لا مساومات على حسابنا
الأربعاء / 23 / شوال / 1440 هـ - 19:30 - الأربعاء 26 يونيو 2019 19:30
إنه عالم اللا معقول، عالم لا مكان فيه للمثل أو القيم أو الأخلاق أو المبادئ السامية، عالم محكوم بالمصالح والمؤامرات والدسائس والميكافيلية، والمزاج الشخصي أحيانا! إذا كنت إنسانا نقيا ومثاليا لن تستطيع السباحة في هذا العالم، سوف يجرفك الموج وتغرق، وحتى لا يحدث ذلك، عليك أن تجيد العوم وتظل يقظا، فمن لم يكن ذئبا أكلته الذئاب، كما يقولون.
يتمثل هذا العالم أوضح ما يكون في الأحداث الجارية في منطقة الخليج العربي وكيفية التعامل مع التهديد الإيراني لأكثر المناطق المهمة في العالم.
ما تقوم به إيران منذ «ثورة» الخميني واضح تماما وهو استعادة «المجد» الفارسي الغابر. في الماضي، لم يكن للفرس مشروع حضاري عندما احتلوا العراق وبلاد الشام ومصر وبعض مناطق اليمن. كان همهم الغزو والنهب، إلى أن انهزموا على يد الرومان ثم قضى جيش العرب المسلمين أيام عمر بن الخطاب على مملكة فارس، لذلك فهم لم ينسوا هذه الهزيمة ولا يزالون يحجون إلى قبر «أبولؤلؤة» المجوسي الذي اغتال ابن الخطاب.
وبسبب غياب أي مشروع حضاري لم يترك الفرس وراءهم أي أثر يذكر يدل على مساهمتهم في حركة التقدم الإنساني، على العكس من الرومان مثلا، مع أن كلا منهما كان قوة غزو واحتلال.
من القرن السادس عشر حتى القرن الثامن عشر حاول ملوك الفرس استعادة نفوذهم في آسيا الوسطى، لكنهم انهزموا في خمسة حروب مع روسيا التي تدعم إيران حاليا.
عندما حدثت «ثورة» الخميني الذي كانت تستضيفه فرنسا، اعتقد كثيرون أن التغيير سوف يكون أفضل من حكم الشاه، لكن الذين حلموا بالتغيير أصيبوا بالصدمة عندما تبينت لهم حقيقة مشروع العمائم في تصدير «الثورة» الطائفية إلى المنطقة العربية والخليجية بالذات، والتي توظف مئات الآلاف من العمالة الإيرانية.
كان واضحا من حرب الثماني سنوات على العراق أن إيران لا تريد العيش بسلام مع جيرانها، فأخذت تعبث بأمن المنطقة وضرب استقرارها إما مباشرة أو من خلال أدواتها كما حدث في سلسلة التفجيرات في الكويت في عام 1983، ومحاولة اغتيال أميرها آنذاك الشيخ جابر الأحمد الضباح عام 1985، فإيران تهدف إلى إنشاء هلال شيعي يمتد من العراق وسوريا ولبنان وتغذي الطائفية في اليمن من خلال الحوثيين، وتفجيرات حدثت في ميناء الفجيرة وخليج عمان ضد سفن غربية، وتعرضت مطارات المملكة المدنية لاعتداءات بصواريخ كروز وتخطيط متعمد لإضعاف المملكة وتقوية إيران وتمرير أجندات معينة.
المملكة تيقنت من جدية الخطر الإيراني، فعرضت مبادرات متعددة لوقفه، لكن إيران لم تتجاوب مع هذه المبادرات، فأصبحت المملكة في مواجهة مباشرة مع الخطر القادم من اليمن، والأكيد أن المملكة لا تريد الحرب، لكنها لا تستسلم. ولي العهد سيشارك في قمة العشرين التي ستعقد في اليابان نهاية الشهر الحالي، وهو بالتأكيد سيضع المشاركين أمام مسؤولياتهم في وقف الخطر الإيراني، فالمساومات السياسية يجب ألا تكون على حسابنا!
@ alharbit1
يتمثل هذا العالم أوضح ما يكون في الأحداث الجارية في منطقة الخليج العربي وكيفية التعامل مع التهديد الإيراني لأكثر المناطق المهمة في العالم.
ما تقوم به إيران منذ «ثورة» الخميني واضح تماما وهو استعادة «المجد» الفارسي الغابر. في الماضي، لم يكن للفرس مشروع حضاري عندما احتلوا العراق وبلاد الشام ومصر وبعض مناطق اليمن. كان همهم الغزو والنهب، إلى أن انهزموا على يد الرومان ثم قضى جيش العرب المسلمين أيام عمر بن الخطاب على مملكة فارس، لذلك فهم لم ينسوا هذه الهزيمة ولا يزالون يحجون إلى قبر «أبولؤلؤة» المجوسي الذي اغتال ابن الخطاب.
وبسبب غياب أي مشروع حضاري لم يترك الفرس وراءهم أي أثر يذكر يدل على مساهمتهم في حركة التقدم الإنساني، على العكس من الرومان مثلا، مع أن كلا منهما كان قوة غزو واحتلال.
من القرن السادس عشر حتى القرن الثامن عشر حاول ملوك الفرس استعادة نفوذهم في آسيا الوسطى، لكنهم انهزموا في خمسة حروب مع روسيا التي تدعم إيران حاليا.
عندما حدثت «ثورة» الخميني الذي كانت تستضيفه فرنسا، اعتقد كثيرون أن التغيير سوف يكون أفضل من حكم الشاه، لكن الذين حلموا بالتغيير أصيبوا بالصدمة عندما تبينت لهم حقيقة مشروع العمائم في تصدير «الثورة» الطائفية إلى المنطقة العربية والخليجية بالذات، والتي توظف مئات الآلاف من العمالة الإيرانية.
كان واضحا من حرب الثماني سنوات على العراق أن إيران لا تريد العيش بسلام مع جيرانها، فأخذت تعبث بأمن المنطقة وضرب استقرارها إما مباشرة أو من خلال أدواتها كما حدث في سلسلة التفجيرات في الكويت في عام 1983، ومحاولة اغتيال أميرها آنذاك الشيخ جابر الأحمد الضباح عام 1985، فإيران تهدف إلى إنشاء هلال شيعي يمتد من العراق وسوريا ولبنان وتغذي الطائفية في اليمن من خلال الحوثيين، وتفجيرات حدثت في ميناء الفجيرة وخليج عمان ضد سفن غربية، وتعرضت مطارات المملكة المدنية لاعتداءات بصواريخ كروز وتخطيط متعمد لإضعاف المملكة وتقوية إيران وتمرير أجندات معينة.
المملكة تيقنت من جدية الخطر الإيراني، فعرضت مبادرات متعددة لوقفه، لكن إيران لم تتجاوب مع هذه المبادرات، فأصبحت المملكة في مواجهة مباشرة مع الخطر القادم من اليمن، والأكيد أن المملكة لا تريد الحرب، لكنها لا تستسلم. ولي العهد سيشارك في قمة العشرين التي ستعقد في اليابان نهاية الشهر الحالي، وهو بالتأكيد سيضع المشاركين أمام مسؤولياتهم في وقف الخطر الإيراني، فالمساومات السياسية يجب ألا تكون على حسابنا!
@ alharbit1