تفاعل

النسب الموزونة والتخصصات المقرونة

دخيل سليمان المحمدي
في كل عام مثل هذا الوقت المتزامن مع فترة القبول في الجامعات نقرأ ونسمع التذمر والسب والشتم من بعض أولياء أمور الطلبة الذين لم يحالفهم الحظ في قبولهم بالكليات والتخصصات التي يرغبونها، وذلك بسبب تدني نسبهم الموزونة، والتي تعد مقياسا معرفيا، سواء في تسكينهم بعد السنة التحضيرية أو قبولهم بعد الثانوية.

لا أعلم متى يعي أولياء الأمور أن أبناءهم وبناتهم لم يتمكنوا من الحصول على النسب المؤهلة بحسب مستوياتهم العقلية في التحصيل الدراسي والمعرفي، وأنهم غير قادرين على دراسة التخصصات التي تحتاج النسب الأعلى، حيث إن كفاءاتهم الذهنية لا تمكنهم ولا تساعدهم في الوصول إلى ذلك المستوى المطلوب والمحدد لتلك التخصصات، وعليهم أن يعلموا أنه حتى وإن دخل أبناؤهم تلك التخصصات بأي ظرف كان فإنهم سيواجهون صعوبة تؤدي بهم إلى أبعاد نفسية تلازمهم بالمقارنة مع زملائهم.

فمثلا لو اخترنا طالبا نسبة تحصيله متدنية، وتم قبوله في كلية الطب حتما سيواجه صعوبة، وسيعاني من شعور النقص أمام زملائه الذين تخصصوا بنسبهم العالية، مما قد يسبب له حرجا بأنه أقل منهم معرفة ودراية، وربما تتحول الغيرة التي بداخله إلى حقد وحسد وعدوانية، ويصبح لديه شعور باحتياجه المستمر للآخرين، وبهذا يكون ظالما لنفسه ولقدراته بإقحامها في غير مكانها المناسب وإهدارا للوقت، فقبول الطالب بتخصص يفوق قدراته ومستواه العقلي ظلم له ولغيره باحتلاله مقعدا في غير تخصصه، وتركه بعد فترة قصيرة، مما يسبب إهدارا للموارد التي نحن بأمس الحاجة لها، فكل مقعد يحتله أحد الطلاب يعني أن هناك طالبا آخر لن يجد مكانا له في الجامعة.