رسوم العالم السفلي!
الخميس / 6 / محرم / 1441 هـ - 05:30 - الخميس 5 سبتمبر 2019 05:30
أفكر -والأمر لن يتجاوز مرحلة التفكير فيما يبدو- في شراء قطعة أرض لبناء منزل آوي إليه ليعصمني من الإيجار، والسبب الرئيسي الذي زرع هذه الأفكار الشيطانية في رأسي هو أن كثيرا من الدراسات الحديثة أثبتت أنه يصعب جدا بناء منزل دون وجود أرض.
وقد طالت مرحلة التفكير لأسباب كثيرة، منها ما أتحمله شخصيا، ومنها مالا علاقة لي به، والحقيقة أني مبذر مسرف أرعن، وعلاقتي مع الأموال علاقة سطحية ألتقيها كما ألتقي الغرباء، ونفترق قبل أن يحفظ أي منا ملامح الآخر.
أما الأسباب التي لا علاقة لي بها فهي أن أسعار أمنا الأرض مبالغ فيها بعض الشيء، إلا إن كنت تريد أن تسكن في «صحصح من البيد خالي»، فإن الأمر فيه سعة.
وقد أجد أرضا في مكان بعيد عن الحياة بسعر يناسب جيبي المخروم، ولكني حين أنتهي من البناء فإنه من المتوقع أن يكون لتر الوقود حينها قد أصبح يساوي سعر جرام الذهب. فيصبح الحل حينها أن أبني منزلا بعيدا وأستأجر منزلا آخر قريبا من المدارس والأعمال والحياة.
وقد سمعت -مثلكم- أن رسوم الأراضي البيضاء ستعصف بأسعار العقار عصفا مؤلما، ولكنها كانت عليها بردا وسلاما، فلا العقار تأثر تأثرا يمكن أن يدفع المترددين، ولا أحد يعلم كم هي الرسوم التي دفعت، وكم هي التي لم تخرج.
يمكن طبعا عن طريق وساطة وزارة الإسكان أن يحصل الإنسان على منزل من أحد البنوك التجارية، ولكنها فكرة لا أستحسنها مع تقديري الشديد لوساطة وزارة الإسكان التي تقوم بجهد تشكر عليه في الوساطة بين البنوك والعملاء.
الأمر غير المفهوم هو أن المعروض من الأراضي والمنازل كثير جدا، والطلب قليل، والأسعار ترتفع، فإما أن النظريات الاقتصادية غير صحيحة، وإما أن الجن هم من يرفع أسعار العقار في الوقت الذي يفترض أن تتهاوى فيه. وأميل إلى تصديق فرضية الجن، فربما وجدوا أن أفضل طريقة يتخلصون بها من الإنس الذين يبنون منازل فوق رؤوسهم هي رفع الأسعار حتى يستعصي على الإنسي الطبيعي أن يسكن. فيرتاح العالم السفلي من إزعاج العالم العلوي. مع أني لا أفهم ماذا يزعج الجني وهو الذي لا يدفع رسوما ولا ضرائب، ولا يسدد فواتير الكهرباء والماء ولا يستدين ولا يستطيع أحد إيقاف خدماته. هؤلاء الجن مترفون، ومشاكلهم مضحكة كمشاكل مترفي العالم العلوي.
وعلى أي حال ..
استشرت خبيرا عقاريا كبيرا في الأمر فدلني على طريقة تريحني من هذا الهاجس، والحق أنه أخلص في النصيحة ولو اتبعتها لما أشغلني هذا الموضوع مطلقا. قلت له إني أفكر في شراء أرض وبناء منزل فقال لي بحب ومودة لا تخطئها العين ولا يتجاهلها القلب: «لا عاد تفكر». وهذا أمر لا يخص المنازل والأراضي والعقار وبقية أوساخ الدنيا التي تعرفون، إنه يصلح كقانون عام للحياة.
agrni@
وقد طالت مرحلة التفكير لأسباب كثيرة، منها ما أتحمله شخصيا، ومنها مالا علاقة لي به، والحقيقة أني مبذر مسرف أرعن، وعلاقتي مع الأموال علاقة سطحية ألتقيها كما ألتقي الغرباء، ونفترق قبل أن يحفظ أي منا ملامح الآخر.
أما الأسباب التي لا علاقة لي بها فهي أن أسعار أمنا الأرض مبالغ فيها بعض الشيء، إلا إن كنت تريد أن تسكن في «صحصح من البيد خالي»، فإن الأمر فيه سعة.
وقد أجد أرضا في مكان بعيد عن الحياة بسعر يناسب جيبي المخروم، ولكني حين أنتهي من البناء فإنه من المتوقع أن يكون لتر الوقود حينها قد أصبح يساوي سعر جرام الذهب. فيصبح الحل حينها أن أبني منزلا بعيدا وأستأجر منزلا آخر قريبا من المدارس والأعمال والحياة.
وقد سمعت -مثلكم- أن رسوم الأراضي البيضاء ستعصف بأسعار العقار عصفا مؤلما، ولكنها كانت عليها بردا وسلاما، فلا العقار تأثر تأثرا يمكن أن يدفع المترددين، ولا أحد يعلم كم هي الرسوم التي دفعت، وكم هي التي لم تخرج.
يمكن طبعا عن طريق وساطة وزارة الإسكان أن يحصل الإنسان على منزل من أحد البنوك التجارية، ولكنها فكرة لا أستحسنها مع تقديري الشديد لوساطة وزارة الإسكان التي تقوم بجهد تشكر عليه في الوساطة بين البنوك والعملاء.
الأمر غير المفهوم هو أن المعروض من الأراضي والمنازل كثير جدا، والطلب قليل، والأسعار ترتفع، فإما أن النظريات الاقتصادية غير صحيحة، وإما أن الجن هم من يرفع أسعار العقار في الوقت الذي يفترض أن تتهاوى فيه. وأميل إلى تصديق فرضية الجن، فربما وجدوا أن أفضل طريقة يتخلصون بها من الإنس الذين يبنون منازل فوق رؤوسهم هي رفع الأسعار حتى يستعصي على الإنسي الطبيعي أن يسكن. فيرتاح العالم السفلي من إزعاج العالم العلوي. مع أني لا أفهم ماذا يزعج الجني وهو الذي لا يدفع رسوما ولا ضرائب، ولا يسدد فواتير الكهرباء والماء ولا يستدين ولا يستطيع أحد إيقاف خدماته. هؤلاء الجن مترفون، ومشاكلهم مضحكة كمشاكل مترفي العالم العلوي.
وعلى أي حال ..
استشرت خبيرا عقاريا كبيرا في الأمر فدلني على طريقة تريحني من هذا الهاجس، والحق أنه أخلص في النصيحة ولو اتبعتها لما أشغلني هذا الموضوع مطلقا. قلت له إني أفكر في شراء أرض وبناء منزل فقال لي بحب ومودة لا تخطئها العين ولا يتجاهلها القلب: «لا عاد تفكر». وهذا أمر لا يخص المنازل والأراضي والعقار وبقية أوساخ الدنيا التي تعرفون، إنه يصلح كقانون عام للحياة.
agrni@