صانع الإلهام
السبت / 20 / رمضان / 1440 هـ - 00:45 - السبت 25 مايو 2019 00:45
في مقالاته، في مدونته القديمة، وفي برنامجه الشهير «من الصفر» يواصل «الكادح» مفيد النويصر مهمته القديمة في صناعة الإلهام.. التنقيب عن تلك القصص التي تختزلها مقولة جورج برنارد شو «الحياة ليست بالعثور على نفسك، الحياة هي بإنشاء نفسك».
في القصص التي يعيد صياغتها، عبر قلمه أو شاشته، يحاول، ربما، إثبات عدالة الحياة، وأن الإنسان هو المعني الأول بسيرورة أيامه، وجبر كسورها، وترميم خيباتها.
خبر مفيد النويصر الشعور بقيمة المعاناة، ونجح في القدرة على انتقاء التفاصيل التي تصنع الهيكل السردي لقصصه الوثائقية التي يأتي بها، من البدايات إلى النهاية، بالمواقف والأحداث والذروة التي تنسج الرواية بكل ملامح الدهشة فيها، وتكمل حبكتها الدرامية.
أجاد صناعته، لأنه عاش تفاصيل معاناة الحياة ذات طفولة، حين قذفت به أدوارها كادحا لتأمين لقمة العيش لوالدته وأخوته الصغار، قبل أن تعصف به تقلباتها لتعيده إلى «الصفر» عدة مرات، مما منحه قدرة على فهم كل كلمة، كل إيماءة ونظرة، قد تخبئ خلفها قصة كفاح يجب أن تروى.
أمضى نحو 22 عاما في الصحافة على «كف عفريت» كغيره من الصحفيين، في مهنة لا تعترف بمصطلح الأمان الوظيفي، ووصل إلى قمة هرم صحيفة يومية كمدير تنفيذي لصحيفة «شمس» ثم مرة أخرى إلى القاع، إلى «الصفر» الذي بات يفهمه جيدا، ويفهم كيف يناور أركانه.
نما الكادح الجميل إلى الضوء مرة أخرى حين ابتسمت له الحياة كمدير للإعلام الجديد في «مجموعة إم بي سي» ورئيس تحرير ومقدم لبرنامج «من الصفر» الشهير، لكنه، وبكل ما تحمل روحه النحيلة من آثار، اختار أن يبقى في «سرداب» صممه على شكل استوديو، يظهر منه لمدة دقائق، ويعود فيه لساعات وساعات ليعيد ترميم قصص الناس، حكايات الأرواح المنهكة مع أصفار الحياة.
انتقل، بأسلحته الصحفية العتيدة، إلى صناعة التلفزيون، عبر برنامج وثائقي درامي تخصص في استنطاق الناس، وما أصعبها من مهمة، ليعيد صياغة قصص الإلهام، ويدفع بذاكرة كل شخصية يستضيفها لتنساب بكل تفاصيلها البسيطة، وأسرارها القديمة.
القدرة على استنطاق تلك الشخصيات، ربما هي المهمة الأكثر تحديا في برنامجه «من الصفر»، عوضا عن إعادة إقناعها بجدوى الحديث، وسرد السيرة الذاتية، واستذكار لحظات الفرح والألم.
امتلك مفيد النويصر الشغف بمهمته، الأمر الذي منحه القدرة على لقاء نحو 430 ما بين ضيوف وشهود، والإنصات لكل واحد منهم لساعات تتجاوز أحيانا الـ 16ساعة، ثم انتقاء 80 دقيقة فقط لرواية قصته.
ولأنه، وفي حالات نادرة، تصبح الأفلام الوثائقية التلفزيونية ذات شعبية كبيرة؛ نجح مفيد بشغفه الممزوج بذاكرته مع الحياة، في منح برنامجه النجاح والشعبية الكبيرة للموسم الرابع، حتى أصبح أيقونة رمضانية، وسمة من سمات الموسم كل عام، على غرار برامج سابقة مثل «الطنطاوي» و»خواطر» بشهادة مئات التغريدات التي تفصح عن الإلهام الذي يعتمر في أرواح المشاهدين بعد كل حلقة.
صنع النويصر اسمه بقوة، وتوج مسيرته عبر هذا الإلهام الذي يأتي على شكل برنامج، لكنه يعيد صياغة فرحة نجاحه بلغة متفردة وهو يعلن أن أجمل إشادة ما زال يحفل بها في كل مرة هي «اتصال والدته» رفيقة النجاح والكفاح و»الأصفار».
في القصص التي يعيد صياغتها، عبر قلمه أو شاشته، يحاول، ربما، إثبات عدالة الحياة، وأن الإنسان هو المعني الأول بسيرورة أيامه، وجبر كسورها، وترميم خيباتها.
خبر مفيد النويصر الشعور بقيمة المعاناة، ونجح في القدرة على انتقاء التفاصيل التي تصنع الهيكل السردي لقصصه الوثائقية التي يأتي بها، من البدايات إلى النهاية، بالمواقف والأحداث والذروة التي تنسج الرواية بكل ملامح الدهشة فيها، وتكمل حبكتها الدرامية.
أجاد صناعته، لأنه عاش تفاصيل معاناة الحياة ذات طفولة، حين قذفت به أدوارها كادحا لتأمين لقمة العيش لوالدته وأخوته الصغار، قبل أن تعصف به تقلباتها لتعيده إلى «الصفر» عدة مرات، مما منحه قدرة على فهم كل كلمة، كل إيماءة ونظرة، قد تخبئ خلفها قصة كفاح يجب أن تروى.
أمضى نحو 22 عاما في الصحافة على «كف عفريت» كغيره من الصحفيين، في مهنة لا تعترف بمصطلح الأمان الوظيفي، ووصل إلى قمة هرم صحيفة يومية كمدير تنفيذي لصحيفة «شمس» ثم مرة أخرى إلى القاع، إلى «الصفر» الذي بات يفهمه جيدا، ويفهم كيف يناور أركانه.
نما الكادح الجميل إلى الضوء مرة أخرى حين ابتسمت له الحياة كمدير للإعلام الجديد في «مجموعة إم بي سي» ورئيس تحرير ومقدم لبرنامج «من الصفر» الشهير، لكنه، وبكل ما تحمل روحه النحيلة من آثار، اختار أن يبقى في «سرداب» صممه على شكل استوديو، يظهر منه لمدة دقائق، ويعود فيه لساعات وساعات ليعيد ترميم قصص الناس، حكايات الأرواح المنهكة مع أصفار الحياة.
انتقل، بأسلحته الصحفية العتيدة، إلى صناعة التلفزيون، عبر برنامج وثائقي درامي تخصص في استنطاق الناس، وما أصعبها من مهمة، ليعيد صياغة قصص الإلهام، ويدفع بذاكرة كل شخصية يستضيفها لتنساب بكل تفاصيلها البسيطة، وأسرارها القديمة.
القدرة على استنطاق تلك الشخصيات، ربما هي المهمة الأكثر تحديا في برنامجه «من الصفر»، عوضا عن إعادة إقناعها بجدوى الحديث، وسرد السيرة الذاتية، واستذكار لحظات الفرح والألم.
امتلك مفيد النويصر الشغف بمهمته، الأمر الذي منحه القدرة على لقاء نحو 430 ما بين ضيوف وشهود، والإنصات لكل واحد منهم لساعات تتجاوز أحيانا الـ 16ساعة، ثم انتقاء 80 دقيقة فقط لرواية قصته.
ولأنه، وفي حالات نادرة، تصبح الأفلام الوثائقية التلفزيونية ذات شعبية كبيرة؛ نجح مفيد بشغفه الممزوج بذاكرته مع الحياة، في منح برنامجه النجاح والشعبية الكبيرة للموسم الرابع، حتى أصبح أيقونة رمضانية، وسمة من سمات الموسم كل عام، على غرار برامج سابقة مثل «الطنطاوي» و»خواطر» بشهادة مئات التغريدات التي تفصح عن الإلهام الذي يعتمر في أرواح المشاهدين بعد كل حلقة.
صنع النويصر اسمه بقوة، وتوج مسيرته عبر هذا الإلهام الذي يأتي على شكل برنامج، لكنه يعيد صياغة فرحة نجاحه بلغة متفردة وهو يعلن أن أجمل إشادة ما زال يحفل بها في كل مرة هي «اتصال والدته» رفيقة النجاح والكفاح و»الأصفار».