التخريب استراتيجية إيران الجديدة لإزعاج جيرانها
الجمعة / 2 / ذو القعدة / 1440 هـ - 19:00 - الجمعة 5 يوليو 2019 19:00
عندما أشارت أصابع الاتهام نحو إيران، وحملت نظامها الداعم للإرهاب مسؤولية تخريب ناقلات النفط في خليج عمان خلال الفترة الماضية، كان المجتمع الدولي يراقب التحول الجديد في استراتيجية طهران، التي اتخذت من «التخريب» استراتيجية جديدة لابتزاز وإزعاج جيرانها.
ذهب الرئيس الأمريكي دونالد ترمب مباشرة إلى صلب الموضوع، وأشار إلى أن إيران وحدها تتحمل مسؤولية التخريب، وأشار إلى مقاطع الفيديو التي تقول واشنطن «إنها تظهر القوات الإيرانية على متن قارب صغير تزيل لغما لم ينفجر من على جسم إحدى السفن».
ولم يتأخر البنتاجون عن تقييم الحدث، وأكد مصدر في وزارة الدفاع الأمريكية أن لديهم معلومات تدل على أن مجموعات مدعومة من إيران وراء «عمليات تخريب» تستهدف قطاع النفط الخليجي، وقال المصدر «إن وكالات الأمن الوطني الأمريكية تعتقد الآن أن ميليشيات تابعة لإيران أو عناصر يعملون لحسابها ربما هاجموا ناقلات قرب دولة الإمارات».
استراتيجية إيران في التخريب لا تتوقف على ناقلات النفط فقط، بل امتدت بشكل كبير إلى البيئة، حيث ساهمت في تجفيف الأنهار والسدود والإضرار بالزراعة في الدول المجاورة وعلى وجه الخصوص العراق وأفغانستان.
ضرب مشاريع الكهرباء
أثر نقص المياه إلى نهر دجلة سلبا على توليد الكهرباء والطاقة المائية في العراق، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي بشكل متقطع. يتدفق نهرا الكرخية وكارون الإيرانيان في نهر شط العرب في العراق، لكن تحويل إيران لهذه الروافد عبر السدود قد يقلص الأراضي الرطبة في حور العظم، التي تمتد على طول الحدود المشتركة للبلدين، إلى ثلث حجمها السابق، وذلك بحسب موقع الدفاع الباكستاني.
الوضع في البصرة، في الطرف الجنوبي لنهر دجلة والفرات، شديد بشكل خاص بسبب انخفاض تدفق المياه في هذين النهرين، دجلة، التي تعبر البصرة، كانت في السابق المصدر الرئيس لمياه الشرب والزراعة في المدينة، اليوم جف جزء من نهر دجلة الذي يخدم البصرة فعليا بسبب تحويلات المياه الإيرانية والتركية إلى أعلى النهر. لم يعد تدفق مياه النهر في البصرة كافيا لتخفيف الملوثات الكيميائية والصناعية التي أدخلتها صناعة البترول العراقية إلى مجرى النهر، وذلك حسب مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية.
حذر الخبراء من أن سياسات إيران المتهورة تولد ظروف الجفاف في العراق، مشيرة إلى انخفاض مستويات المياه بوضوح في نهري دجلة والفرات، اعتبر السياسيون العراقيون أن سياسات إيران هي بمثابة إعلان حرب، حيث أدت إلى تصحر أكثر من 250،000 هكتار من الأراضي الزراعية وبدؤوا عملية إجبار العراقيين الذين يعتمدون على الصيد والزراعة على كسب رزقهم من 17 بلدة متأثرة والقرى.
لماذا؟
ساهمت أنظمة الأنهار المشتركة في زيادة التوترات بين إيران وأفغانستان بسبب التخريب المتواصل لطهران، على الرغم من أن إيران في هذه الحالة هي الطرف الأساسي في النزاع، حيث تعتبر الطلب المتزايد على المياه في أفغانستان وتطوير البنية التحتية للمياه يشكلان تهديدا للمحافظات الشرقية المنكوبة بالجفاف، وبالتالي لجأت إلى تدابير تخريبية لتأمين التدفق الكامل للأنهار الأفغانية إلى إيران، وذلك بحسب تقرير من رويترز.
ينبع نهران رئيسيان في أفغانستان ويتدفقان إلى إيران، هلمند وهيرود، والمعاهدة التي تم التوصل إليها في 1973 لضمان التدفق الكافي إلى إيران لم يتم تنفيذها بالكامل، والتي أعاقتها الثورة عام 1979 في إيران والغزو السوفيتي لأفغانستان. ومنذ سقوط حكومة طالبان، سعت أفغانستان إلى بناء سدود جديدة وإعادة تأهيل السدود القائمة لأغراض الطاقة الكهرومائية والري. ومن المتوقع أن يؤدي سد تم افتتاحه حديثا على هيرود إلى خفض التدفقات إلى إيران بنسبة 62 - 76%، وذلك بحسب الجارديان.
تهديدات روحاني
في كلمته أمام مؤتمر دولي في طهران حول مكافحة العواصف الرملية، تحدث الرئيس روحاني ضد خطط سد أفغانستان، محذرا من أنه «لا يمكننا أن نبقى غير مبالين بما يدمر بيئتنا ـ بناء العديد من السدود في أفغانستان - سدود كاجاكي وكمال خان وسيلما وغيرها من السدود في شمال وجنوب أفغانستان يؤثر على محافظات خراسان وسيستان وبلوشستان».
لم يكن تحذير روحاني تهديدا خاملا. تتهم إيران بتدريب وتسليح طالبان، على الرغم من الاختلافات الأيديولوجية، منذ عام 2006 كجزء من استراتيجية للعب كل الأطراف ضد بعضها البعض في أفغانستان لضمان أن أي حكومة تنبثق في أفغانستان ستكون ودية، أو على الأقل أضعف من أن تهدد المصالح الإيرانية.
وفي مقابل دعمها، سعت حركة طالبان إلى عرقلة بناء السدود وضمان التدفق الحر للمياه إلى إيران، وقد نفت إيران هذه المزاعم، وأصرت على أنها تستخدم الدبلوماسية فقط لتسوية نزاعات المياه مع إيران، وذلك بحسب معهد الشرق الأوسط ويعارض المسؤولون الأفغان هذا التأكيد، زاعمين أن الحرس الثوري الإيراني قد زود طالبان بأسلحة متطورة تهدف إلى تعطيل السدود المخالفة.
وأطلقت شرطة الحدود الإيرانية النار مرارا على القرويين الأفغان على طول نهر هيرود الذين سعوا إلى تحويل المياه من النهر لضمان مياه الشرب النقية، وقتلت شرطة الحدود الإيرانية ما لا يقل عن عشرة قرويين وجرحت كثيرين آخرين.
التوترات مع العراق
بحسب موقع أخبار الخليج، ووفقا لمسؤول في منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة «الفاو»، «كل دولة مجاورة للعراق، سواء تركيا أو إيران أو سوريا، تسيطر على تدفق المياه إلى العراق وفقا لمصالحها واحتياجاتها وظروفها دون التقيد بأي حصة أو نظر، البلد الذي يدفع الثمن هو دائما البلد الذي ينتهي فيه النهر في هذه الحالة العراق.
دمرت إيران وبتهور مصادر المياه المشتركة مع العراق، لتوليد الطاقة الكهرومائية، والاستخدام الزراعي، ومياه الشرب لشعبها. هذه الديناميكية كانت لها آثار ضارة في العراق.
يمثل نهرا دجلة والفرات 98% من إجمالي المياه السطحية في العراق، لكن تدفق المياه إلى هذه الممرات المائية القديمة يتعرض للخطر من جراء أنشطة إيران في المنبع. وتتدفق روافد عديدة في غرب إيران إلى نهر دجلة في العراق، مما يوفر ما يصل إلى 25% من متوسط التدفق السنوي لدجلة.
في عام 1975، توصلت إيران والعراق إلى اتفاق يحكم تدفق المياه عبر الحدود لأصغر الروافد، ولكن لم يتم التوصل إلى اتفاق على الإطلاق بشأن تقاسم الروافد الرئيسة.
مع عدم وجود اتفاق، شرعت إيران في قطع أو تحويل 42 من الأنهار والروافد المشتركة مع العراق، وفقا لمتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية. قامت إيران ببناء سدود متعددة على طول نهر ديالى، وهو أكبر روافد تغذي نهر دجلة من أجل تحويل المياه إلى مدينة كرمانشاه الإيرانية للشرب، والزراعة، والطاقة الكهرومائية.
ذهب الرئيس الأمريكي دونالد ترمب مباشرة إلى صلب الموضوع، وأشار إلى أن إيران وحدها تتحمل مسؤولية التخريب، وأشار إلى مقاطع الفيديو التي تقول واشنطن «إنها تظهر القوات الإيرانية على متن قارب صغير تزيل لغما لم ينفجر من على جسم إحدى السفن».
ولم يتأخر البنتاجون عن تقييم الحدث، وأكد مصدر في وزارة الدفاع الأمريكية أن لديهم معلومات تدل على أن مجموعات مدعومة من إيران وراء «عمليات تخريب» تستهدف قطاع النفط الخليجي، وقال المصدر «إن وكالات الأمن الوطني الأمريكية تعتقد الآن أن ميليشيات تابعة لإيران أو عناصر يعملون لحسابها ربما هاجموا ناقلات قرب دولة الإمارات».
استراتيجية إيران في التخريب لا تتوقف على ناقلات النفط فقط، بل امتدت بشكل كبير إلى البيئة، حيث ساهمت في تجفيف الأنهار والسدود والإضرار بالزراعة في الدول المجاورة وعلى وجه الخصوص العراق وأفغانستان.
ضرب مشاريع الكهرباء
أثر نقص المياه إلى نهر دجلة سلبا على توليد الكهرباء والطاقة المائية في العراق، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي بشكل متقطع. يتدفق نهرا الكرخية وكارون الإيرانيان في نهر شط العرب في العراق، لكن تحويل إيران لهذه الروافد عبر السدود قد يقلص الأراضي الرطبة في حور العظم، التي تمتد على طول الحدود المشتركة للبلدين، إلى ثلث حجمها السابق، وذلك بحسب موقع الدفاع الباكستاني.
الوضع في البصرة، في الطرف الجنوبي لنهر دجلة والفرات، شديد بشكل خاص بسبب انخفاض تدفق المياه في هذين النهرين، دجلة، التي تعبر البصرة، كانت في السابق المصدر الرئيس لمياه الشرب والزراعة في المدينة، اليوم جف جزء من نهر دجلة الذي يخدم البصرة فعليا بسبب تحويلات المياه الإيرانية والتركية إلى أعلى النهر. لم يعد تدفق مياه النهر في البصرة كافيا لتخفيف الملوثات الكيميائية والصناعية التي أدخلتها صناعة البترول العراقية إلى مجرى النهر، وذلك حسب مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية.
حذر الخبراء من أن سياسات إيران المتهورة تولد ظروف الجفاف في العراق، مشيرة إلى انخفاض مستويات المياه بوضوح في نهري دجلة والفرات، اعتبر السياسيون العراقيون أن سياسات إيران هي بمثابة إعلان حرب، حيث أدت إلى تصحر أكثر من 250،000 هكتار من الأراضي الزراعية وبدؤوا عملية إجبار العراقيين الذين يعتمدون على الصيد والزراعة على كسب رزقهم من 17 بلدة متأثرة والقرى.
لماذا؟
- تتميز السياسة الخارجية لإيران بأنشطة التدخل والتخريب المتكررة في شؤون جيرانها كجزء من استراتيجية الهيمنة الإقليمية.
- تركز السياسة الخارجية الإيرانية على دعمها للحركات الإرهابية وشن الحروب بالوكالة.
- تلعب قضايا البيئة والمياه دورا مهما في جهود الهيمنة الإيرانية للسيطرة على الدول المجاورة.
- تشترك إيران في عشرة من أنظمة الأنهار مع الدول المحيطة بها وتفتقر إلى ترتيبات ثنائية تسمح بالتوزيع العادل للمياه بينها وبين جيرانها.
- سعت إيران للسيطرة على مصادر المياه المشتركة، وخاصة مع العراق وأفغانستان.
- أعمال إيران التخريبية أدت إلى تفاقم ظروف الجفاف والتأثير سلبا على الزراعة في الدول المجاورة، مما ساهم بدوره في زيادة التوترات الإقليمية.
ساهمت أنظمة الأنهار المشتركة في زيادة التوترات بين إيران وأفغانستان بسبب التخريب المتواصل لطهران، على الرغم من أن إيران في هذه الحالة هي الطرف الأساسي في النزاع، حيث تعتبر الطلب المتزايد على المياه في أفغانستان وتطوير البنية التحتية للمياه يشكلان تهديدا للمحافظات الشرقية المنكوبة بالجفاف، وبالتالي لجأت إلى تدابير تخريبية لتأمين التدفق الكامل للأنهار الأفغانية إلى إيران، وذلك بحسب تقرير من رويترز.
ينبع نهران رئيسيان في أفغانستان ويتدفقان إلى إيران، هلمند وهيرود، والمعاهدة التي تم التوصل إليها في 1973 لضمان التدفق الكافي إلى إيران لم يتم تنفيذها بالكامل، والتي أعاقتها الثورة عام 1979 في إيران والغزو السوفيتي لأفغانستان. ومنذ سقوط حكومة طالبان، سعت أفغانستان إلى بناء سدود جديدة وإعادة تأهيل السدود القائمة لأغراض الطاقة الكهرومائية والري. ومن المتوقع أن يؤدي سد تم افتتاحه حديثا على هيرود إلى خفض التدفقات إلى إيران بنسبة 62 - 76%، وذلك بحسب الجارديان.
تهديدات روحاني
في كلمته أمام مؤتمر دولي في طهران حول مكافحة العواصف الرملية، تحدث الرئيس روحاني ضد خطط سد أفغانستان، محذرا من أنه «لا يمكننا أن نبقى غير مبالين بما يدمر بيئتنا ـ بناء العديد من السدود في أفغانستان - سدود كاجاكي وكمال خان وسيلما وغيرها من السدود في شمال وجنوب أفغانستان يؤثر على محافظات خراسان وسيستان وبلوشستان».
لم يكن تحذير روحاني تهديدا خاملا. تتهم إيران بتدريب وتسليح طالبان، على الرغم من الاختلافات الأيديولوجية، منذ عام 2006 كجزء من استراتيجية للعب كل الأطراف ضد بعضها البعض في أفغانستان لضمان أن أي حكومة تنبثق في أفغانستان ستكون ودية، أو على الأقل أضعف من أن تهدد المصالح الإيرانية.
وفي مقابل دعمها، سعت حركة طالبان إلى عرقلة بناء السدود وضمان التدفق الحر للمياه إلى إيران، وقد نفت إيران هذه المزاعم، وأصرت على أنها تستخدم الدبلوماسية فقط لتسوية نزاعات المياه مع إيران، وذلك بحسب معهد الشرق الأوسط ويعارض المسؤولون الأفغان هذا التأكيد، زاعمين أن الحرس الثوري الإيراني قد زود طالبان بأسلحة متطورة تهدف إلى تعطيل السدود المخالفة.
وأطلقت شرطة الحدود الإيرانية النار مرارا على القرويين الأفغان على طول نهر هيرود الذين سعوا إلى تحويل المياه من النهر لضمان مياه الشرب النقية، وقتلت شرطة الحدود الإيرانية ما لا يقل عن عشرة قرويين وجرحت كثيرين آخرين.
التوترات مع العراق
بحسب موقع أخبار الخليج، ووفقا لمسؤول في منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة «الفاو»، «كل دولة مجاورة للعراق، سواء تركيا أو إيران أو سوريا، تسيطر على تدفق المياه إلى العراق وفقا لمصالحها واحتياجاتها وظروفها دون التقيد بأي حصة أو نظر، البلد الذي يدفع الثمن هو دائما البلد الذي ينتهي فيه النهر في هذه الحالة العراق.
دمرت إيران وبتهور مصادر المياه المشتركة مع العراق، لتوليد الطاقة الكهرومائية، والاستخدام الزراعي، ومياه الشرب لشعبها. هذه الديناميكية كانت لها آثار ضارة في العراق.
يمثل نهرا دجلة والفرات 98% من إجمالي المياه السطحية في العراق، لكن تدفق المياه إلى هذه الممرات المائية القديمة يتعرض للخطر من جراء أنشطة إيران في المنبع. وتتدفق روافد عديدة في غرب إيران إلى نهر دجلة في العراق، مما يوفر ما يصل إلى 25% من متوسط التدفق السنوي لدجلة.
في عام 1975، توصلت إيران والعراق إلى اتفاق يحكم تدفق المياه عبر الحدود لأصغر الروافد، ولكن لم يتم التوصل إلى اتفاق على الإطلاق بشأن تقاسم الروافد الرئيسة.
مع عدم وجود اتفاق، شرعت إيران في قطع أو تحويل 42 من الأنهار والروافد المشتركة مع العراق، وفقا لمتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية. قامت إيران ببناء سدود متعددة على طول نهر ديالى، وهو أكبر روافد تغذي نهر دجلة من أجل تحويل المياه إلى مدينة كرمانشاه الإيرانية للشرب، والزراعة، والطاقة الكهرومائية.
- الفاو: تهور نظام الملالي أسهم في تدمير مصادر المياه مع العراق
- أنشطة طهران المريبة ساهمت في تجفيف نهري دجلة والفرات
- سياسات الحكومة الإيرانية أدت إلى تصحر 250 ألف هكتار زراعي