الإعلام وغربة اللغة
السبت / 29 / شعبان / 1440 هـ - 21:00 - السبت 4 مايو 2019 21:00
إن العلاقة بين اللغة والإعلام علاقة وثيقة، فهي أهم وسائل الاتصال الإعلامي الذي يعتمد على مستوى اللغة المطروح، ومدى خلوها من الشوائب والضعف. ويقع على وسائل الإعلام عبء كبير في الارتقاء بقدرات المتلقين اللغوية، ذلك أن الإعلام وسيلة بالغة الأهمية في التأثير، وغرس القيم، عطفا على ما يقضيه الفرد من ساعات يومه متنقلا بين وسائل الإعلام المختلفة، وكما أن اللغة تؤثر في الإعلام ورسالته رقيا وانحطاطا، فإنه في المقابل يؤثر الإعلام سلبا وإيجابا في التكوين اللغوي للمتلقين. إن المهمة الكبرى للإعلامي هي إيصال الرسالة الإعلامية للمتلقي، وأي وسيلة أهم وأسمى من اللغة التي هي جوهر التواصل ولبه، ومن غير المقبول أن يفتقد الإعلامي مبادئ اللغة السليمة الواضحة.
ومع هذه الأهمية الكبرى للغة وسط الخطاب الإعلامي، إلا أنها في الواقع المشاهد تظهر بصورة مغايرة، بعيدة عما يجب أن تكون عليه لغتنا العربية، حيث نجد وسائل الإعلام تسهم في عزلة العربية، وتوسيع الهوة بينها وبين المتكلمين بها، إذ تكثر الأخطاء اللغوية، ويفشو اللحن بشكل ظاهر وجلي، وتزاحم اللغةُ الأجنبيةُ العربيةَ، فضلا عن طغيان اللهجات العامية في الخطاب الإعلامي، أضف إلى ذلك ما تعج به حسابات التواصل الاجتماعي، ولننظر إلى (تويتر) باعتباره أنموذجا لبعض الحسابات الرسمية المعتمدة للعديد من الجهات، إذ يمتلئ بالأخطاء اللغوية إملاء، وأسلوبا.
ولأضرب للقارئ الكريم مثالا أستشهد به على ذلك الضعف فقد أجريت مسحا - في دراسة علمية - لعدد من مشاريع التخرج لطلاب الإعلام في إحدى الجامعات من خلال تحليل مقاطع صوتية يقدم فيها الطلاب تقارير تلفزيونية، وكانت المحصلة رصد 294 خطأ لغويا، خلال مدة لا تتجاوز ثلاث عشرة دقيقة وثانيتين.
إن وجود مثل هذه الحالة من ترد واضح لمستوى اللغة العربية في وسائل الإعلام ليلفت النظر إلى برامج الإعداد في الجامعات التي تخرج مثل هؤلاء الإعلاميين، ويلقي بالعبء عليها في تكوينهم اللغوي.
وبالاطلاع على خطط كليات وأقسام الإعلام في الجامعات السعودية، يُلحظ ضعف الاهتمام بمنهج اللغة العربية، وهذا الضعف يأخذ أشكالا عدة، منها: قلة الساعات المقررة، وعدد المقررات، ونوعها، إضافة إلى بعدها عن حاجات الطلاب المهنية، حيث تُدرس لكثير من التخصصات بوصفها مواد عامة من متطلبات الجامعة.
إن علاج هذه المشكلة يأخذ طريقين، الأول: يتجه نحو الإعداد في كليات الإعلام، ويكمن في تجويد المدخلات لتلك الكليات، بأن يكون من شروط القبول أو متطلباته اجتياز اختبار معين في اللغة العربية، يركز على بعض الأساسيات في اللغة التي لا يسع من يُراد له أن يكون إعلاميا الجهل بها، ثم تكثيف الساعات الدراسية لمقررات اللغة العربية لطلاب الإعلام، فحقهم ألا يساووا بغيرهم من التخصصات في دراسة اللغة، ثم تجويد تلك المقررات بما يخدم التخصص الإعلامي، وتقديم مناهج لغوية خاصة بهم.
والطريق الثاني: استعانة وسائل الإعلام، والإدارات الإعلامية في المؤسسات المختلفة بالمختصين في اللغة للتدقيق والمراجعة، خاصة للخطاب الإعلامي المكتوب، وتدريب الإعلاميين من خلال دورات لغوية مكثفة لتدارك ما اختل من إعدادهم قبل الخدمة، وقبل هذا تشريع قانون الحفاظ على اللغة العربية من خلال مراقبة الخطاب الإعلامي بكل أشكاله، فإن تحقق هذا نكون قد أسهمنا في شيء من الحفاظ على لغتنا وهويتنا.
ومع هذه الأهمية الكبرى للغة وسط الخطاب الإعلامي، إلا أنها في الواقع المشاهد تظهر بصورة مغايرة، بعيدة عما يجب أن تكون عليه لغتنا العربية، حيث نجد وسائل الإعلام تسهم في عزلة العربية، وتوسيع الهوة بينها وبين المتكلمين بها، إذ تكثر الأخطاء اللغوية، ويفشو اللحن بشكل ظاهر وجلي، وتزاحم اللغةُ الأجنبيةُ العربيةَ، فضلا عن طغيان اللهجات العامية في الخطاب الإعلامي، أضف إلى ذلك ما تعج به حسابات التواصل الاجتماعي، ولننظر إلى (تويتر) باعتباره أنموذجا لبعض الحسابات الرسمية المعتمدة للعديد من الجهات، إذ يمتلئ بالأخطاء اللغوية إملاء، وأسلوبا.
ولأضرب للقارئ الكريم مثالا أستشهد به على ذلك الضعف فقد أجريت مسحا - في دراسة علمية - لعدد من مشاريع التخرج لطلاب الإعلام في إحدى الجامعات من خلال تحليل مقاطع صوتية يقدم فيها الطلاب تقارير تلفزيونية، وكانت المحصلة رصد 294 خطأ لغويا، خلال مدة لا تتجاوز ثلاث عشرة دقيقة وثانيتين.
إن وجود مثل هذه الحالة من ترد واضح لمستوى اللغة العربية في وسائل الإعلام ليلفت النظر إلى برامج الإعداد في الجامعات التي تخرج مثل هؤلاء الإعلاميين، ويلقي بالعبء عليها في تكوينهم اللغوي.
وبالاطلاع على خطط كليات وأقسام الإعلام في الجامعات السعودية، يُلحظ ضعف الاهتمام بمنهج اللغة العربية، وهذا الضعف يأخذ أشكالا عدة، منها: قلة الساعات المقررة، وعدد المقررات، ونوعها، إضافة إلى بعدها عن حاجات الطلاب المهنية، حيث تُدرس لكثير من التخصصات بوصفها مواد عامة من متطلبات الجامعة.
إن علاج هذه المشكلة يأخذ طريقين، الأول: يتجه نحو الإعداد في كليات الإعلام، ويكمن في تجويد المدخلات لتلك الكليات، بأن يكون من شروط القبول أو متطلباته اجتياز اختبار معين في اللغة العربية، يركز على بعض الأساسيات في اللغة التي لا يسع من يُراد له أن يكون إعلاميا الجهل بها، ثم تكثيف الساعات الدراسية لمقررات اللغة العربية لطلاب الإعلام، فحقهم ألا يساووا بغيرهم من التخصصات في دراسة اللغة، ثم تجويد تلك المقررات بما يخدم التخصص الإعلامي، وتقديم مناهج لغوية خاصة بهم.
والطريق الثاني: استعانة وسائل الإعلام، والإدارات الإعلامية في المؤسسات المختلفة بالمختصين في اللغة للتدقيق والمراجعة، خاصة للخطاب الإعلامي المكتوب، وتدريب الإعلاميين من خلال دورات لغوية مكثفة لتدارك ما اختل من إعدادهم قبل الخدمة، وقبل هذا تشريع قانون الحفاظ على اللغة العربية من خلال مراقبة الخطاب الإعلامي بكل أشكاله، فإن تحقق هذا نكون قد أسهمنا في شيء من الحفاظ على لغتنا وهويتنا.