تفاعل

إعصار التعصب يجتاح العقول فمن المسؤول؟

دخيل سليمان المحمدي
هناك مثل شعبي معروف يقول (الشيء إذا زاد عن حده تحول ضده)، وهذا للأسف ما نراه اليوم في كثير من متابعي الرياضة ومن له ميول رياضية، ويتابع أحداثها، فمنهم من يعيش أجواءها وتبعاتها ولقاءاتها لحظة بلحظة عبر برامج التواصل الاجتماعي التي تعج بالحديث عنها، لأنها أصبحت حديث الإعلام بكل وسائلة المرئية والكتابية والمسموعة، بدون أي قيود أو شروط، فالكل يتحدث بما يمليه عليه قلبه وثقافته وتعصبه، مما جعل كثيرين يخرج عن المألوف عند هزيمة الفريق الذي يشجعونه فنجد الشتم والسب والقذف، مما يجعلنا نعيش داخل دوامة إعصار فيه نار التعصب الذي أرى أن أول أسباب استفحاله في مجتمعنا ذوو الثقافات الكاسدة من الإعلاميين «المترززين» أمام الشاشات في برامج التهريج التحليلي، حيث الإسقاطات الواضحة والسب والشتم، ولا يكتفون بذلك فحسب، بل منهم من يغرد في حسابه التويتري الخاص على مدار الأربع وعشرين ساعة شتما هدفه زيادة المتابعين الذين يلهثون خلفه وينتظرون تغريداته الكاذبة.

لقد أصبحت برامجنا الرياضية وجبة مسائية ساخنة لتغذية هرمون التعصب يمتد على طاولتها كثير من المحامين المدافعين عن ألوانهم، مما أثر على الشارع الرياضي، وأوصلنا إلى هذا الحد من السقوط في الهاوية بأسباب تعصب رياضي خرج عن حدود المستطيل الأخضر بتغذية من طاولات الوجبات الساخنة اليومية التي يشاهدها معظم المراهقين.

أخي الإعلامي، هل تعلم أنك أنت الأساس في تفشي هذا التعصب، وأنت الأساس أيضا في الحد منه، فلماذا لا نحكم العقل ونرأف بشبابنا ونبتعد في دائرة نقاشاتنا عن الاستفزاز بالألقاب والألفاظ ونتصف بالحيادية والعقلانية والهدوء واحترام الفرق الأخرى.

يا أيها الشاب المتابع لهذه الرياضة ذات الشعبية الكاسحة في جميع دول العالم، عليك أن تتسم بالأخلاق والروح، فبارك للمنافس عند فوزه، ولا تتشمت به عند الخسارة. شجع فريقك بمبادئ الأدب والتربية والتحلي بالأخلاق الإسلامية السمحة ولا تجعل من لعبة كرة القدم ما يخرجك عن طورك ودينك ومبادئك، فوالله لن يفيدك أحدهم عند وقوعك وإصابتك بالمرض، فحتى ناديك الذي بذلت وقتك وجهدك وربما صحتك من أجله لن يفيدك، بل سينشر بيانا يشجب ويستنكر ويتبرأ من أفعالك التي قمت بها تعصبا من أجله.