تجربتي مع المرض

وأما تجربتي مع المرض فأبسطها للفائدة لمن يعانون من مثله أو حتى غيره.

وأما تجربتي مع المرض فأبسطها للفائدة لمن يعانون من مثله أو حتى غيره. فقد قدّر الله أن أصاب بصداع نصفي وأنا في الخامسة عشرة من عمري عانيت منه ما الله به عليم، وهو بي لطيف رحيم سبحانه وتعالى. راجعت خلال تجربتي مع المرض والتي امتدت لأربعين سنة مستشفيات وأطباء في الداخل والخارج، لجأت للطب التقليدي والطب البديل، والعلاج بالإبر الصينية، وبأنواع من المساج للأعصاب في الرأس والأطراف.. وأُجريت لي كل أنواع الفحوصات والأشعة. وظل تشخيص المرض كل هذه السنين بأنه صداع نصفي، أو ما يسمى بالشقيقة وبالإنجليزي Migrain وتم وصف العلاجات المختلفة على هذا الأساس. بالطبع الشقيقة لا يُعرف لها أسباب محددة، وبالتالي ليس لها علاج ناجع، ويظل المريض يبحث ويبحث عن بصيص أمل في التخلص من آلامه المبرحة ويطرق كل باب لعل الله يجعل خلفه الشفاء. ولكن من خلال التجربة أشعر أن هناك بعض التغيرات التي تطرأ على نمط حياة المريض، وبعض الأطعمة قد تكون سببا في تحريك الصداع أو زيادة حدته، وطول مدة نوباته أو زيادة معدل تكرار حدوثها إلاّ أنها تظل ليست السبب في حدوثه.. ومن ملاحظتي ومن تنبيهات الأطباء والمجرّبين فإن من محركات الصداع: · الضغوط النفسية. · ضغوط العمل وبالخصوص قرب انتهائها. · فصول السنة.. وعندي فصلا الخريف والشتاء. · ارتباك مواعيد النوم وقلة ساعاتها عن 6 إلى 7 ساعات متصلة يوميا. · تغيير نظام الغذاء بشكل جوهري ومفاجئ واستمرار ذلك لأسابيع. في تجربتي مع الصداع أنه دوري، بمعنى أنه ليس مستمرا، وإنما يهاجمني لعدة أشهر من كل عام ثم يضمحل وينصرف وهذا من فضل الله علي. وتقريبا كل الأدوية المتعلقة بمجابهة نوبات الصداع والتي تؤخذ في بداياتها فشلت في حالتي في إيقافه.. والنجاح فقط كان للمسكنات القوية، أو للأدوية الوقائية، وكذلك العلاجات التي تتعامل مع الأوردة الدموية لتقبضها لتوقف النوبات. من الأدوية الوقائية التي استفدت منها «الإنديرال» في بداية استخدامه ولكن مفعوله تراجع بمرور السنوات. ومن الأدوية الفعالة التي تؤخذ أثناء النوبات لإيقافها هي إبر «الإمجران» تحت الجلد، ولكن أيضا سرعة المفعول تراجعت من ثوان إلى ما يقترب من ربع ساعة وأكثر، مع أثر جانبي سلبي وهو تحفيز نوبات جديدة في فترات قصيرة نسبيا إذ من الآثار الجانبية السلبية المعروفة لأدوية معالجة الصداع أنها للأسف تكون سببا في تأجيجه.. وهو ما يضعني في موقف يأس فظيع.. فاستخدام الدواء لوقف نوبة الصداع يُعد مجلبة للمزيد من النوبات، وعدم استخدامه يعني المزيد من الآلام.. ولا أنكر أنني خلال تجربتي الطويلة مررت بلحظات ضعف ويأس جعلتني أتمنى الموت من شدة الآلام. لاحظت أثناء الفحوصات التي أجريتها على مدى سنوات المرض وجود بعض الاختلافات في أعراض الصداع الذي أعاني منه عن أعراض الشقيقة، منها أن صداعي ثابت في جهة واحدة، وفي الغالب لا يكون مصحوبا بزغللة في النظر أو غثيان وأنه موسمي أو دوري وغير مستمر، وبرغم ذلك ظل التشخيص أنه شقيقة ووصف العلاج مبني على ذلك.. وفي المقال القادم أكمل الحديث عن تجربتي مع المرض..