تشيرنوبل.. دروس السلامة القاسية
الاحد / 20 / شوال / 1440 هـ - 20:15 - الاحد 23 يونيو 2019 20:15
تصنف بأنها أكبر كارثة عبر التاريخ لحجم الضرر الكبير الذي خلفته، والذي استمر حتى الآن، وتقول التنبؤات العلمية بأنه لا يمكن أن يزول الضرر تماما إلا بعد مئات السنين، وأجمع العلماء على أنها أسوأ كارثة للتسرب الإشعاعي والتلوث البيئي شهدتها البشرية وصنفت ككارثة نووية من الدرجة السابعة، وتعادل 200 ضعف من القنبلة النووية التي سقطت على هيروشيما، إنها كارثة تشيرنوبل.
في مايو الماضي أحدث مسلسل تشيرنوبيل ضجة إعلامية وإعجابية كبيرة، وهو مسلسل قصير عبارة عن خمس حلقات فقط، وذلك كان واضحا وجليا من خلال التقييمات المرتفعة جدا في موقع (IMDB) الشهير، وتربعه في المركز الأول، سواء كان في (Most Popular TV Shows) أو (Top Rated TV Shows) التي لم تتزحزح فيه تراتبية المراتب الأولى في المسلسلات على مستوى العالم خلال السنوات الماضية القريبة.
في الحقيقة أهيب بجميع العاملين في نطاق مجالات الطاقة والصناعة أيا كانت أدوارهم الوظيفية لمتابعة هذا المسلسل لما له من أثر بالغ في ترسيخ مفهوم إجراءات العمل الآمن (SWP، Safety Work Procedures) وإبراز أهمية السلامة في منظومات العمل التي ستكون بعد حفظ الله سببا رئيسا في منع مثل هذه الحوادث أو تقليل أثرها.
السبت 26 أبريل 1986، قرب مدينة بريبيات شمال أوكرانيا السوفيتية آنذاك، حدثت الكارثة عند إجراء الخبراء بالمحطة تجربة لاختبار أثر انقطاع الكهرباء عليها أو بما يعرف بـ (Safety Test)، وأدى خطأ في التشغيل بعد إغلاق توربينات المياه المستخدمة في تبريد اليورانيوم المستخدم وتوليد الكهرباء إلى ارتفاع حرارة اليورانيوم بالمفاعل الرابع إلى درجة الاشتعال.
وتسبب هذا في انصهار قلب المفاعل الرابع وحدوث انفجارين كبيرين أعقبهما اشتعال النيران بكثافة في هذا المفاعل، وحملت الحرارة والدخان الناتجان من النيران المشتعلة المواد المشعة إلى السماء لمسافة كيلومتر واحد بالمنطقة، وخلفت الانفجارات والحرائق سحابة قاتلة من الإشعاعات النووية انتشرت في أوكرانيا وجارتيها روسيا البيضاء وروسيا. وتجزأت سحابة الإشعاعات النووية إلى ثلاث سحب أخرى ساعدت الرياح في حمل أولاها إلى بولندا والدول الاسكندنافية، والثانية إلى التشيك ومنها إلى ألمانيا، والثالثة إلى رومانيا وبلغاريا واليونان وتركيا.
من خلال نتائج التحقيق والمعلومات الصادرة من المعاهد والمنظمات المسؤولة العالمية عن الطاقة النووية ومنها معهد الطاقة النووية (NEI، Nuclear Energy Institute) أجملت الأسباب الحقيقة في هذا الحادث في ثلاثة أسباب:
الأول: قيام الكادر الفني التشغيلي بانتهاكات في إجراءات التشغيل من خلال عدم تتبعه للإجراءات التشغيلية المصنعية التي تتضمن إجراءات العمل الآمن (SWP، Safety Work Procedures).
الثاني: لم يكن هناك تنسيق وتواصل جيد مع مهندس السلامة المسؤول عن متابعة سلامة الإجراءات الإدارية والتشغيلية، وهذا يدخل تحت فعالية تصاريح العمل ومتابعتها (Work Permit).
الثالث: مستويات الأمان التصنيعية للمفاعل النووي لم تكن في مستويات المفاعلات نفسها في بقية الدول الأخرى، وذلك بسبب تصميم قضيب التحكم أو بما يعرف (Positive Void Coefficient) الذي يجعل من المفاعل غير مستقر بدرجة عالية في مستويات الطاقة المنخفضة. لم تكن عمليات التقييس (Standardizations) تحقق الدور الأساسي منها في تحقيق المواصفات تجاه سلامة المفاعل ودرجة الأمان المرتفعة.
في الحقيقة من خلال هذه الحادثة أو الحوادث الكبيرة المؤثرة في محطات التوليد والبيئات الصناعية أيا كان نشاطها، عندما تفتش في الأسباب الجذرية وراء هذه الحوادث ستجد أن هناك خللا ما في منظومة السلامة، سواء كانت أخطاء متعلقة بسلوكيات البشر (Unsafe Act) أو أخطاء متعلقة بالطبيعة الإنشائية والتصنيعية والتصميمية (Unsafe Condition)، وهذا يكرر الدرس القديم المتجدد بأن أولوية انشغال الإدارات والعاملين بالإنتاج وما يتعلق به من تشغيل وصيانة يجب أن تضاهيها أولوية حماية الإنسان والممتلكات والبيئة في إجراءات العمل، متى ما كانت السلامة وإجراءاتها بوتيرة الاهتمام بالإنتاج نفسها نستطيع حينها أن نقول إن السلامة ليست مجرد شعار.
@fahdabdullahz
في مايو الماضي أحدث مسلسل تشيرنوبيل ضجة إعلامية وإعجابية كبيرة، وهو مسلسل قصير عبارة عن خمس حلقات فقط، وذلك كان واضحا وجليا من خلال التقييمات المرتفعة جدا في موقع (IMDB) الشهير، وتربعه في المركز الأول، سواء كان في (Most Popular TV Shows) أو (Top Rated TV Shows) التي لم تتزحزح فيه تراتبية المراتب الأولى في المسلسلات على مستوى العالم خلال السنوات الماضية القريبة.
في الحقيقة أهيب بجميع العاملين في نطاق مجالات الطاقة والصناعة أيا كانت أدوارهم الوظيفية لمتابعة هذا المسلسل لما له من أثر بالغ في ترسيخ مفهوم إجراءات العمل الآمن (SWP، Safety Work Procedures) وإبراز أهمية السلامة في منظومات العمل التي ستكون بعد حفظ الله سببا رئيسا في منع مثل هذه الحوادث أو تقليل أثرها.
السبت 26 أبريل 1986، قرب مدينة بريبيات شمال أوكرانيا السوفيتية آنذاك، حدثت الكارثة عند إجراء الخبراء بالمحطة تجربة لاختبار أثر انقطاع الكهرباء عليها أو بما يعرف بـ (Safety Test)، وأدى خطأ في التشغيل بعد إغلاق توربينات المياه المستخدمة في تبريد اليورانيوم المستخدم وتوليد الكهرباء إلى ارتفاع حرارة اليورانيوم بالمفاعل الرابع إلى درجة الاشتعال.
وتسبب هذا في انصهار قلب المفاعل الرابع وحدوث انفجارين كبيرين أعقبهما اشتعال النيران بكثافة في هذا المفاعل، وحملت الحرارة والدخان الناتجان من النيران المشتعلة المواد المشعة إلى السماء لمسافة كيلومتر واحد بالمنطقة، وخلفت الانفجارات والحرائق سحابة قاتلة من الإشعاعات النووية انتشرت في أوكرانيا وجارتيها روسيا البيضاء وروسيا. وتجزأت سحابة الإشعاعات النووية إلى ثلاث سحب أخرى ساعدت الرياح في حمل أولاها إلى بولندا والدول الاسكندنافية، والثانية إلى التشيك ومنها إلى ألمانيا، والثالثة إلى رومانيا وبلغاريا واليونان وتركيا.
من خلال نتائج التحقيق والمعلومات الصادرة من المعاهد والمنظمات المسؤولة العالمية عن الطاقة النووية ومنها معهد الطاقة النووية (NEI، Nuclear Energy Institute) أجملت الأسباب الحقيقة في هذا الحادث في ثلاثة أسباب:
الأول: قيام الكادر الفني التشغيلي بانتهاكات في إجراءات التشغيل من خلال عدم تتبعه للإجراءات التشغيلية المصنعية التي تتضمن إجراءات العمل الآمن (SWP، Safety Work Procedures).
الثاني: لم يكن هناك تنسيق وتواصل جيد مع مهندس السلامة المسؤول عن متابعة سلامة الإجراءات الإدارية والتشغيلية، وهذا يدخل تحت فعالية تصاريح العمل ومتابعتها (Work Permit).
الثالث: مستويات الأمان التصنيعية للمفاعل النووي لم تكن في مستويات المفاعلات نفسها في بقية الدول الأخرى، وذلك بسبب تصميم قضيب التحكم أو بما يعرف (Positive Void Coefficient) الذي يجعل من المفاعل غير مستقر بدرجة عالية في مستويات الطاقة المنخفضة. لم تكن عمليات التقييس (Standardizations) تحقق الدور الأساسي منها في تحقيق المواصفات تجاه سلامة المفاعل ودرجة الأمان المرتفعة.
في الحقيقة من خلال هذه الحادثة أو الحوادث الكبيرة المؤثرة في محطات التوليد والبيئات الصناعية أيا كان نشاطها، عندما تفتش في الأسباب الجذرية وراء هذه الحوادث ستجد أن هناك خللا ما في منظومة السلامة، سواء كانت أخطاء متعلقة بسلوكيات البشر (Unsafe Act) أو أخطاء متعلقة بالطبيعة الإنشائية والتصنيعية والتصميمية (Unsafe Condition)، وهذا يكرر الدرس القديم المتجدد بأن أولوية انشغال الإدارات والعاملين بالإنتاج وما يتعلق به من تشغيل وصيانة يجب أن تضاهيها أولوية حماية الإنسان والممتلكات والبيئة في إجراءات العمل، متى ما كانت السلامة وإجراءاتها بوتيرة الاهتمام بالإنتاج نفسها نستطيع حينها أن نقول إن السلامة ليست مجرد شعار.
@fahdabdullahz