يستمر الفنان صديق واصل في تشكيل خامة الحديد العصية ويصنع منها فنا مفاهيميا مغايرا يرتكز على فكر فن ما بعد المنحوتة، وفي معرضه الشخصي السابع »رغم كل الصعاب« الذي افتتحه الثلاثاء بجاليري أثر جدة، يعرض 22 عملا تركيبيا لخامة الحديد طوعها بما تمليه عليه حاسته الفنية.

صعوبات الحياة

وأكد واصل أنه برغم كل الصعاب التي يواجهها الإنسان يجب أن يستمر في العطاء والعمل، ويضيف »أردت أن أقول لزائر المعرض إنني أواجه صعوبات لا حصر لها في تشكيل الحديد والخروج منه بعمل فني وإنه لم يبق جزء في جسدي إلا وبه حرق أو جرح، ناهيك عن الصعوبات التي تقابلني في إيجاد خردة الحديد والصفيح والأسياخ، فكثيرا ما أذهب إلى البحث عنها في السكراب ومواقع تشليح السيارات وغيرها من الأماكن التي لا يتوقعها المتلقي«.

حاء ولام

ويشرح تنظيم معرضه قائلا »في المدخل وضعت عملين ضخمين يجسدان حرفي »الحاء واللام« بخط الرقعة، في إشارة للزائر بأن هذه الصعوبات لا بد أن لها حلا، وعند دخوله للمعرض سيجد أن الحل يتمثل في تعبيرية الأشكال الحديدية التي اهتممت في كل واحد منها أن أنقل معنى معينا، وهي لن تغيب عن فطنة الجمهور الذي يشاهدها«.

صرخات

وحول أعماله الـ6 التي تظهر بعض المجسمات لأشخاص داخل قوارير زجاجية، وصفها بأنها صرخات لشخوص مسجونين يحاولون التحرر من أسرهم المتمثل في صعوبات الحياة المعاصرة وترك لهم غطاء القارورة مفتوحا، لأن باب الأمل لن يغلق.

مفاهيم الأعمال

أما عملاه »تمهل، والطريق مغلق«، فهما لافتات حقيقية وجدها مهملة في أحد مكبات النفايات، ويقول: أردت أن أقول من خلالها إنها تمثل رسالة للإنسان بأن يتمهل في كل أموره، وإذا وصل إلى طريق مغلق فعليه أن يتراجع. وفي أعماله التي تجسد الوجوه يرى صديق واصل أن خروجه من النمط التقليدي في تجسيدها يتناوله من منظور مفاهيمي، ويعود إلى قناعته أنه »لا وجود لوجه حقيقي متكامل في هذه الحياة، فتعبيرات الوجوه التي أصنعها تمثل محاولات لفك رموز شفراتها الموحية بكثير من مكابدات الحياة«.