العين بالعين.. استراتيجية إيران لإشعال المنطقة
شواهد تاريخية وحوادث طويلة تؤكد استمرار طهران في نهجها الإرهابي
الاحد / 25 / ذو القعدة / 1440 هـ - 20:30 - الاحد 28 يوليو 2019 20:30
أوقف أعضاء إحدى الميليشيات المسيحية اليمينية سيارة تحمل لوحات دبلوماسية، وتنقل مبعوثين إيرانيين بارزين على حدود بيروت في 4 يوليو 1982، كان الملحق العسكري في السفارة الإيرانية بلبنان أحمد متوسليان من بين الركاب الأربعة، وهو المشرف على نشر أكثر من ألف جندي تابع للحرس الثوري الإيراني، ردا على غزو إسرائيل للبنان قبل أربعة أسابيع (في ذلك الوقت)، عثر على السيارة مهجورة في وقت لاحق، وطالبت إيران بتحرك دولي للعثور على الرهائن الإيرانيين، لكن شيئا لم يحدث.
بالمقابل اختطف رجال مسلحون القائم بأعمال رئيس الجامعة الأمريكية في بيروت ديفيد دودج، من أمام حرم الجامعة المطل على البحر المتوسط في 19 يوليو، وكان دودج هو أول رهينة أمريكي في بيروت، وقضى عاما داخل السجن الإيراني قبل أن تتدخل سوريا للمساعدة في تحريره.
وأدى تبادل سياسة «العين بالعين» بين إيران والولايات المتحدة إلى فتح الباب أمام ملحمة الرهائن، التي ضمت إلى قائمتها المزيد من الضحايا على مدار عقد من الزمن، وجسد هذا التعامل استراتيجية إيران الثورية في التعامل مع كل ما تعده خطرا عليها، بل وأكدت الشواهد التاريخية والحوادث المتعددة استمرار طهران في نهجها الإرهابي، بحسب ما ورد في مجلة نيويوركر.
دولة تجلب المتاعب
تأتي الأزمة الأخيرة في الخليج على خلفية المصادرة البريطانية لناقلة نفط إيرانية قبالة جبل طارق في الرابع من يوليو، قالت بريطانيا إن الناقلة «جريس 1» كانت تحمل النفط إلى سوريا، في انتهاك واضح لعقوبات الاتحاد الأوروبي.
وجاء التحرك الإيراني في أعقاب قرار من المحكمة بمد فترة احتجاز الناقلة 30 يوما أخرى. أدت هذه الوقائع إلى تصعيد خطير للتوترات بين إيران والغرب، وربما تهدد أمن الناقلات التي تصدر النفط عبر المضيق.
وعلق الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بقوله «هذا يثبت ما أقوله عن إيران. إنها تجلب المتاعب، ولا شيء سوى المتاعب، وهذا يثبت أنني كنت على صواب بشأن إيران».
نقطة البداية
كانت البداية منذ أن أعلن ترمب انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي في منتصف 2015، وفي نوفمبر أعادت أمريكا فرض العقوبات الاقتصادية التي كانت قد ألغيت لتحفيز إيران على الحد من برنامجها النووي، وتعهدت الإدارة الأمريكية بقطع جميع صادرات النفط الإيرانية لتصل إلى الصفر من أجل إجبار إيران على تقديم المزيد من التنازلات فيما يتعلق ببرنامجها النووي، ودعم الجماعات المتشددة، وتطوير الصواريخ، والتدخل في الشرق الأوسط، وانتهاكات حقوق الإنسان، وردت إيران بالتعهد بأن الآخرين سيعانون الأمرين في حال عدم السماح لها بتصدير النفط، الذي يعد ضروريا لاقتصادها.
التحدى والعلاج المقترح
ورغم تصاعد التوترات، تبدو الشخصيات البارزة في طهران وواشنطن عازمة على الحيلولة دون اندلاع حرب، حيث عارض الرئيس الأمريكي دونالد ترمب النصائح الأكثر تشددا، خاصة من مستشار الأمن القومي جون بولتون، الذي دعا إلى تغيير النظام في طهران.
في المقابل قدم وزير الخارجية الإيراني محمد جدواد ظريف خطوطا عريضة لإنهاء المأزق الدبلوماسي الراهن، منها استعداد إيران للتوقيع على بروتوكول إضافي يزود الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالمزيد من الأدوات التي تساعدها على التحقق من استخدام إيران السلمي للمواد النووية.
وقال إن البروتوكول الجديد يوفر وسيلة لمعالجة المخاوف بشأن بند انتهاء فترة سريان الاتفاقية في الاتفاق النووي، ورفع العقوبات عن البرنامج الإيراني، على أن ترفع الولايات المتحدة الأمريكية في المقابل العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران، دون الحاجة إلى التوقيع على الاتفاق النووي الأصلي مجددا.
لم يغط الاقتراح الإيراني القضايا الأخرى التي ترغب إدارة ترمب في معالجتها، ومنها دعم طهران للحركات المتشددة، وتدخلها في الشرق الأوسط، واختبارات الصواريخ، وانتهاكات حقوق الإنسان، فضلا عن أن كلا المبادرتين لا تنتزعان فتيل القضايا الأخرى، ناهيك عن قضايا الماضي العالقة، وهذا أمر يحتاج إلى معالجة أكبر.
سلسلة المواجهات
العين بالعين.. حوادث تاريخية
1988
عرض علي أكبر هاشمي رفسنجاني، الرئيس الإيراني الأسبق ورئيس البرلمان آنذاك، صفقة تبادلية يجري بمقتضاها مبادلة الإيرانيين الأربعة بالرهائن الأمريكيين التسعة في لبنان
1990
تعهد الرئيس جورج بوش الأب بالمساعدة في تحديد موقعهم، وعد أن الأمر بادرة حسن نوايا، ويساعد في الإفراج عن آخر الأمريكيين في بيروت
1981
فتح الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين جبهة جديدة، حين شن ضربات جوية على الناقلات الإيرانية في الخليج
1984
ضرب صدام محطة النفط الإيرانية الكبرى في الخليج، وعددا من الناقلات، فشنت إيران هجوما مضادا، بعد أن التزمت الصمت قبل ذلك، وأصبحت حرب الناقلات تشكل خطرا على الطاقة العالمية
1988
بحلول نهاية الحرب، كان العراق قد قصف أكثر من 280 ناقلة إيرانية، في حين ضربت إيران 168 ناقلة تتعامل مع العراق أو حلفائه في الخليج
أطلق العراق أكثر من خمسة آلاف صاروخ على مناطق المدنيين، بينما أطلقت إيران 117 صاروخ سكود على المدن العراقية، أهمها بغداد وكركوك والبصرة، ولقي مئات الآلاف مصرعهم على جانبي الصراع
2003
أيام الغزو الأمريكي للعراق نظرت إيران لعملية نشر عشرات الآلاف من الجنود الأمريكيين على حدودها الغربية والشرقية بمثابة تهديد لأمنها الخاص، فزودت إيران المتمردين بالعتاد بوصفها وسيلة ضغط لإجبار الولايات المتحدة على الانسحاب
بالمقابل اختطف رجال مسلحون القائم بأعمال رئيس الجامعة الأمريكية في بيروت ديفيد دودج، من أمام حرم الجامعة المطل على البحر المتوسط في 19 يوليو، وكان دودج هو أول رهينة أمريكي في بيروت، وقضى عاما داخل السجن الإيراني قبل أن تتدخل سوريا للمساعدة في تحريره.
وأدى تبادل سياسة «العين بالعين» بين إيران والولايات المتحدة إلى فتح الباب أمام ملحمة الرهائن، التي ضمت إلى قائمتها المزيد من الضحايا على مدار عقد من الزمن، وجسد هذا التعامل استراتيجية إيران الثورية في التعامل مع كل ما تعده خطرا عليها، بل وأكدت الشواهد التاريخية والحوادث المتعددة استمرار طهران في نهجها الإرهابي، بحسب ما ورد في مجلة نيويوركر.
دولة تجلب المتاعب
تأتي الأزمة الأخيرة في الخليج على خلفية المصادرة البريطانية لناقلة نفط إيرانية قبالة جبل طارق في الرابع من يوليو، قالت بريطانيا إن الناقلة «جريس 1» كانت تحمل النفط إلى سوريا، في انتهاك واضح لعقوبات الاتحاد الأوروبي.
وجاء التحرك الإيراني في أعقاب قرار من المحكمة بمد فترة احتجاز الناقلة 30 يوما أخرى. أدت هذه الوقائع إلى تصعيد خطير للتوترات بين إيران والغرب، وربما تهدد أمن الناقلات التي تصدر النفط عبر المضيق.
وعلق الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بقوله «هذا يثبت ما أقوله عن إيران. إنها تجلب المتاعب، ولا شيء سوى المتاعب، وهذا يثبت أنني كنت على صواب بشأن إيران».
نقطة البداية
كانت البداية منذ أن أعلن ترمب انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي في منتصف 2015، وفي نوفمبر أعادت أمريكا فرض العقوبات الاقتصادية التي كانت قد ألغيت لتحفيز إيران على الحد من برنامجها النووي، وتعهدت الإدارة الأمريكية بقطع جميع صادرات النفط الإيرانية لتصل إلى الصفر من أجل إجبار إيران على تقديم المزيد من التنازلات فيما يتعلق ببرنامجها النووي، ودعم الجماعات المتشددة، وتطوير الصواريخ، والتدخل في الشرق الأوسط، وانتهاكات حقوق الإنسان، وردت إيران بالتعهد بأن الآخرين سيعانون الأمرين في حال عدم السماح لها بتصدير النفط، الذي يعد ضروريا لاقتصادها.
التحدى والعلاج المقترح
ورغم تصاعد التوترات، تبدو الشخصيات البارزة في طهران وواشنطن عازمة على الحيلولة دون اندلاع حرب، حيث عارض الرئيس الأمريكي دونالد ترمب النصائح الأكثر تشددا، خاصة من مستشار الأمن القومي جون بولتون، الذي دعا إلى تغيير النظام في طهران.
في المقابل قدم وزير الخارجية الإيراني محمد جدواد ظريف خطوطا عريضة لإنهاء المأزق الدبلوماسي الراهن، منها استعداد إيران للتوقيع على بروتوكول إضافي يزود الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالمزيد من الأدوات التي تساعدها على التحقق من استخدام إيران السلمي للمواد النووية.
وقال إن البروتوكول الجديد يوفر وسيلة لمعالجة المخاوف بشأن بند انتهاء فترة سريان الاتفاقية في الاتفاق النووي، ورفع العقوبات عن البرنامج الإيراني، على أن ترفع الولايات المتحدة الأمريكية في المقابل العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران، دون الحاجة إلى التوقيع على الاتفاق النووي الأصلي مجددا.
لم يغط الاقتراح الإيراني القضايا الأخرى التي ترغب إدارة ترمب في معالجتها، ومنها دعم طهران للحركات المتشددة، وتدخلها في الشرق الأوسط، واختبارات الصواريخ، وانتهاكات حقوق الإنسان، فضلا عن أن كلا المبادرتين لا تنتزعان فتيل القضايا الأخرى، ناهيك عن قضايا الماضي العالقة، وهذا أمر يحتاج إلى معالجة أكبر.
سلسلة المواجهات
- منذ 3 يوليو الحالي واجهت الولايات المتحدة جولة من التوترات مع إيران:
- الخميس الماضي دمرت البحرية الأمريكية طائرة إيرانية بدون طيار داخل مضيق هرمز ذي الأهمية الاستراتيجية
- الجمعة الماضي أعلن الحرس الثوري الإيراني مصادرة ناقلة نفط تحمل علم بريطانيا أثناء إبحارها في الخليج، وقالت الشركة المالكة للناقلة إنها فشلت في التواصل مع »ستينا إمبيرو« وطاقمها المكون من 23 شخصا، بعد أن حاصرتها سفن ومروحية مجهولة
- الجمعة الماضي أعلن مسؤولون أمريكيون في حديثهم لشبكة سي إن إن الأمريكية أن إيران استولت على ناقلة نفط أخرى تحمل علم ليبيريا، وهي »إم في مسدارة«
العين بالعين.. حوادث تاريخية
1988
عرض علي أكبر هاشمي رفسنجاني، الرئيس الإيراني الأسبق ورئيس البرلمان آنذاك، صفقة تبادلية يجري بمقتضاها مبادلة الإيرانيين الأربعة بالرهائن الأمريكيين التسعة في لبنان
1990
تعهد الرئيس جورج بوش الأب بالمساعدة في تحديد موقعهم، وعد أن الأمر بادرة حسن نوايا، ويساعد في الإفراج عن آخر الأمريكيين في بيروت
1981
فتح الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين جبهة جديدة، حين شن ضربات جوية على الناقلات الإيرانية في الخليج
1984
ضرب صدام محطة النفط الإيرانية الكبرى في الخليج، وعددا من الناقلات، فشنت إيران هجوما مضادا، بعد أن التزمت الصمت قبل ذلك، وأصبحت حرب الناقلات تشكل خطرا على الطاقة العالمية
1988
بحلول نهاية الحرب، كان العراق قد قصف أكثر من 280 ناقلة إيرانية، في حين ضربت إيران 168 ناقلة تتعامل مع العراق أو حلفائه في الخليج
أطلق العراق أكثر من خمسة آلاف صاروخ على مناطق المدنيين، بينما أطلقت إيران 117 صاروخ سكود على المدن العراقية، أهمها بغداد وكركوك والبصرة، ولقي مئات الآلاف مصرعهم على جانبي الصراع
2003
أيام الغزو الأمريكي للعراق نظرت إيران لعملية نشر عشرات الآلاف من الجنود الأمريكيين على حدودها الغربية والشرقية بمثابة تهديد لأمنها الخاص، فزودت إيران المتمردين بالعتاد بوصفها وسيلة ضغط لإجبار الولايات المتحدة على الانسحاب