امرؤ القيس يثير الجدل بين الأدباء والجغرافيين
غادر الشعراء من متردم، ولكن البلدانيين لم يعرفوا الدار بعد، هذا ما يمكن تلخيصه من سبتية حمد الجاسر التي أقيمت أمس، حيث أكد بعض الباحثين المشتغلين بالبلدانيات أن الشعر كان ديوانا للجغرافيين
السبت / 9 / صفر / 1437 هـ - 14:30 - السبت 21 نوفمبر 2015 14:30
غادر الشعراء من متردم، ولكن البلدانيين لم يعرفوا الدار بعد، هذا ما يمكن تلخيصه من سبتية حمد الجاسر التي أقيمت أمس، حيث أكد بعض الباحثين المشتغلين بالبلدانيات أن الشعر كان ديوانا للجغرافيين. وأكد الباحثون استفادتهم من الشعر في تأليف المعاجم وتتبع الأماكن، ولكن هذه المعلومة لم توصلهم إلى التحديد النهائي للمواقع الواردة في معلقة امرئ القيس الشهيرة «قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل». والمحاضرة التي قدمها محمد الخيال وأدارها الدكتور عبدالعزيز بن لعبون كشفت عن اختلاف بين فريقين، يضم أحدهما حمد الجاسر، فيما يضم الآخر عبدالله بن خميس، حيث يرى كل منهما مكانا مختلفا لتحديد كل من «الدخول» و»حومل» في حين يتجه بعض الباحثين المعاصرين إلى أن المواقع التي يتم الإشارة إليها حاليا كأماكن مقصودة في قصيدة امرئ القيس، هي مواقع مزيفة. الشاعر سعود اليوسف طالب بتحديد المعيار البحثي الذي يستخدمه البلدانيون في تحديد هذه المواقع، مشيرا إلى أن المحاضرة لم تأت بأي إشارة أو تفنيد لمعلومات سابقة، في حين أخذ الدكتور عبدالعزيز المانع على المحاضر اعتماده على كتاب «معجم ما استعجم» معتبرا أنه أقل من أن يُعتمد عليه فيما يتعلق بمواقع الجزيرة العربية. في جانب آخر طالب عبدالله العسكر بالإشارة لجهد الباحثين عبدالله العنيزان، ومحمد الراشد اللذين أصدرا خرائط باستخدام الأقمار الصناعية، وهو ما علق عليه المحاضر بقوله: لقد جمعا كل ما هو مكتوب سابقا، ولم يقولا أي رأي حوله، في حين تساءل الشاعر سعد الغريبي ما الجدوى من تحديد مواقع تاريخية بهذه الدقة إذا كنا لن نهتم بها أو نستفيد منها ثقافيا أو أثريا أو سياحيا؟ورد المحاضر بأن البلدانيين يستمتعون بمجرد تحديد المواقع ولا يملكون إلزام أحد بزيارتها، وأشار إلى أن دورهم هو استكشاف معلومات حقيقية عن الإرث الحضاري وتمكين الجيل الجديد من معرفتها، مضيفا «واجبنا كأبناء للجزيرة العربية أن نصحح الأخطاء ونصحح التصحيح أيضا إذا تطلب الأمر».