سلمان حفظه الله ورعاه في كلمته أمام مجلس الشورى عام 2015 حين قال «ولن نقبل أي تهاون في ذلك. وفي هذا الصدد أخاطب الوزراء والمسؤولين في مواقعهم كافة أننا جميعا في خدمة المواطن الذي هو محور اهتمامنا».