العالم

عقوبات أمريكا تصيب طهران بالجنون

روحاني يحلم بالعودة للاتفاق النووي.. والمرشد غاضب من الإهانات

حسن روحاني
أصابت العقوبات الأمريكية الجديدة التي طالت المرشد الأعلى علي خامنئي ووزير الخارجية محمد جواد ظريف وعددا من قادة الحرس الثوري، نظام الملالي بالجنون، ووضعته في خانة ضيقة جدا، ولا سيما أن الأمر يتعلق هذه المرة بالمرشد، الآمر الناهي في نظام ديكتاتوري قمعي.

وأثار القرار الأمريكي جملة من التساؤلات حول أثره على النظام الإيراني، وتبعاته على مستقبل إدارة إيران، في ظل إحجام رأس النظام وأبرز مسؤوليه عن التحكم في أصول مالية أساسية.

وعلق الكاتب الإيراني فرامز دافر على القرار قائلا «هذه هي المرة الأولى التي يدرج فيها المرشد الإيراني ومكتبه، (الذي وصفه بالأداة التي يدير عن طريقها المرشد البلاد)، على قائمة العقوبات بقرار رسمي موقع من الرئيس الأمريكي دونالد ترمب».

واعتبر في مقال نشره أمس الأول على موقع «إيران واير» أن قرار الرئيس ترمب سيمنح واشنطن صلاحيات واسعة للغاية من أجل فرض مزيد من العقوبات على نظام طهران.

ولفت الكاتب الإيراني إلى أن الإدارات الأمريكية السابقة فرضت عقوبات على دائرة المؤسسات المقربة من خامنئي، كان أبرزها مؤسسة تنفيذ أوامر الإمام، وتعد إمبراطورية اقتصادية كبرى يقدر رأسمالها بحوالي 100 مليون دولار، وتدار تحت إشراف المرشد الإيراني، لكنها لم تقدم على إدراج شخص المرشد أو مكتبه.

وقال: إن الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس السابق باراك أوباما لم تدرج شخص المرشد في قائمة العقوبات، بهدف عدم تأكيد فرضية الإيرانيين التي تقول إن الأمريكيين يعملون على تغيير النظام في طهران.

وتابع الكاتب الإيراني «لكن الإدارة الأمريكية في الوقت الحالي تعدت تلك المرحلة، ولا سيما بعد تصعيد النظام الإيراني للتوتر، إذ وضعت أقوى مسؤول على رأس النظام ومكتبه على قائمة العقوبات، الأمر الذي سيكون له تبعات طويلة المدى على اقتصاد وسياسة إيران».

رغبة روحاني

وفي محاولة يائسة للتهدئة طالب الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس الولايات المتحدة بالعودة إلى الاتفاق النووي من أجل خفض التوترات في المنطقة. وقال خلال اجتماع لحكومته «لا يمكننا إلا أن نقول للأمريكيين إن طريقتكم بالانسحاب من الاتفاق خاطئة»، وشدد على أنه يتعين على الجانب الأمريكي الوفاء بالالتزامات المنصوص عليها في الاتفاق الذي وقعه.

وأضاف «العودة إلى الاتفاق النووي هي الطريق الأقصر لتأمين مصالح جميع الأطراف، كما أنها في مصلحة العالم والمنطقة، وخاصة فيما يتعلق بمعاهدة عدم الانتشار النووي»، وأكد أن إيران لن تدخل في مفاوضات مع الولايات المتحدة إلا إذا عادت إلى الاتفاق النووي ورفعت العقوبات. وحذر الولايات المتحدة من القيام بأي عمل عسكري ضد إيران بعد إسقاطها طائرة أمريكية بدون طيار الأسبوع الماضي. وشدد على أن «انتهاك حدودنا هو خط أحمر بالنسبة لنا».

إهانة المرشد

وأكد المرشد الإيراني علي خامنئي أن الجمهورية الإيرانية لن تتراجع أمام العقوبات والإهانات الأمريكية. ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإيرانية (إرنا) عنه قوله أمس «إيران لن تتراجع أمام العقوبات الأمريكية القاسية والإهانات. وضغوط الأعداء الظالمين مهما بلغت لن تؤثر على الشعب الإيراني».

ووصف الدعوة الأمريكية للتفاوض بأنها «خداع». وقال «عندما فشل العدو في الوصول إلى هدفه بفرض الضغوط يقترح إجراء المفاوضات لأنه يتصور أن الشعب الإيراني ساذج».

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وقع أخيرا أمرا تنفيذيا بفرض عقوبات جديدة «مؤثرة بقوة» ضد إيران، تستهدف بشكل خاص المرشد الأعلى للثورة الإيرانية وعددا من قادة الحرس الثوري. وأعلن البيت الأبيض أنه يجري التخطيط لفرض عقوبات على وزير الخارجية محمد جواد ظريف.