أمريكا تغير قواعد اللعبة بتدمير إيران الكترونيا
الجمعة / 23 / ذو القعدة / 1440 هـ - 19:30 - الجمعة 26 يوليو 2019 19:30
بعد أن شنت الولايات المتحدة هجوما الكترونيا على أنظمة الأسلحة الإيرانية في الشهر الماضي، يمكن أن تبدو الحرب العسكرية وكأنها خسارة في الاتصال، وليست خسارة في الأرواح، وفقا لخبير في الأمن السيبراني.
وكان الهجوم على الأنظمة الأمنية الإيرانية المستخدمة للتحكم في إطلاق الصواريخ والقذائف حدثا لـ »تغيير اللعبة« لكل من صناعة الأمن السيبراني و» كيف نفكر في الجغرافيا السياسية«، كما ذكرت نائب رئيس أول تقنية المعلومات الأمنية بشركة سبانك، سونج، حيث توقعت تحول العمل العسكري ليصبح »مواجهة عبر الانترنت«، بحسب موقع CNBC.
وسيلة للحروب
عندما سئلت عما إذا كانت تتوقع تكثيف هذه الهجمات الالكترونية كوسيلة للحرب، قالت سونج في المنتدى الاقتصادي العالمي في داليان بالصين «الجواب المختصر هو بالتأكيد». وأضافت: أعتقد أن هذه طريقة جديدة حقا لكثير من الدول للتفكير حقا في قدرتها التنافسية في العالم العسكري.
وأشارت إلى أن مثل هذه الأشكال من الهجمات الالكترونية تنمو أيضا في عالم الأعمال، مما يسلط الضوء على هجمات التصيد والتسلل إلى تكنولوجيا السحابة كمجالين محددين من الاضطرابات، وأضافت أنه مع زيادة الربط البيني فإن الانتقام والتردد والسرعة والتغطية لمثل هذه الهجمات سوف تنمو فقط.
حرب سيبرانية
في مواجهة الهجمات الأمريكية علق محمد جواد عزاري جهرومي، وزير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الإيراني بقوله «إنهم يحاولون بجد، لكنهم لم ينفذوا هجوما ناجحا»، وأضاف «في العام الماضي حيّدنا 33 مليون هجوم باستخدام جدار الحماية الوطني»، وذلك بحسب ما ورد بموقع حزب العمال العالمي الأمريكي.
في عام 2010 أصاب فيروس Stuxnet شبكة من أجهزة الكمبيوتر التي تتحكم في تخصيب اليورانيوم في مدينة نطنز الإيرانية على بعد حوالي 250 ميلا جنوب طهران، وتسبب في جعل أجهزة الطرد المركزي التي تعالج اليورانيوم خارجة عن نطاق السيطرة.
إيران وشركات الطاقة
ذكرت شركة Con Edison، وهي إحدى شركات تزويد الطاقة في نيويورك، أن حادثا نتج عنه عطل في المحول تسبب في انقطاع التيار الكهربائي وإغلاق أربع محطات لمترو الأنفاق في نيويورك. ووفقا لخبراء أمن الشبكات كان على مشغلي القطارات تشغيل بعض الآليات يدويا لنقل الركاب إلى أقرب محطة.
وذكرت السلطات المحلية أنه تمت استعادة خدمة الكهرباء بالكامل في منتصف الليل تقريبا، على الرغم من عدم تحديد السلطات المسؤولة أو الشركات السبب الدقيق للحادث. ووفقا لمتخصصي أمن الشبكات في المعهد الدولي للأمن السيبراني يعتقد أن هناك رابطا بين هذا الحادث والحوادث المماثلة والحرب الالكترونية التي بدأت بين الحكومة الأمريكية وإيران.
وأُبلغ من قبل عن حملات القرصنة الإيرانية التي تستهدف شبكات الكهرباء التابعة للحكومات الأخرى، والقادرة على تعطيل إمدادات الطاقة على نطاق واسع باستخدام متغيرات البرامج الضارة المتطورة. وعلى الرغم من أنه لا يزال هناك طريق طويل يجب أن تختتمه التحقيقات يجب ألا يستبعد الخبراء أي احتمال.
صندوق باندورا
في اجتماع مائدة مستديرة بعنوان «التحديات الحالية للحد من التسلح»، نظمه مركز الدراسات الاستراتيجية الدولية في 18 يوليو الجاري، قال الدكتور طارق رؤوف، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية إن الولايات المتحدة فتحت «صندوق باندورا جديدا عبر شن هجوم الكتروني على إيران»، وذلك بحسب ibtimes.
و»صندوق باندورا» في الميثولوجيا الإغريقية هو صندوق يتضمن كل شرور البشرية لضرب أحد الأعداء المارقين.
صراع انترنت عالمي
ذكر تقرير لمجلة بلوتيكو الأمريكية أن المشرعين والخبراء يخشون من أن يثير ترمب صراعا عالميا على الانترنت، قد لا تكون الولايات المتحدة مستعدة لمواجهته. وبالنسبة للمؤيدين تعد هذه التكتيكات علامة على أن الولايات المتحدة ربما تخرج أخيرا من حيزها الدفاعي في الفضاء الالكتروني على النحو الذي دعا إليه الصقور مثل مستشار الأمن القومي جون بولتون.
هذه التحركات تضع أيضا الأساس المحتمل لمثل هذه الهجمات الالكترونية التي يمكن أن تلحق أضرارا كبيرة بالمارة. لقد أثبتت أهداف، مثل البنوك والمستشفيات وشركات النفط والمرافق الكهربائية في الولايات المتحدة وأماكن أخرى، أنها ضعيفة بالفعل، كما شوهد في عمليات الاختراق الإجرامية الأخيرة التي أصابت الكيانات بالشلل، مثل حكومة مدينة بالتيمور.
توجيه رئاسي سري
يضغط الأعضاء الجمهوريون والديمقراطيون بالكونجرس على البيت الأبيض للحصول على تفاصيل حول الاستراتيجيات الالكترونية الهجومية، والذين يشعرون بالقلق من أن العمليات غير المراقبة يمكن أن تزعزع الاستقرار بشكل خطير بالنسبة للولايات المتحدة.
وعلق النائب في الكونجرس جيم لانجفين قائلا «من الضروري أن تكون للكونجرس قدرته على الإشراف المناسب»، وأضاف «أنا أؤيد خطة الإدارة لتكون أكثر ميلا إلى الأمام في الفضاء الالكتروني بشكل متوازن، لكن مع ذلك تأتي مسؤولية التأكد من أننا لا نقوض الاستقرار في الفضاء الالكتروني».
وأضاف لانجفين تعديلا على قانون تفويض الدفاع الوطني الذي أقره المجلس لإلزام البيت الأبيض بتقديم تفاصيل عن استراتيجيته الالكترونية الجديدة إلى لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب.
وعلى الرغم من الطلبات المتكررة من اللجنة لم تشارك الإدارة في توجيه رئاسي سري بشأن المذكرة الرئاسية للأمن القومي التي وقعها الرئيس دونالد ترمب العام الماضي لمنح القيادة السيبرانية الأمريكية مزيدا من السلطة لتنفيذ الهجمات الرقمية.
سنرد على اللكمات
في الوقت الذي تتحسن فيه دفاعات الولايات المتحدة الأمريكية على الانترنت، إلا أن بعض الخبراء قلقون بشأن كيفية تعافي الأمة من ضربة أكبر مثل تلك التي شنت على نطاق الهجوم الالكتروني الروسي الذي أدى إلى انقطاع الكهرباء عن أكثر من 200 ألف منزل أوكراني عام 2015.
وقال آرت هاوس، كبير مسؤولي مخاطر الأمن السيبراني في ولاية كونيتيكت، والرئيس السابق للجنة المرافق العامة بالولاية «من الواضح أننا لسنا مستعدين للتعافي من هجوم الكتروني»، وأضاف: لقد قام عدد قليل جدا من الدول بمحاكاة هجوم عبر الانترنت على بنيتها التحتية العامة. إنه يمثل تحديات لم نواجهها من قبل. لقد أخذنا منذ فترة طويلة الكثير من اللكمات في الفضاء الالكتروني، ولم نرد فعلا. لقد رأينا زيادة في نطاق الهجمات وحجمها والطبيعة المدمرة لمثل هذه الهجمات، بما في ذلك ضد القطاع الخاص، حيث يختبرنا خصومنا دون عقاب نسبي. وأردف «الآن وقد أظهرنا الرغبة في الرد أصبح أمام خصومنا على نحو متزايد خيار أصعب بكثير، هل التصعيد والخطر يدفع الولايات المتحدة للرد بقوة أكبر؟ أعتقد أن الكثير من الدول تقيم بشكل صحيح أنها لا تستطيع الفوز في هذه المعركة».
من سيدفع الثمن؟
ضربت الولايات المتحدة بشدة في الفضاء السيبراني من قبل، وأبرز ذلك دودة كمبيوتر «ستوكس نت» التي ترجع إلى تدمير مئات أجهزة الطرد المركزي في البرنامج النووي الإيراني. ونتجت عن خطة تم وضعها تحت رئاسة جورج دبليو بوش واستمرت خلال إدارة أوباما، حيث بدا الأمر ناجحا، ومع ذلك فإن المخاوف في إدارة أوباما كانت من أن الهجمات الالكترونية الأمريكية ستؤدي إلى تصعيد لا يمكن السيطرة عليه، لذا قلصت من عملياتها الالكترونية. وقد ظل الاستراتيجيون العسكريون يخشون منذ فترة طويلة من أن الضرر الناجم عن الصراع السيبراني قد ينتشر بسرعة إلى ما هو أبعد من الأهداف المقصودة.
وقال جون باتمان، زميل مبادرة السياسة الالكترونية في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي ومساعد سابق للجنرال جوزيف دانفورد رئيس هيئة الأركان المشتركة «كان الجيش الأمريكي والحكومة الأمريكية تقليديين حذرين للغاية، وكانت إدارة أوباما على وجه التحديد في الفضاء الالكتروني معروفة بتقييم كل اعتبار ممكن قبل اتخاذ أي إجراء».
واعترف مستشار الأمن القومي جون بولتون علنا بأن الولايات المتحدة تنظر إلى الأهداف الرقمية كوسيلة لتقول لـروسيا، أو أي شخص آخر يشارك في عمليات الكترونية ضدنا «أنت ستدفع الثمن».
سلاح أمريكا السيبراني
ـ ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن القوات الأمريكية قد اتخذت خطوات لزرع برامج ضارة داخل شبكة الكهرباء الروسية، ردا على عمليات الكرملين في الولايات المتحدة.
ـ يمكن أن تسبب العمليات الالكترونية الهجومية أطنانا من الأضرار الجانبية، كما حدث بعد أن أطلقت روسيا سلالة قوية من البرامج الضارة المعروفة باسم NotPetya في أوكرانيا.
ـ سرعان ما انتشر السلاح السيبراني على مستوى العالم، حيث قام بحبس أجهزة الكمبيوتر ومحو البيانات القيمة داخل الشركات، مثل شركة الأدوية العملاقة Merck وخط الشحن Maersk.
ـ قال مايكل دانييل، مستشار الأمن السيبراني السابق للرئيس باراك أوباما والرئيس التنفيذي الحالي لتحالف تهديدات الانترنت: لا نفهم حقا ما هي الأضرار الجانبية التي تبدو حقا. كان ذلك موجها إلى أوكرانيا، لكن كانت له تأثيرات غير متوقعة على الإطلاق.
ـ قال إن الهجوم الالكتروني على إيران قد تكون له عواقب مماثلة، خاصة إذا كانت طهران سترد باستخدام برنامج ضار مشابه لبرنامج NotPetya على أهداف أمريكية، وقال «لقد أظهروا بالتأكيد أنهم على استعداد لاستخدام البرمجيات الخبيثة المدمرة في شكل فيروسات المساحات».
ـ قال خبراء الأمن السيبراني إن طهران زادت بشكل كبير قدراتها على الانترنت منذ هجوم «ستوكس نت» الشهير.
رسالة واشنطن للعالم
وقال باتيمان «من الواضح أن إيران ممثل قوي القدرة في الفضاء الالكتروني»، وهو على الأرجح يمكن أن ينفذ المزيد من هجمات الفدية الشديدة، أو حتى ينفذ هجوما ناجحا على شبكة الكهرباء، ولكن إلى جانب الهجمات الباهظة على الشركات يخشى خبراء الأمن السيبراني من أن الشدة المتزايدة للهجمات الرقمية يمكن أن تؤدي في النهاية إلى إصابة جسدية أو حتى الموت، على سبيل المثال إذا قام المتسللون بإغلاق مستشفى.
وأضاف «قتل شخص ما سيكون أخطر شيء يمكن أن يحدث. ومن المعقول أن إيران يمكن أن تفعل شيئا كهذا، ويمكن أن يخلق ذلك ضغطا من أجل رد عسكري أمريكي».
في حين أن تهديد التصعيد هو أحد مخاطر اتخاذ موقف ترمب الأكثر عدوانية في الفضاء الالكتروني، فقد نجح رد الولايات المتحدة السيبراني الأشد على المتسللين الإيرانيين أو الروس في إرسال رسالة مفادها أن واشنطن لن تتسامح مع أي اختراق أو قرصنة. وأكد أن الولايات المتحدة ستواصل مسيرتها و»يتعين على الحكومة أن تفعل المزيد بشكل كبير لتمكين القطاع الخاص من الدفاع عن نفسه». وأشار إلى أن الشركات الصغيرة يمكنها الحصول على المزيد من المعلومات السرية حول التهديدات في الوقت الفعلي.
وأكد هاوس، مسؤول كونيتيكت، إن مرافق الطاقة غالبا ما تكون عمياء عن التهديدات التي تواجهها، لأن قلة من المنظمين لديهم تصاريح أمنية. وهذا يعني أنهم لا يملكون معلومات قابلة للتنفيذ.
هجوم الكتروني بدلا من القنابل
- ترمب استبدل القنابل بهجوم سيبراني على أهداف مركزة بعد علمه بالخسائر البشرية
- بولتون: سنقول لكل من يشارك في قرصنة الكترونية ضدنا «ستدفعون الثمن»
- المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية: الولايات المتحدة فتحت صندوق باندورا
- آرت هاوس: أخذنا الكثير من اللكمات في الفضاء.. لكننا سنفوز في المعركة
- مستشار أوباما: لقد أظهروا أنهم على استعداد لاستخدام البرمجيات الخبيثة المدمرة
وكان الهجوم على الأنظمة الأمنية الإيرانية المستخدمة للتحكم في إطلاق الصواريخ والقذائف حدثا لـ »تغيير اللعبة« لكل من صناعة الأمن السيبراني و» كيف نفكر في الجغرافيا السياسية«، كما ذكرت نائب رئيس أول تقنية المعلومات الأمنية بشركة سبانك، سونج، حيث توقعت تحول العمل العسكري ليصبح »مواجهة عبر الانترنت«، بحسب موقع CNBC.
وسيلة للحروب
عندما سئلت عما إذا كانت تتوقع تكثيف هذه الهجمات الالكترونية كوسيلة للحرب، قالت سونج في المنتدى الاقتصادي العالمي في داليان بالصين «الجواب المختصر هو بالتأكيد». وأضافت: أعتقد أن هذه طريقة جديدة حقا لكثير من الدول للتفكير حقا في قدرتها التنافسية في العالم العسكري.
وأشارت إلى أن مثل هذه الأشكال من الهجمات الالكترونية تنمو أيضا في عالم الأعمال، مما يسلط الضوء على هجمات التصيد والتسلل إلى تكنولوجيا السحابة كمجالين محددين من الاضطرابات، وأضافت أنه مع زيادة الربط البيني فإن الانتقام والتردد والسرعة والتغطية لمثل هذه الهجمات سوف تنمو فقط.
حرب سيبرانية
في مواجهة الهجمات الأمريكية علق محمد جواد عزاري جهرومي، وزير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الإيراني بقوله «إنهم يحاولون بجد، لكنهم لم ينفذوا هجوما ناجحا»، وأضاف «في العام الماضي حيّدنا 33 مليون هجوم باستخدام جدار الحماية الوطني»، وذلك بحسب ما ورد بموقع حزب العمال العالمي الأمريكي.
في عام 2010 أصاب فيروس Stuxnet شبكة من أجهزة الكمبيوتر التي تتحكم في تخصيب اليورانيوم في مدينة نطنز الإيرانية على بعد حوالي 250 ميلا جنوب طهران، وتسبب في جعل أجهزة الطرد المركزي التي تعالج اليورانيوم خارجة عن نطاق السيطرة.
إيران وشركات الطاقة
ذكرت شركة Con Edison، وهي إحدى شركات تزويد الطاقة في نيويورك، أن حادثا نتج عنه عطل في المحول تسبب في انقطاع التيار الكهربائي وإغلاق أربع محطات لمترو الأنفاق في نيويورك. ووفقا لخبراء أمن الشبكات كان على مشغلي القطارات تشغيل بعض الآليات يدويا لنقل الركاب إلى أقرب محطة.
وذكرت السلطات المحلية أنه تمت استعادة خدمة الكهرباء بالكامل في منتصف الليل تقريبا، على الرغم من عدم تحديد السلطات المسؤولة أو الشركات السبب الدقيق للحادث. ووفقا لمتخصصي أمن الشبكات في المعهد الدولي للأمن السيبراني يعتقد أن هناك رابطا بين هذا الحادث والحوادث المماثلة والحرب الالكترونية التي بدأت بين الحكومة الأمريكية وإيران.
وأُبلغ من قبل عن حملات القرصنة الإيرانية التي تستهدف شبكات الكهرباء التابعة للحكومات الأخرى، والقادرة على تعطيل إمدادات الطاقة على نطاق واسع باستخدام متغيرات البرامج الضارة المتطورة. وعلى الرغم من أنه لا يزال هناك طريق طويل يجب أن تختتمه التحقيقات يجب ألا يستبعد الخبراء أي احتمال.
صندوق باندورا
في اجتماع مائدة مستديرة بعنوان «التحديات الحالية للحد من التسلح»، نظمه مركز الدراسات الاستراتيجية الدولية في 18 يوليو الجاري، قال الدكتور طارق رؤوف، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية إن الولايات المتحدة فتحت «صندوق باندورا جديدا عبر شن هجوم الكتروني على إيران»، وذلك بحسب ibtimes.
و»صندوق باندورا» في الميثولوجيا الإغريقية هو صندوق يتضمن كل شرور البشرية لضرب أحد الأعداء المارقين.
صراع انترنت عالمي
ذكر تقرير لمجلة بلوتيكو الأمريكية أن المشرعين والخبراء يخشون من أن يثير ترمب صراعا عالميا على الانترنت، قد لا تكون الولايات المتحدة مستعدة لمواجهته. وبالنسبة للمؤيدين تعد هذه التكتيكات علامة على أن الولايات المتحدة ربما تخرج أخيرا من حيزها الدفاعي في الفضاء الالكتروني على النحو الذي دعا إليه الصقور مثل مستشار الأمن القومي جون بولتون.
هذه التحركات تضع أيضا الأساس المحتمل لمثل هذه الهجمات الالكترونية التي يمكن أن تلحق أضرارا كبيرة بالمارة. لقد أثبتت أهداف، مثل البنوك والمستشفيات وشركات النفط والمرافق الكهربائية في الولايات المتحدة وأماكن أخرى، أنها ضعيفة بالفعل، كما شوهد في عمليات الاختراق الإجرامية الأخيرة التي أصابت الكيانات بالشلل، مثل حكومة مدينة بالتيمور.
توجيه رئاسي سري
يضغط الأعضاء الجمهوريون والديمقراطيون بالكونجرس على البيت الأبيض للحصول على تفاصيل حول الاستراتيجيات الالكترونية الهجومية، والذين يشعرون بالقلق من أن العمليات غير المراقبة يمكن أن تزعزع الاستقرار بشكل خطير بالنسبة للولايات المتحدة.
وعلق النائب في الكونجرس جيم لانجفين قائلا «من الضروري أن تكون للكونجرس قدرته على الإشراف المناسب»، وأضاف «أنا أؤيد خطة الإدارة لتكون أكثر ميلا إلى الأمام في الفضاء الالكتروني بشكل متوازن، لكن مع ذلك تأتي مسؤولية التأكد من أننا لا نقوض الاستقرار في الفضاء الالكتروني».
وأضاف لانجفين تعديلا على قانون تفويض الدفاع الوطني الذي أقره المجلس لإلزام البيت الأبيض بتقديم تفاصيل عن استراتيجيته الالكترونية الجديدة إلى لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب.
وعلى الرغم من الطلبات المتكررة من اللجنة لم تشارك الإدارة في توجيه رئاسي سري بشأن المذكرة الرئاسية للأمن القومي التي وقعها الرئيس دونالد ترمب العام الماضي لمنح القيادة السيبرانية الأمريكية مزيدا من السلطة لتنفيذ الهجمات الرقمية.
سنرد على اللكمات
في الوقت الذي تتحسن فيه دفاعات الولايات المتحدة الأمريكية على الانترنت، إلا أن بعض الخبراء قلقون بشأن كيفية تعافي الأمة من ضربة أكبر مثل تلك التي شنت على نطاق الهجوم الالكتروني الروسي الذي أدى إلى انقطاع الكهرباء عن أكثر من 200 ألف منزل أوكراني عام 2015.
وقال آرت هاوس، كبير مسؤولي مخاطر الأمن السيبراني في ولاية كونيتيكت، والرئيس السابق للجنة المرافق العامة بالولاية «من الواضح أننا لسنا مستعدين للتعافي من هجوم الكتروني»، وأضاف: لقد قام عدد قليل جدا من الدول بمحاكاة هجوم عبر الانترنت على بنيتها التحتية العامة. إنه يمثل تحديات لم نواجهها من قبل. لقد أخذنا منذ فترة طويلة الكثير من اللكمات في الفضاء الالكتروني، ولم نرد فعلا. لقد رأينا زيادة في نطاق الهجمات وحجمها والطبيعة المدمرة لمثل هذه الهجمات، بما في ذلك ضد القطاع الخاص، حيث يختبرنا خصومنا دون عقاب نسبي. وأردف «الآن وقد أظهرنا الرغبة في الرد أصبح أمام خصومنا على نحو متزايد خيار أصعب بكثير، هل التصعيد والخطر يدفع الولايات المتحدة للرد بقوة أكبر؟ أعتقد أن الكثير من الدول تقيم بشكل صحيح أنها لا تستطيع الفوز في هذه المعركة».
من سيدفع الثمن؟
ضربت الولايات المتحدة بشدة في الفضاء السيبراني من قبل، وأبرز ذلك دودة كمبيوتر «ستوكس نت» التي ترجع إلى تدمير مئات أجهزة الطرد المركزي في البرنامج النووي الإيراني. ونتجت عن خطة تم وضعها تحت رئاسة جورج دبليو بوش واستمرت خلال إدارة أوباما، حيث بدا الأمر ناجحا، ومع ذلك فإن المخاوف في إدارة أوباما كانت من أن الهجمات الالكترونية الأمريكية ستؤدي إلى تصعيد لا يمكن السيطرة عليه، لذا قلصت من عملياتها الالكترونية. وقد ظل الاستراتيجيون العسكريون يخشون منذ فترة طويلة من أن الضرر الناجم عن الصراع السيبراني قد ينتشر بسرعة إلى ما هو أبعد من الأهداف المقصودة.
وقال جون باتمان، زميل مبادرة السياسة الالكترونية في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي ومساعد سابق للجنرال جوزيف دانفورد رئيس هيئة الأركان المشتركة «كان الجيش الأمريكي والحكومة الأمريكية تقليديين حذرين للغاية، وكانت إدارة أوباما على وجه التحديد في الفضاء الالكتروني معروفة بتقييم كل اعتبار ممكن قبل اتخاذ أي إجراء».
واعترف مستشار الأمن القومي جون بولتون علنا بأن الولايات المتحدة تنظر إلى الأهداف الرقمية كوسيلة لتقول لـروسيا، أو أي شخص آخر يشارك في عمليات الكترونية ضدنا «أنت ستدفع الثمن».
سلاح أمريكا السيبراني
ـ ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن القوات الأمريكية قد اتخذت خطوات لزرع برامج ضارة داخل شبكة الكهرباء الروسية، ردا على عمليات الكرملين في الولايات المتحدة.
ـ يمكن أن تسبب العمليات الالكترونية الهجومية أطنانا من الأضرار الجانبية، كما حدث بعد أن أطلقت روسيا سلالة قوية من البرامج الضارة المعروفة باسم NotPetya في أوكرانيا.
ـ سرعان ما انتشر السلاح السيبراني على مستوى العالم، حيث قام بحبس أجهزة الكمبيوتر ومحو البيانات القيمة داخل الشركات، مثل شركة الأدوية العملاقة Merck وخط الشحن Maersk.
ـ قال مايكل دانييل، مستشار الأمن السيبراني السابق للرئيس باراك أوباما والرئيس التنفيذي الحالي لتحالف تهديدات الانترنت: لا نفهم حقا ما هي الأضرار الجانبية التي تبدو حقا. كان ذلك موجها إلى أوكرانيا، لكن كانت له تأثيرات غير متوقعة على الإطلاق.
ـ قال إن الهجوم الالكتروني على إيران قد تكون له عواقب مماثلة، خاصة إذا كانت طهران سترد باستخدام برنامج ضار مشابه لبرنامج NotPetya على أهداف أمريكية، وقال «لقد أظهروا بالتأكيد أنهم على استعداد لاستخدام البرمجيات الخبيثة المدمرة في شكل فيروسات المساحات».
ـ قال خبراء الأمن السيبراني إن طهران زادت بشكل كبير قدراتها على الانترنت منذ هجوم «ستوكس نت» الشهير.
رسالة واشنطن للعالم
وقال باتيمان «من الواضح أن إيران ممثل قوي القدرة في الفضاء الالكتروني»، وهو على الأرجح يمكن أن ينفذ المزيد من هجمات الفدية الشديدة، أو حتى ينفذ هجوما ناجحا على شبكة الكهرباء، ولكن إلى جانب الهجمات الباهظة على الشركات يخشى خبراء الأمن السيبراني من أن الشدة المتزايدة للهجمات الرقمية يمكن أن تؤدي في النهاية إلى إصابة جسدية أو حتى الموت، على سبيل المثال إذا قام المتسللون بإغلاق مستشفى.
وأضاف «قتل شخص ما سيكون أخطر شيء يمكن أن يحدث. ومن المعقول أن إيران يمكن أن تفعل شيئا كهذا، ويمكن أن يخلق ذلك ضغطا من أجل رد عسكري أمريكي».
في حين أن تهديد التصعيد هو أحد مخاطر اتخاذ موقف ترمب الأكثر عدوانية في الفضاء الالكتروني، فقد نجح رد الولايات المتحدة السيبراني الأشد على المتسللين الإيرانيين أو الروس في إرسال رسالة مفادها أن واشنطن لن تتسامح مع أي اختراق أو قرصنة. وأكد أن الولايات المتحدة ستواصل مسيرتها و»يتعين على الحكومة أن تفعل المزيد بشكل كبير لتمكين القطاع الخاص من الدفاع عن نفسه». وأشار إلى أن الشركات الصغيرة يمكنها الحصول على المزيد من المعلومات السرية حول التهديدات في الوقت الفعلي.
وأكد هاوس، مسؤول كونيتيكت، إن مرافق الطاقة غالبا ما تكون عمياء عن التهديدات التي تواجهها، لأن قلة من المنظمين لديهم تصاريح أمنية. وهذا يعني أنهم لا يملكون معلومات قابلة للتنفيذ.
هجوم الكتروني بدلا من القنابل
- وافق الرئيس الأمريكي دونالد ترمب على الهجوم السيبراني ضد فيلق الحرس الثوري الإيراني في 22 يونيو، بعد أيام من إسقاط طهران طائرة استطلاع بدون طيار
- قبل أيام من الهجوم السيبراني ألغى ترمب هجوما عسكريا تقليديا، قائلا إن الخسارة المتوقعة في الأرواح التي تقدر بنحو 150 شخصا لم تكن متناسبة مع إسقاط الطائرة
- يمثل الهجوم آخر فصل في العمليات الالكترونية الجارية بين الولايات المتحدة وإيران، مع سياسة »أقصى ضغط« التي تهدف إلى إنهاء طموحات طهران النووية
- دعا الرئيس القيادة السيبرانية الأمريكية إلى شن سلسلة من الهجمات لاستهداف أنظمة التحكم والقيادة وإلحاق أكبر قدر من الأضرار بالبنية التحتية، تماما مثل الهجمات المادية لكنها ليست بالوضوح نفسه
- قال متحدث باسم البنتاغون إن الهجمات الالكترونية الأمريكية نفذت لأن إيران أسقطت طائرة بدون طيار تحلق في مجالها الجوي، وكانت مسؤولة عن هجمات على ناقلات تمر عبر مضيق هرمز، بحسب عدد من الصحف الأمريكية
- ترمب استبدل القنابل بهجوم سيبراني على أهداف مركزة بعد علمه بالخسائر البشرية
- بولتون: سنقول لكل من يشارك في قرصنة الكترونية ضدنا «ستدفعون الثمن»
- المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية: الولايات المتحدة فتحت صندوق باندورا
- آرت هاوس: أخذنا الكثير من اللكمات في الفضاء.. لكننا سنفوز في المعركة
- مستشار أوباما: لقد أظهروا أنهم على استعداد لاستخدام البرمجيات الخبيثة المدمرة