صفصفة ثقافية!
الثلاثاء / 22 / شوال / 1440 هـ - 20:30 - الثلاثاء 25 يونيو 2019 20:30
إن صفصفة الكتب، وأكواب القهوة، والورود، والموسيقى المنبعثة من زوايا المقهى؛ قد تشكل مظهرا ثقافيا أنيقا، لكنها لا تغني شيئا عن جوهر الثقافة المرقوم في كتاب الطبيعة.
جرب أن تقرأ سطرا في صفحة السماء ونجومها المتلامعة، سطرا في هيبة الجبال، جلال الصحراء، ارتعاشة الماء، حفيف الأغصان، تغريد الطيور، نشوة الصباح، سكون الليل، هدير الموج، انسكابات القمر، همهمة الرياح، التماع البرق، دوي الرعد، انهمار المطر، حركة الناس في محطات السفر، مشاعرهم في الأفراح والأتراح، تعاملاتهم الحياتية، مقدار التفاوت في أشكالهم، وألوانهم، وأخلاقهم، وعقولهم، وأذواقهم، وأرزاقهم، وصحتهم، ومواهبهم.
أنصت إلى أنين المستشفيات، تنهيدة السجون، صمت المقابر!
تأمل النظرة البريئة في عيون الأشرار، والنظرة الماكرة في عيون الأخيار!
اقرأ في هذا السفر الوجودي وأضمن لك أن تلامس جوهر الثقافة الحقة، وأن تسمع قلبها النابض تحت «السطح المبرقش»، وتصبح فيلسوفا كالفلاسفة العظماء الذين نهلوا من معين الحكمة المستجنة في أحشاء الوجود.
تعمق بفكرك في هذا الكون، فإن اللآلئ تستوطن الأعماق، والطحالب تطفو على السطوح!
يا له من كتاب عجيب لا يحتاج منك إلى قهوة مستوردة لتحتسيها بتلذذ، ولا إلى أثاث عصري فاخر تتمدد فوقه بارتياح، ولا إلى موسيقى خافتة (تبغرش) المشاعر، أبدا لا يحتاج إلى كل هذا التكلف في تجسيد الثقافة وتنميق مظهرها الخارجي، فكل ما تحتاجه تخصيص بعض الوقت لتأمل الجمال والإبداع المبثوثين في كل ما حولنا.
وختامها مسك المشاعر وقصيدة للشاعر حليم دموس يتغزل في الطبيعة، ويحث فتاته على تأمل جمالها، والتعرف على أسرارها والمعاني الروحية الكامنة في أعماقها:
قفي بين الخمائل يا فتاتي
لأسمعك الدروس الباقيات
فهذا الكون سفر قد تجلت
به أسمى المعاني الرائعات
فما مثل الطبيعة يا فتاتي
ففي صفحاتها معنى الحياة
هنالك بلبل الغابات يشدو
على أفنانه هزجا طروبا
هناك الماء بين الروض يجري
طليقا لا يمل من الخرير
فكوني كالجداول يا فتاتي
ففي أصواتها معنى الحياة
أرى أيامنا تأتي وتمضي
كنغمة طائر وخرير ماء
ولا يبقى سوى ذكر جميل
يفوح شذاه في هذا البقاء
ففي أجسامنا معنى فناء
وفي أرواحنا معنى الحياة
جرب أن تقرأ سطرا في صفحة السماء ونجومها المتلامعة، سطرا في هيبة الجبال، جلال الصحراء، ارتعاشة الماء، حفيف الأغصان، تغريد الطيور، نشوة الصباح، سكون الليل، هدير الموج، انسكابات القمر، همهمة الرياح، التماع البرق، دوي الرعد، انهمار المطر، حركة الناس في محطات السفر، مشاعرهم في الأفراح والأتراح، تعاملاتهم الحياتية، مقدار التفاوت في أشكالهم، وألوانهم، وأخلاقهم، وعقولهم، وأذواقهم، وأرزاقهم، وصحتهم، ومواهبهم.
أنصت إلى أنين المستشفيات، تنهيدة السجون، صمت المقابر!
تأمل النظرة البريئة في عيون الأشرار، والنظرة الماكرة في عيون الأخيار!
اقرأ في هذا السفر الوجودي وأضمن لك أن تلامس جوهر الثقافة الحقة، وأن تسمع قلبها النابض تحت «السطح المبرقش»، وتصبح فيلسوفا كالفلاسفة العظماء الذين نهلوا من معين الحكمة المستجنة في أحشاء الوجود.
تعمق بفكرك في هذا الكون، فإن اللآلئ تستوطن الأعماق، والطحالب تطفو على السطوح!
يا له من كتاب عجيب لا يحتاج منك إلى قهوة مستوردة لتحتسيها بتلذذ، ولا إلى أثاث عصري فاخر تتمدد فوقه بارتياح، ولا إلى موسيقى خافتة (تبغرش) المشاعر، أبدا لا يحتاج إلى كل هذا التكلف في تجسيد الثقافة وتنميق مظهرها الخارجي، فكل ما تحتاجه تخصيص بعض الوقت لتأمل الجمال والإبداع المبثوثين في كل ما حولنا.
وختامها مسك المشاعر وقصيدة للشاعر حليم دموس يتغزل في الطبيعة، ويحث فتاته على تأمل جمالها، والتعرف على أسرارها والمعاني الروحية الكامنة في أعماقها:
قفي بين الخمائل يا فتاتي
لأسمعك الدروس الباقيات
فهذا الكون سفر قد تجلت
به أسمى المعاني الرائعات
فما مثل الطبيعة يا فتاتي
ففي صفحاتها معنى الحياة
هنالك بلبل الغابات يشدو
على أفنانه هزجا طروبا
هناك الماء بين الروض يجري
طليقا لا يمل من الخرير
فكوني كالجداول يا فتاتي
ففي أصواتها معنى الحياة
أرى أيامنا تأتي وتمضي
كنغمة طائر وخرير ماء
ولا يبقى سوى ذكر جميل
يفوح شذاه في هذا البقاء
ففي أجسامنا معنى فناء
وفي أرواحنا معنى الحياة