الوطن
الاثنين / 7 / شوال / 1440 هـ - 17:30 - الاثنين 10 يونيو 2019 17:30
الوطن، الأرض، العلم، كلمات تربينا عليها وتعلمناها. عاصرنا الاحتفاء بها والوقوف أو الانحناء لها في مدارسنا، وحفظناها من مقرراتنا الدراسية. من منكم لا يتذكر النشيد الوطني الذي حفظناه عن ظهر قلب منذ الصغر:
سارعي للمجد والعلياء
مجدي لخالق السماء
وارفعي الخفاق أخضر
يحمل النور المسطر
رددي الله أكبر يا موطني
موطني قد عشت فخر المسلمين
عاش الملك للعلم والوطن
وكلنا حفظنا أغنية طلال مداح رحمه الله:
روحي وما ملكت يداي فداه
وطني الحبيب وهل أحب سواه
وطني الذي قد عشت تحت سمائه
وهو الذي قد عشت فوق ثراه
منذ الطفولة قد عشقت ربوعه
إني أحب سهوله ورباه
وطني الحبيب وطني الحبيب وهل أحب سواه؟
كثير من الأغنيات والأشعار تحكى عن حب الوطن وتتغنى به وتملؤ صدورنا إحساسا بالمجد والفخار. كثير من هذه الأغنيات تلبستنا وغمرتنا وذابت في وجداننا، فلم نقدر على الفكاك منها، ولم نرغب في ذلك أبدا.
تُرى ما الذي يجعلنا نحب الوطن وتفخر به إلى هذا الحد؟! وما هو الوطن؟ أهو الأرض! أهو المكان الذي نعيش فيه! أم هو العائلة والفخذ والقبيلة والدولة كلها؟! أسئلة كثيرة تتناثر في مخيلتي حول الوطن والوطنية ولا أجد لها إجابة إلا هذا الحب الذي يفيض بلا حدود ودون سبب.
هناك من يرى في الوطن الخدمات الذي تقدمها الحكومة لمواطنيها، وهناك من يرى فيه مسقط رأس الشخص والمكان الذي ولد فيه. كثيرون يجتمعون على أن الوطن المكان الذي ولد فيه الآباء والأجداد، وآخرون يشعرون في الوطن بأنه المكان الذي نشعر ونحس فيه بالأمان.
في بحثي عن معنى الوطن اكتشفت أنه كل هذه الأسئلة وأطروحاتها وأكثر، تحمل معنى الوطن وتنتمي إليه. فالوطن عقيدة مزروعة في قلب كل مواطن، ومحبة لا يمكن وصفها أو حصرها في مكان ولدنا فيه أو نشأنا وترعرعنا بين ربوعه وفي أحضانه، فالوطن أمر فطري جبلنا عليه جميعا، إنسانا وحيوانا، لأننا نجد فيه الدفء والإحساس بالأمان.
من أدلة ذلك قوله تعالى «حتى إذا أتوا على واد النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون». إذن فحب الوطن أمر فطري شعرت به النملة في واديها فسعت إليه للاحتماء والأمان.
لماذا نحب وطننا كل هذا الحب؟
أعتقد أن هناك أمورا كثيرة جدا تفرض علينا ذلك، فأرض الحرمين الشريفين، المملكة العربية السعودية، أرض مقدسة طاهرة ينبلج نورها في ضمائرنا وأفئدتنا، فهي أرض الرسالة، وأرض الأجداد، وحب الوطن فيها جزء لا يتجزأ من حبنا لعقيدتنا وإيماننا بها.
لقد قدم لنا هذا الوطن وهذه الأرض الكثير مما لا يحصى ولا يعد، ليس لنا فقط، بل للأمتين الإسلامية والإنسانية جمعاء. كان دائما وأبدا بالنسبة لي الأرض التي ترعرعت فيها ولعبت في حواريها وأحسست فيها بالأمن والأمان. فيها منحت الحياة وصقلتني التجارب فكبرت ونموت منذ الصغر.
كنت كما لو أنني الوطن ذاته، أعيش فيه ويعيش فيّ، لم تبعدني غربة الأيام والسنين عنه، ظل يقبع فيّ وأقبع فيه في خلود وأنسة وحب جارف رغم البعد.
لسنين طويلة اضطرتني الظروف للعيش بعيدا عنه، فذهبت ودرست وتعلمت وعملت خارج الوطن. لم تستطع الغربة أن تنسيني حب الوطن أو تثنيني عن شوقي وحنيني إليه. لقد تغيرت شخصيتي كثيرا ونمت وتطورت أفكاري وأصبحت قادرا على التواصل والتفاهم مع ثقافات وشعوب أخرى، ومع ذلك ظل الوطن عشقي الذي لا يغيب وحبي الذي لا ينصهر أو يذوب مع السنوات. لقد تغيرت المعتقدات ولم يتغير حب الوطن.
بعد كل هذه السنين وبعد تجربة الحياة في الغرب وبعد زوال انبهاري بأدواته المادية الرخيصة وسياساته غير المتوازنة ازدادت قناعاتي بأنه لا وطن إلا وطني، ولا بلد إلا بلدي، ولا أرض إلا أرض بلادي.
هذا الوطن المعطاء يستحق منا الولاء والعودة للمشاركة في البناء والإصلاح ودعم حكومتنا ودعم ولاة أمورنا، فالعالم يتغير والأعداء يتربصون من كل صوب ومن كل اتجاه، من الغرب ومن الشرق، القريب والبعيد.
الوطن خط أحمر لا يمكن المساس به، وواجب علينا حماية هذا الوطن بكل غال ونفيس.
يقول الرئيس جون كينيدي في خطابه الافتتاحي «لا تسأل ماذا يمكن أن يقدمه بلدك لك؟ وإنما اسأل ماذا يمكن أن تقدم لبلادك. وأقول لكل المواطنين والمواطنات لا تسألوا كثيرا عما يقدمه الوطن لكم فأنتم غارقون حتى آذانكم في أفضاله وجوده وكرمه، ولكن علينا جميعا أن نسأل كيف نرد الجميل؟».
@mr_alshammeri
سارعي للمجد والعلياء
مجدي لخالق السماء
وارفعي الخفاق أخضر
يحمل النور المسطر
رددي الله أكبر يا موطني
موطني قد عشت فخر المسلمين
عاش الملك للعلم والوطن
وكلنا حفظنا أغنية طلال مداح رحمه الله:
روحي وما ملكت يداي فداه
وطني الحبيب وهل أحب سواه
وطني الذي قد عشت تحت سمائه
وهو الذي قد عشت فوق ثراه
منذ الطفولة قد عشقت ربوعه
إني أحب سهوله ورباه
وطني الحبيب وطني الحبيب وهل أحب سواه؟
كثير من الأغنيات والأشعار تحكى عن حب الوطن وتتغنى به وتملؤ صدورنا إحساسا بالمجد والفخار. كثير من هذه الأغنيات تلبستنا وغمرتنا وذابت في وجداننا، فلم نقدر على الفكاك منها، ولم نرغب في ذلك أبدا.
تُرى ما الذي يجعلنا نحب الوطن وتفخر به إلى هذا الحد؟! وما هو الوطن؟ أهو الأرض! أهو المكان الذي نعيش فيه! أم هو العائلة والفخذ والقبيلة والدولة كلها؟! أسئلة كثيرة تتناثر في مخيلتي حول الوطن والوطنية ولا أجد لها إجابة إلا هذا الحب الذي يفيض بلا حدود ودون سبب.
هناك من يرى في الوطن الخدمات الذي تقدمها الحكومة لمواطنيها، وهناك من يرى فيه مسقط رأس الشخص والمكان الذي ولد فيه. كثيرون يجتمعون على أن الوطن المكان الذي ولد فيه الآباء والأجداد، وآخرون يشعرون في الوطن بأنه المكان الذي نشعر ونحس فيه بالأمان.
في بحثي عن معنى الوطن اكتشفت أنه كل هذه الأسئلة وأطروحاتها وأكثر، تحمل معنى الوطن وتنتمي إليه. فالوطن عقيدة مزروعة في قلب كل مواطن، ومحبة لا يمكن وصفها أو حصرها في مكان ولدنا فيه أو نشأنا وترعرعنا بين ربوعه وفي أحضانه، فالوطن أمر فطري جبلنا عليه جميعا، إنسانا وحيوانا، لأننا نجد فيه الدفء والإحساس بالأمان.
من أدلة ذلك قوله تعالى «حتى إذا أتوا على واد النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون». إذن فحب الوطن أمر فطري شعرت به النملة في واديها فسعت إليه للاحتماء والأمان.
لماذا نحب وطننا كل هذا الحب؟
أعتقد أن هناك أمورا كثيرة جدا تفرض علينا ذلك، فأرض الحرمين الشريفين، المملكة العربية السعودية، أرض مقدسة طاهرة ينبلج نورها في ضمائرنا وأفئدتنا، فهي أرض الرسالة، وأرض الأجداد، وحب الوطن فيها جزء لا يتجزأ من حبنا لعقيدتنا وإيماننا بها.
لقد قدم لنا هذا الوطن وهذه الأرض الكثير مما لا يحصى ولا يعد، ليس لنا فقط، بل للأمتين الإسلامية والإنسانية جمعاء. كان دائما وأبدا بالنسبة لي الأرض التي ترعرعت فيها ولعبت في حواريها وأحسست فيها بالأمن والأمان. فيها منحت الحياة وصقلتني التجارب فكبرت ونموت منذ الصغر.
كنت كما لو أنني الوطن ذاته، أعيش فيه ويعيش فيّ، لم تبعدني غربة الأيام والسنين عنه، ظل يقبع فيّ وأقبع فيه في خلود وأنسة وحب جارف رغم البعد.
لسنين طويلة اضطرتني الظروف للعيش بعيدا عنه، فذهبت ودرست وتعلمت وعملت خارج الوطن. لم تستطع الغربة أن تنسيني حب الوطن أو تثنيني عن شوقي وحنيني إليه. لقد تغيرت شخصيتي كثيرا ونمت وتطورت أفكاري وأصبحت قادرا على التواصل والتفاهم مع ثقافات وشعوب أخرى، ومع ذلك ظل الوطن عشقي الذي لا يغيب وحبي الذي لا ينصهر أو يذوب مع السنوات. لقد تغيرت المعتقدات ولم يتغير حب الوطن.
بعد كل هذه السنين وبعد تجربة الحياة في الغرب وبعد زوال انبهاري بأدواته المادية الرخيصة وسياساته غير المتوازنة ازدادت قناعاتي بأنه لا وطن إلا وطني، ولا بلد إلا بلدي، ولا أرض إلا أرض بلادي.
هذا الوطن المعطاء يستحق منا الولاء والعودة للمشاركة في البناء والإصلاح ودعم حكومتنا ودعم ولاة أمورنا، فالعالم يتغير والأعداء يتربصون من كل صوب ومن كل اتجاه، من الغرب ومن الشرق، القريب والبعيد.
الوطن خط أحمر لا يمكن المساس به، وواجب علينا حماية هذا الوطن بكل غال ونفيس.
يقول الرئيس جون كينيدي في خطابه الافتتاحي «لا تسأل ماذا يمكن أن يقدمه بلدك لك؟ وإنما اسأل ماذا يمكن أن تقدم لبلادك. وأقول لكل المواطنين والمواطنات لا تسألوا كثيرا عما يقدمه الوطن لكم فأنتم غارقون حتى آذانكم في أفضاله وجوده وكرمه، ولكن علينا جميعا أن نسأل كيف نرد الجميل؟».
@mr_alshammeri