الكتاب الصوتي
الكتاب أوفى صديق وخيرجليس
الخميس / 7 / صفر / 1437 هـ - 14:00 - الخميس 19 نوفمبر 2015 14:00
الكتاب أوفى صديق وخيرجليس...وبالقراءة ترتقي المجتمعات وتحصل الرفعة والتقدم، ولكن تبقى ظاهرة العزوف والكسل عن القراءة عند جيل اليوم في ازدياد مستمر لتؤكد أن الكتاب لم يعد المصدر الوحيد للثقافة، ، فهناك التلفزيون والإنترنت وغيرها من الوسائل التى تجمع بين المتع المتنوعة مثل النظر والسمع والإثارة والراحة والسهولة وأخيراً الفائدة. ولذلك انتشرت مؤخراً ظاهرة الكتب الصوتية التى تقدمها بعض المواقع الإلكترونية مجاناً كأحد التطورات الطبيعية لعصر التكنولوجيا الحديثة، وكانت قد بدأت الفكرة رغبة في مساعدة المكفوفين على القراءة عن طريق تحويل محتوى الكتب المطبوعة على شكل تسجيلات للنصوص عالية الجودة، ولكن بعد فترة أصبحت في متناول الجميع بحجة ضيق الوقت للقراءة وأنها سهلة وممتعة حيث يمكنك الاستماع اليها في السيارة أو قبل النوم أو اثناء ممارسة الرياضة وب>لك يمكن تحقيق استغلال أوقات الفراغ وتحويلها من روتين يومى ممل إلى رحلة مفيدة وممتعة. وتعليقا على هذه الظاهرة قال د. سليمان الميمان رئيس مجلس إدارة دار الميمان للنشر والتوزيع ( لم تسبق لدارنا المشاركة في تجربة الكتب الصوتية وقد اقتصر نشاطنا فقط على الكتب المطبوعة والرقمية ، لأنها مكلفة مقارنة بغيرها حيث لابد من توفر قارئ جيد ومونتاج..إلخ ، ولكن السبب الرئيسي يعود إلى التخوف من سهولة قرصنة المادة الصوتية أكثر من الورقية والرقمية حيث أن الوسيلة الوحيدة لتسويقها هي الإنترنت بعد إختفاء الكاسيت والأقراص المدمجة) وقد وافقه الرأي الأستاذ عبدالرحيم الأحمدي صاحب دار المفردات للنشروالتوزيع ومديرها قائلا ( لانفكر أبدا في القيام بهذه الخطوة حاليا لأن دارنا تعتبر مؤسسة صغيرة وقوتها لاتتسع لهذا النشاط ، بالإضافة إلى أن طرازنا وطريقتنا في العمل تقليدية حيث أننا لم نقوم بإدخال أي نوع من التقنيات الحديثة بعد ) وتابع الأحمدي ( أنه لاتوجد أي مخاوف في عدم تحقيق الأرباح في حالة تحويل الكتب الورقية إلى كتب صوتية لأننا نعتبر الدار منتدى ثقافي وليست مؤسسة تجارية نلتقي فيها بالمهتمين بالثقافة والمعرفة ونقوم بطباعة الكتب التي نرى أنها تخدم الجيل الجديد والتراث ويحكي م.العوفي تجربته الشخصية مع الكتاب الصوتي ككفيف ( يعتبر الكتاب من أسهل وسائل المعرفة ولكن بالنسبة للمكفوفين يعتبر من أصعبها، حيث أن قرائته يعتبر من المستحيل بسبب فقدان البصر الذي يحول دون القراءة ، وهنا يكم أهمية الكتب الصوتية كوسيلة رائعة وبديلة للكتب المطبوعة والرقمية حيث تمكنت من إكمال دراستي للماجستير بكل سهولة في جامعة عين شمس بمصر بعد أن قمت بتحويل جميع المراجع والكتب إلى صوتية من خلال مكتب مخصص لذلك) بينما يرى أحمد محمدي بكالوريوس إعلام (انا شخصيا أقدس الكتاب الورقي ولا أؤمن بالظاهرة ، حيث أنني أعشق الإنصهار بين صفحات الكتاب وكلماته فأنا أقرأ بعيني وعقلي وأسرح بخيالي بعيدا مع المؤلف، مع ذلك فهي ظاهرة لابأس بها للإستفادة من وقت الفراغ لأنها تناسب العصر بسرعته وزحامه وولكن لا نستطيع الاعتماد عليها كليا لتأسيس ثقافة علمية) ومن جانبه ذكر وحيد ناجي مهندس صوت بإستوديو مصر(بالنسبة لى ولجيلى نحن قراء بدأنا بالورق وسوف ننتتهى بالورق، فنحن نفضل الكتاب ونحبذ أن يكون النص داخل كتاب وليس على شاشة مقروءة أو مسموعة لأن الصلة بين الكتاب والقارئ أكثر حميمية من أى وثائق نشر آخرى، ولكن فى النهاية لايستطيع أن يقف أحد فى وجه هذا التطور فكل عصر يفرض شروطة وانتشار مثل هذه الوسائط الجديدة هو تعبير عن العصر والتطور، الذى لا يمكن أن يلاحقه جيلي بحكم تكوينه القديم) بينما رنا محمد طالبة جامعية قائلة ( لقد اكتشفت متعة جديدة مع مرور الوقت وتغيرت عاداتي القرائية بالتزامن مع الاستماع ما إن بدأت باقتناء الكتب على هيئة تسجيلات صوتية في هاتفي المتنقل حتى أصبحت أنتهي من كتاب إلى ثلاثة كتب أسبوعيا، ولكن هناك عدة مشاكل قد واجهتني منها مشكلة صغيرة أنه خلال استماعي للكتب الصوتية لايمكنني الاحتفاظ بالاقتباسات المهمة بخلاف الكتب الورقية التي يمكن الإحتفاظبالإقتباسات بسهولة، والمشكلة الثانية هي قلة المواقع العربية التي تقدم خدمة الكتاب الصوتي، وتقريبا جميعها جهود أفراد ، فيما يغيب تماما دور النشر العربية التي ما زالت تتنقل بأوراقها من معرض في عاصمة عربية إلى أخرى، متجاهلة تماما أن الورق لم يعد يحمل أي قيمة لأجيال الأجهزة اللوحية ) ومع اختلاف الأراء وومواجهة المعوقات تجاريا لكننا لانستطيع ننكر أن هذه الخدمة تعتبر تقنية رائعة ومفيدة جدا في مجال الثقافة والمعرفة. فوائد الكتاب الصوتي: *تشكل الكتب الصوتية امتدادا لطرق نشر المعرفة التقليدية. * تستهدف شريحة أوسع من المتلقين معظمهم ليسوا من قراء الكتب النصية المطبوعة أو الإلكترونية. *سهولة تحميلها وشراؤها من المواقع الإلكترونية بأسعار زهيدة مقارنة بالكتاب الورقي. * غير مجهد ويمكن الإستماع إليه في أي زمان و مكان في السيارة أو القطار أو المطعم أو حتى أثناء ممارسة الرياضة. معوقات تنفيذ الكتاب الصوتي: *عدم انتشار ثقافة الكتاب الصوتي بعد واستشعار أهميته في العالم العربي. * التكلفة المرتفعة لإنتاج ملفات صوتية بجودة عالية . *سهولة إعادة نسخه وقرصنته من على المواقع الإلكترونية. *يحتاج لعدد من المتخصصين في اللغة العربية للعمل على تدقيق وتشكيل النصوص لإخراج مادة صحيحة خالية من الأخطاء . *إعادة صياغة الكتب بطريقة صوتية قد يؤدي إلى المساءلة القانونية من دور النشر إذا تم بدون موافقة المؤلف للكتاب. .