الإدارة والبعوض السام
الاحد / 10 / ذو الحجة / 1440 هـ - 18:45 - الاحد 11 أغسطس 2019 18:45
«لا يمكن أن تناقش موضوع الملاريا مع البعوض الذي تسبب لك بذلك»!
جاءت هذه الإجابة ردا على سؤال وجه لمجموعة من الموظفين عن سبب عدم إبلاغهم إداراتهم عن مشاكلهم الإدارية معها!
في بعض الإدارات تجد - ومع كل أسف - أن هناك فصائل متعددة من البعوض السام، ينتشر وينشر بلاءه وداءه بين العاملين في تلك الإدارات، ويحولها إلى بيئات عمل شديدة السمية!
والخلاص من هذه الإدارات السامة قد يبدو في ظاهره سهلا، فبمجرد أن تجفف المستنقعات التي احتضنت هذا البعوض، وعلاج كل من أصيب بسمها، وتحصين باقي الأفراد ووقايتهم؛ ينتهي الأمر، لكن الأمور ليست دائما كما نتوقع أو نأمل!
في بيئات العمل، تتغلغل بعض الشخصيات السامة، بل وتتسلم منصبا كبيرا في المؤسسة، فتتولى أمور الإدارة مثلا، ونصبح أمام ما يسمى بالإدارة السامة. ولإيضاح المعنى، فإن الإدارة السامة هي تلك الإدارة التي تسمم دماءك وبعضا من خلاياك، فتنشر السم في جسدك،
وعندها تصبح بين سمين أحلاهما فتك ودمار، فقد تصبح ساما خطيرا مثلها، وقد تمسي شخصا متسمما صريعا لا يقوى حتى على طلب الاستغاثة، ولا تعلم كيف تحصل عليها.
الحقيقة أن ما استفزني لكتابة هذا المقال لقاء مع صديقة تخبرني بتركها عملها في إحدى المدارس بسبب وجود مديرة أصابتها ليس بالسم فحسب، بل بالمكائد أيضا. وإذا كانت قد تركت العمل وغادرت المكان وهي القوية الصلبة، فمن بقي بالمكان؟ لكن سؤالي لم يجد جوابا، والمدرسة كاملة بكوادرها التعليمية والإدارية وقعت تحت تأثير من ينفث السم ويصيب الخلق! ثم لم تجد من يحارب سمومه، أو يزيله من مكانه فكان الرحيل.
أعتقد أن الميادين الإدارية بشكل عام، والتعليمية بشكل خاص، تعج بهذه الأمثلة، وأنا وكثير ممن يقرأ هذه الأسطر نطمح ونتطلع إلى معالجة الأمراض الإدارية والفيروسات المتفشية في إدارات ومؤسسات المجتمع ومنظماته، تعليمية كانت أم غيرها. وأرى أن فكرة الهروب من بيئات العمل السامة والرحيل إلى شواطئ النجاة ليست حلا ولا ينبغي أن تكون علاجا.
إن ترك البعوض السام يفتك بمزيد من الضحايا يعد جريمة كبرى، وتكليفهم بالإدارة أو القيادة دون التأكد من سلامتهم العقلية والنفسية والأخلاقية جريمة أكبر! والسؤال هنا: إذا لم تعالج المنظمة مشاكل العاملين بالقانون وبحسب الأنظمة، فهل يلزم الضحية أن تلجأ إلى المحاكم حاملة مرضها وقضاياها التي تسبب بها البعوض الإداري؟
هذا كله لا يهم - عزيزي القارئ - المهم في التعليم أن اللائحة تغيرت، وأن المعلم أصبح ممارسا! فلله الحمد والشكر.
@darifi_
جاءت هذه الإجابة ردا على سؤال وجه لمجموعة من الموظفين عن سبب عدم إبلاغهم إداراتهم عن مشاكلهم الإدارية معها!
في بعض الإدارات تجد - ومع كل أسف - أن هناك فصائل متعددة من البعوض السام، ينتشر وينشر بلاءه وداءه بين العاملين في تلك الإدارات، ويحولها إلى بيئات عمل شديدة السمية!
والخلاص من هذه الإدارات السامة قد يبدو في ظاهره سهلا، فبمجرد أن تجفف المستنقعات التي احتضنت هذا البعوض، وعلاج كل من أصيب بسمها، وتحصين باقي الأفراد ووقايتهم؛ ينتهي الأمر، لكن الأمور ليست دائما كما نتوقع أو نأمل!
في بيئات العمل، تتغلغل بعض الشخصيات السامة، بل وتتسلم منصبا كبيرا في المؤسسة، فتتولى أمور الإدارة مثلا، ونصبح أمام ما يسمى بالإدارة السامة. ولإيضاح المعنى، فإن الإدارة السامة هي تلك الإدارة التي تسمم دماءك وبعضا من خلاياك، فتنشر السم في جسدك،
وعندها تصبح بين سمين أحلاهما فتك ودمار، فقد تصبح ساما خطيرا مثلها، وقد تمسي شخصا متسمما صريعا لا يقوى حتى على طلب الاستغاثة، ولا تعلم كيف تحصل عليها.
الحقيقة أن ما استفزني لكتابة هذا المقال لقاء مع صديقة تخبرني بتركها عملها في إحدى المدارس بسبب وجود مديرة أصابتها ليس بالسم فحسب، بل بالمكائد أيضا. وإذا كانت قد تركت العمل وغادرت المكان وهي القوية الصلبة، فمن بقي بالمكان؟ لكن سؤالي لم يجد جوابا، والمدرسة كاملة بكوادرها التعليمية والإدارية وقعت تحت تأثير من ينفث السم ويصيب الخلق! ثم لم تجد من يحارب سمومه، أو يزيله من مكانه فكان الرحيل.
أعتقد أن الميادين الإدارية بشكل عام، والتعليمية بشكل خاص، تعج بهذه الأمثلة، وأنا وكثير ممن يقرأ هذه الأسطر نطمح ونتطلع إلى معالجة الأمراض الإدارية والفيروسات المتفشية في إدارات ومؤسسات المجتمع ومنظماته، تعليمية كانت أم غيرها. وأرى أن فكرة الهروب من بيئات العمل السامة والرحيل إلى شواطئ النجاة ليست حلا ولا ينبغي أن تكون علاجا.
إن ترك البعوض السام يفتك بمزيد من الضحايا يعد جريمة كبرى، وتكليفهم بالإدارة أو القيادة دون التأكد من سلامتهم العقلية والنفسية والأخلاقية جريمة أكبر! والسؤال هنا: إذا لم تعالج المنظمة مشاكل العاملين بالقانون وبحسب الأنظمة، فهل يلزم الضحية أن تلجأ إلى المحاكم حاملة مرضها وقضاياها التي تسبب بها البعوض الإداري؟
هذا كله لا يهم - عزيزي القارئ - المهم في التعليم أن اللائحة تغيرت، وأن المعلم أصبح ممارسا! فلله الحمد والشكر.
@darifi_