أنا الطبيب
الأربعاء / 30 / شوال / 1440 هـ - 19:30 - الأربعاء 3 يوليو 2019 19:30
أي عملية إنتاجية لا بد أن يسودها التكامل والتفاهم، من خلال صلاحيات ووصف وظيفي يحدد مهام العاملين، كل حسب تخصصه وطبيعة عمله.
والمنظومة الصحية منظومة كبيرة ومتعددة على مستوى المهام وطبيعة الأعمال، يفترض فيها أن تصب في مصلحة المريض.
الطبيب أولا عرف سائد في هذه المنظومات، ومن الناحية النظرية والاجتماعية يسهل قبول هذا المبدأ، خاصة عندما تبدأ العملية العلاجية للمريض، فيكون الطبيب هو حجر الزاوية، منه يبدأ القرار الأساس وعلى الجميع التماهي والانسجام مع هذا القرار خدمة للمريض ومتطلبات علاجه.
لكن العملية العلاجية - كما هو معروف - لا تقتصر على الطبيب ومهاراته ومعارفه الكثيرة، فهناك فئات تردفه حضورا وتطبيبا ومساعدة.
هذه الفئات مهيأة ومدربة للوفاء بالتزاماتها تجاه المريض والدفع بالعملية الصحية العلاجية إلى مرافئ الشفاء والنجاة من الأمراض.
ما يحصل أن بعض هؤلاء الأطباء يتجاهل هذه الفئات ويهمل رأيها فيما يخص دائرة اهتماماتها وقدراتها وتخصصها، في أسلوب لا يتماهى ولا ينسجم مع روح الفريق الواحد الذي يفترض أن يقوده الطبيب بحكمة وعدل وروية.
إن مفاهيم الجودة المطبقة في المرافق الصحية وغيرها تؤكد دائما وتشيد وتشير إلى روح الفريق الواحد، وإلى الهياكل التنظيمية كجزء أصيل من الجودة التي تبنى على أسس علمية صحيحة تراعي الاحتياج وتسلسل المهام وانسياب الأعمال.
إن بعض الأطباء يمارس فوقية على العاملين من الفئات الأخرى، هذه الممارسات يمكن تصنيفها كنوع من الديكتاتورية الناعمة التي تجعل الطبيب مركزا أصيلا، والباقين جهات طرفية لا يشعر بوجودها وإنجازها، وهذا ظلم للمبادئ الصحية ومفاهيم الجودة وللمريض، قبل أن يكون ظلما للفئات المساندة الأخرى التي تحترق وتضحي في سبيل المريض وخدمته ورجاء شفائه.
أنا لا أتحدث عن أسلوب إداري محدد، أو أسقط على شخص بعينه، إنما عن بروتوكول عرفي علاجي خاطئ، يخص المريض، هذا العرف يتجاهل الفئات الصحية المساعدة والمساندة ويهمش دورها، ويغض الطرف عن إنجازاتها، وعندما يُطلب هذا الطبيب المعالج للنقاش ويشار عليه برأي فني صحيح بعيد عن تخصصه ويخدم المريض، تأخذه العزة بالإثم، ويردد العبارة الشهيرة :أنا الدكتور وأنت الفني!
@alaseery2
والمنظومة الصحية منظومة كبيرة ومتعددة على مستوى المهام وطبيعة الأعمال، يفترض فيها أن تصب في مصلحة المريض.
الطبيب أولا عرف سائد في هذه المنظومات، ومن الناحية النظرية والاجتماعية يسهل قبول هذا المبدأ، خاصة عندما تبدأ العملية العلاجية للمريض، فيكون الطبيب هو حجر الزاوية، منه يبدأ القرار الأساس وعلى الجميع التماهي والانسجام مع هذا القرار خدمة للمريض ومتطلبات علاجه.
لكن العملية العلاجية - كما هو معروف - لا تقتصر على الطبيب ومهاراته ومعارفه الكثيرة، فهناك فئات تردفه حضورا وتطبيبا ومساعدة.
هذه الفئات مهيأة ومدربة للوفاء بالتزاماتها تجاه المريض والدفع بالعملية الصحية العلاجية إلى مرافئ الشفاء والنجاة من الأمراض.
ما يحصل أن بعض هؤلاء الأطباء يتجاهل هذه الفئات ويهمل رأيها فيما يخص دائرة اهتماماتها وقدراتها وتخصصها، في أسلوب لا يتماهى ولا ينسجم مع روح الفريق الواحد الذي يفترض أن يقوده الطبيب بحكمة وعدل وروية.
إن مفاهيم الجودة المطبقة في المرافق الصحية وغيرها تؤكد دائما وتشيد وتشير إلى روح الفريق الواحد، وإلى الهياكل التنظيمية كجزء أصيل من الجودة التي تبنى على أسس علمية صحيحة تراعي الاحتياج وتسلسل المهام وانسياب الأعمال.
إن بعض الأطباء يمارس فوقية على العاملين من الفئات الأخرى، هذه الممارسات يمكن تصنيفها كنوع من الديكتاتورية الناعمة التي تجعل الطبيب مركزا أصيلا، والباقين جهات طرفية لا يشعر بوجودها وإنجازها، وهذا ظلم للمبادئ الصحية ومفاهيم الجودة وللمريض، قبل أن يكون ظلما للفئات المساندة الأخرى التي تحترق وتضحي في سبيل المريض وخدمته ورجاء شفائه.
أنا لا أتحدث عن أسلوب إداري محدد، أو أسقط على شخص بعينه، إنما عن بروتوكول عرفي علاجي خاطئ، يخص المريض، هذا العرف يتجاهل الفئات الصحية المساعدة والمساندة ويهمش دورها، ويغض الطرف عن إنجازاتها، وعندما يُطلب هذا الطبيب المعالج للنقاش ويشار عليه برأي فني صحيح بعيد عن تخصصه ويخدم المريض، تأخذه العزة بالإثم، ويردد العبارة الشهيرة :أنا الدكتور وأنت الفني!
@alaseery2