الرأي

طموح إردوغان عبر مياه قبرص

مي محمد الشريف
أكد الرئيس التركي إردوغان في تصعيد كلامي إصرار حكومته على التنقيب عن الغاز قبالة السواحل القبرصية، وتوعد برد قوي في حال تعرض أحد للسفن التركية أو تم توقيف أعضائها. وهذا أدى إلى إدراج ملف الاندفاع التركي والمخاوف القبرصية ضمن اجتماع دول جنوب أوروبا السبع في مالطا الأسبوع الماضي، والذي انتهى بتضامن الدول الأوروبية مع قبرص، والمطالبة بوقف الأعمال التركية غير الشرعية في المنطقة. وحقيقة الأمر أن أسباب الاندفاع التركي السريع في المياه القبرصية ليس إلا مناورة الحزب الحاكم «حزب العدالة والتنمية» لكسب الأصوات في معركة انتخاب بلدية إسطنبول هذا الأسبوع، والتي يطمح فيها إردوغان إلى انتصار مرشحه بينالي يلديريم بعد فوز مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض إمام أوغلو الشهر الماضي، والذي فرضت عليه إعادة العملية الانتخابية بعد سلسلة من الطعون قدمها حزب العدالة والتنمية الحاكم، وأمرت بإعادة الانتخابات في 23 يونيو (اليوم).

وعلى هذا الموال وقبيل الانتخابات، جرت الاستعانة بأحد الصراعات القديمة التي قد تؤجج الحمية الوطنية لدى الأتراك لكسب التأييد الاجتماعي المنشود، حيث يثير الإعلام الحكومي التركي قضية 45 مليار دولار قيمة الواردات التركية من الغاز المسال وأهميته الاقتصادية، مدعيا أحقية تركيا في الغاز، دون الخوض بحقيقة الحدود الدولية والاتفاقات الأممية.

وبما أنها الدولة الوحيدة التي لا تعترف بسيادة الحكومة الجمهورية القبرصية وتؤيد بدلا من ذلك دولة للقبارصة الأتراك، فإن الحكومة التركية ترى أن ما تقوم به هو لحماية حقوق القبارصة الأتراك.

تعد بلدية إسطنبول ماكينة صنع العلامة السياسية في تركيا، لذا خسارتها في الانتخابات البلدية تعد تهديدا مباشرا لإردوغان في الانتخابات الرئاسية عام 2023، وما يحدث في المياه القبرصية ليس إلا طوق نجاة للفوز على إمام أوغلو.

ReaderRiy@