الرأي

الكُتاب في (بورصة) الإبداع

علي أحمد المطوع
لو افترضنا أن هيئة ثقافية أو مرجعية فكرية قررت فتح سوق أسهم للكتابة، هذا السوق يحضر فيه الكاتب من خلال نتاجه الكتابي والمعرفي ومساهماته في إثراء نفسه ومجتمعه.

الفكرة خيالية، ولكن دعونا نتخيل هذا الواقع ونرى مدى نجاعته في زيادة المسافة بين الزبد الذي يذهب جفاء، وبين ما يمكث في العقول مؤثرا لينفع الناس.

الكتاب أنواع وأشكال، بعضهم حاضر بخلفية فكرية ومعرفية، تساعده في اقتناص اللحظة الفارقة ليكتب شيئا ينفع الناس، وبعضهم مجتهد يقرأ ويكتب ويتابع ردود الأفعال عله يحظى بثناء يبقيه على قارعة الإبداع الطويلة مرأيا ومسموعا ومشاهدا.

وصنف أخير يعتسف الكتابة عسفا، فعند قراءته تشعر أنك تحاول تفكيك رموز كتابية لإنسان ما قبل التاريخ، وإن حضر في المناسبة التي تستدعي الكتابة لزاما فيكون حضورا تقليديا لا يشبه إلا الكاتب نفسه ومن يجري معه في ذات المضمار وبالسرعة نفسها.

لو افترضنا أن الثلاثة دخلوا بورصة الإبداع ككتاب يضارب القراء في نتاجهم الكتابي، فالأول بالتأكيد سهم له تأثيره وأثره تملكا وتداولا بين المضاربين والباحثين عن المكسب المعرفي والثقافي، هذا النوع من الكتاب سهمه قيادي وعائداته المعرفية كبيرة جدا، يكفيك كمستثمر ويكفيه كسهم أنه أخضر اللون دائما في كل زمان ومكان.

النوع الثاني سهم شعبي يتداوله الباحثون عن المردود السريع، لأن أثره لا يستمر وإن بقي فهو أثر بعد عين، كونه ينسى بسرعة، وإن ذكر فيظل شيئا منتهي الصلاح والصلاحية.

أما الصنف الأخير، فهو البضاعة المزجاة التي لا تمت للإبداع بصلة، البعض يرى نتاجهم غشا معرفيا يمس الثقافة وقبلها الذائقة، والبعض الآخر يراه ضرورة لتمايز الأشياء مقارنة بضدها وضديدها، ومع ذلك يظل حضورهم في المشهد سنة ثقافية معرفية كونهم الهامش الذي يؤطر المتن، وقد يسايره حضورا وإن اختلفت قيمته.

ترى لو أخذ بهذا المقترح وأنشئت تلك البورصة وأنسنت إبداعا بشريا يبقى في دساتير الذائقة تراثا وعلما وفكرا، كيف سيكون المشهد الثقافي؟ وكيف سيكون حال كثير من الكتاب وأشباههم وأشباه أشباههم؟!

@alaseery2