الراجلة خلف الفرسان
الثلاثاء / 20 / ذو القعدة / 1440 هـ - 19:45 - الثلاثاء 23 يوليو 2019 19:45
المتابعون بصمت، فئة من الناس تلهث وراء الناجحين بحثا وتنقيبا، تفسيرا وتأويلا، تجدهم حاضرين في حسابك التويتري دون أن تعرفهم بسيماهم أو كلماتهم، فحساباتهم سرية وحضورهم يكتنفه الغموض وما بعد الغموض.
هؤلاء فئة تستمرئ الخوف والخجل وعدم مقارعة الآخرين، لكنهم متميزون في أرشفتك صورا ومقالات وتغريدات، مستوى الفضول عندهم يتخطى الذائقة وتحسسها والإحساس بها، أو المعلومة والاستفادة منها، هؤلاء يأتون وفي نفوسهم ونياتهم صورة نمطية إطارها جاهز وألوانها معدة، فقط ينتظرون اللحظة المناسبة ليحبسوك فيها وليقدموك للمجتمع وفق ما يريدونه وما يطلبه المشاهدون.
لهؤلاء الذين يشغلهم الآخرون في حضورهم وتجلياتهم نقول: هونوا عليكم فالبحث عن الحقيقة شيء، وتزويرها شيء آخر، ما تفعلونه هدر لأوقاتكم وتغييب لقدراتكم، وانشغال بالآخرين وانغماس في نجاحاتهم، تجعلكم مأزومين ومأسورين لحالات من الحسد والضغينة، وقد تكون محاولات لإعادة استنساخ الآخرين وإعادة تقديمهم وفق دواخلكم التي ترى كل شيء إلا أنفسكم الأمارة بالسوء والعياذ بالله.
هؤلاء المهرولون عبثا وراء الناجحين، هم الراجلة في كل رحلة نجاح، ففي تلك القصص يحسبهم الأسوياء مرضى من كثرة التأفف والتدقيق في كل صغيرة وكبيرة، يعرفون ولا يُعرفون، وينكرون ولا يُنكر عليهم، لأنهم مجرد أشياء نمطية عادية في مشهدنا الحياتي، لا طعم لها ولا لون.
قادرون على اجترار الصور القديمة وإعادة بعثها من جديد، هي زادهم وزيادتهم التي تعيدهم بعد حين إلى المربعات الأولى للنشأة والتفكير.
نقاد حادون تجاه خطوط الإنتاج الإبداعية التي يترصدونها ويتصيدون غثها ويتجاهلون سمينها، وقد تلجئهم خبراتهم وذائقتهم للاحتباس في كل شيء يخالف الجمال وأعرافه ودساتيره، وبعد الأسر الذي قيدوا به أنفسهم يصحون على عداوة جديدة ويبعثون الخصومات من مرقدها، لأن الخصومات طقوسهم، والكراهية زادهم الذي يقتادهم إلى اقتيات ذواتهم المثقلة بالنرجسية والبغض والبغضاء.
يخوضون حروبا بالوكالة، لأنهم أغبياء، وعندما يراد للنيران أن تُشعل لتحرق، يكونون شعلتها ولهيبها وخطبها وحطبها، وفي النهاية نهايتهم تلك الحالة الرمادية لونا ونهاية وطبيعة وكيمياء.
في عصور مضت كان الفرسان هم ورقة الحرب الرابحة، وكان بلاؤهم هو الفارق الذي يغير الموازين في منعطفات التاريخ، أما الراجلة فكانوا يرفدونهم ظاهريا، والحقيقة أنهم كانوا يحيَون في ظلهم ويتحسسون النجاة والمخرج خلفهم، وعند المغنم هم السابقون لنيله، فهم الأقرب للقاع، والأكثر تحررا لملامسته ومصافحته والإيناس به حالة وحياة.
أما الفرسان فقدرهم الصدر حياة والقلب ملاذا، لهم قضاياهم التي من أجلها يناضلون ولأجلها يموتون وبأجرها يرجون ويُحاسبون. للفرسان الذين يصنعون التاريخ ويكتبونه: أنتم ما ينفع الناس فيمكث في الأرض، وللراجلة: تظلون الزبد الذي وإن طال مكثه فيذهب جفاء معسوفا غير مأسوف عليه.
@alaseery2
هؤلاء فئة تستمرئ الخوف والخجل وعدم مقارعة الآخرين، لكنهم متميزون في أرشفتك صورا ومقالات وتغريدات، مستوى الفضول عندهم يتخطى الذائقة وتحسسها والإحساس بها، أو المعلومة والاستفادة منها، هؤلاء يأتون وفي نفوسهم ونياتهم صورة نمطية إطارها جاهز وألوانها معدة، فقط ينتظرون اللحظة المناسبة ليحبسوك فيها وليقدموك للمجتمع وفق ما يريدونه وما يطلبه المشاهدون.
لهؤلاء الذين يشغلهم الآخرون في حضورهم وتجلياتهم نقول: هونوا عليكم فالبحث عن الحقيقة شيء، وتزويرها شيء آخر، ما تفعلونه هدر لأوقاتكم وتغييب لقدراتكم، وانشغال بالآخرين وانغماس في نجاحاتهم، تجعلكم مأزومين ومأسورين لحالات من الحسد والضغينة، وقد تكون محاولات لإعادة استنساخ الآخرين وإعادة تقديمهم وفق دواخلكم التي ترى كل شيء إلا أنفسكم الأمارة بالسوء والعياذ بالله.
هؤلاء المهرولون عبثا وراء الناجحين، هم الراجلة في كل رحلة نجاح، ففي تلك القصص يحسبهم الأسوياء مرضى من كثرة التأفف والتدقيق في كل صغيرة وكبيرة، يعرفون ولا يُعرفون، وينكرون ولا يُنكر عليهم، لأنهم مجرد أشياء نمطية عادية في مشهدنا الحياتي، لا طعم لها ولا لون.
قادرون على اجترار الصور القديمة وإعادة بعثها من جديد، هي زادهم وزيادتهم التي تعيدهم بعد حين إلى المربعات الأولى للنشأة والتفكير.
نقاد حادون تجاه خطوط الإنتاج الإبداعية التي يترصدونها ويتصيدون غثها ويتجاهلون سمينها، وقد تلجئهم خبراتهم وذائقتهم للاحتباس في كل شيء يخالف الجمال وأعرافه ودساتيره، وبعد الأسر الذي قيدوا به أنفسهم يصحون على عداوة جديدة ويبعثون الخصومات من مرقدها، لأن الخصومات طقوسهم، والكراهية زادهم الذي يقتادهم إلى اقتيات ذواتهم المثقلة بالنرجسية والبغض والبغضاء.
يخوضون حروبا بالوكالة، لأنهم أغبياء، وعندما يراد للنيران أن تُشعل لتحرق، يكونون شعلتها ولهيبها وخطبها وحطبها، وفي النهاية نهايتهم تلك الحالة الرمادية لونا ونهاية وطبيعة وكيمياء.
في عصور مضت كان الفرسان هم ورقة الحرب الرابحة، وكان بلاؤهم هو الفارق الذي يغير الموازين في منعطفات التاريخ، أما الراجلة فكانوا يرفدونهم ظاهريا، والحقيقة أنهم كانوا يحيَون في ظلهم ويتحسسون النجاة والمخرج خلفهم، وعند المغنم هم السابقون لنيله، فهم الأقرب للقاع، والأكثر تحررا لملامسته ومصافحته والإيناس به حالة وحياة.
أما الفرسان فقدرهم الصدر حياة والقلب ملاذا، لهم قضاياهم التي من أجلها يناضلون ولأجلها يموتون وبأجرها يرجون ويُحاسبون. للفرسان الذين يصنعون التاريخ ويكتبونه: أنتم ما ينفع الناس فيمكث في الأرض، وللراجلة: تظلون الزبد الذي وإن طال مكثه فيذهب جفاء معسوفا غير مأسوف عليه.
@alaseery2