الكويكبات المارقة!
سنابل موقوتة
الأربعاء / 26 / شعبان / 1440 هـ - 21:30 - الأربعاء 1 مايو 2019 21:30
أحد القراء الأفاضل يسخر من مقالاتي العظيمة ويقول إنه لا يفهم سبب ورود كلمة «الكوكب» في كل مقال، وكنت أنتوي إجابته عن الأسباب ـ وهي أسباب منطقية ومقنعة ـ ثم اكتشفت أن المعلومة غير صحيحة أصلا، فأنا لا أكتب هذه الكلمة في كل المقالات، وهذه ليست المرة الأولى التي أهم فيها بتبرير كلمة قلتها أو فعل ارتكبته ثم أكتشف لاحقا أني لست بحاجة للتبرير لأن القصة من أساسها لم تحدث.
وهذا يحدث لسببين، الأول أن ذاكرتي ضعيفة، والثاني أني لا أستبعد قولي أو فعلي لأي شيء، واستطرادا وبمناسبة الذاكرة الضعيفة فقد قرأت تغريدة أعجبتني لأحد الفضلاء، وكتبت عنها مقالا استلهمته من تلك التغريدة العظيمة، ثم تبين لي بعد فترة أنه وفقه الله قد «استعارها» من حسابي لأني كتبتها قبله بعام على الأقل.
وتغريداتي ومقالاتي وذاكرتي الضعيفة والاستعارات ليست هي الموضوع الذي جمعتكم من أجله هذا اليوم، لكني أردت أن أحدثكم عن «الكوكب»، فقد قرأت أن مدير وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا»، قد أكد في حديث له على ضرورة أخذ مخاطر اصطدام كويكبات قاتلة بالأرض على محمل الجد. وشدد وألح وأصر على أن الموضوع يجب ألا يكون محل سخرية أحد ـ كما جرت العادة ـ لأن التهديدات حقيقية هذه المرة.
والأمر يمكن النظر إليه من عدة زوايا، الزاوية الأولى أن الوضع ليس مخيفا، فكل الناس ستموت في نهاية المطاف، ولن يشكل فارقا بالنسبة لك كشخص أن تموت في حادث سيارة أو أثناء نومك أو بسبب رصاصة أو قنبلة نووية أو بسبب كوكب قرر أن يعانق الأرض ويكف عن السباحة وحيدا في الفضاء.
الزاوية الأخرى أن الأمر لن يحدث قريبا، وحسب ما يقال فإن هذه الكويكبات المارقة ستصدم بالأرض عام 2199 وهذا يعني أنك لن تكون موجودا، وحتى لو كتب لك أن تعيش حتى ذلك اليوم فإن الموت سيكون أحد أهم أمنياتك إن لم يكن الأمنية الوحيدة. بالنسبة لي فلن يهمني بعد رحيلي أن تحول المخلوقات الفضائية كوكب الأرض إلى كيكة عيد ميلاد، فليقطعوا الأرض ويأكلوها فيها بالهناء والشفاء.
وعلى أي حال ..
صحيح أن توقع حدوث مثل هذا الأمر في المستقبل البعيد الذي لن نشهده باعث على الاطمئنان، لكنه أيضا باعث على القلق، فأمريكا لن تفكر في حشد الجهود من أجل مواجهة الكواكب السيارة والجن الواقفين على حدود المجرة إلا بعد أن يكون البشر قد تألفوا ولم تعد تستطيع أن تسترزق من سوق «التحريش» بينهم، ومصدر القلق أنها ـ أي أمريكا ـ قررت أن هذا لن يحدث إلا بعد قرنين من الآن، وهذا يعني ضمنا أن البشرية لن تكف عن الاقتتال المصنوع في أمريكا قبل ذلك.
agrni@
وهذا يحدث لسببين، الأول أن ذاكرتي ضعيفة، والثاني أني لا أستبعد قولي أو فعلي لأي شيء، واستطرادا وبمناسبة الذاكرة الضعيفة فقد قرأت تغريدة أعجبتني لأحد الفضلاء، وكتبت عنها مقالا استلهمته من تلك التغريدة العظيمة، ثم تبين لي بعد فترة أنه وفقه الله قد «استعارها» من حسابي لأني كتبتها قبله بعام على الأقل.
وتغريداتي ومقالاتي وذاكرتي الضعيفة والاستعارات ليست هي الموضوع الذي جمعتكم من أجله هذا اليوم، لكني أردت أن أحدثكم عن «الكوكب»، فقد قرأت أن مدير وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا»، قد أكد في حديث له على ضرورة أخذ مخاطر اصطدام كويكبات قاتلة بالأرض على محمل الجد. وشدد وألح وأصر على أن الموضوع يجب ألا يكون محل سخرية أحد ـ كما جرت العادة ـ لأن التهديدات حقيقية هذه المرة.
والأمر يمكن النظر إليه من عدة زوايا، الزاوية الأولى أن الوضع ليس مخيفا، فكل الناس ستموت في نهاية المطاف، ولن يشكل فارقا بالنسبة لك كشخص أن تموت في حادث سيارة أو أثناء نومك أو بسبب رصاصة أو قنبلة نووية أو بسبب كوكب قرر أن يعانق الأرض ويكف عن السباحة وحيدا في الفضاء.
الزاوية الأخرى أن الأمر لن يحدث قريبا، وحسب ما يقال فإن هذه الكويكبات المارقة ستصدم بالأرض عام 2199 وهذا يعني أنك لن تكون موجودا، وحتى لو كتب لك أن تعيش حتى ذلك اليوم فإن الموت سيكون أحد أهم أمنياتك إن لم يكن الأمنية الوحيدة. بالنسبة لي فلن يهمني بعد رحيلي أن تحول المخلوقات الفضائية كوكب الأرض إلى كيكة عيد ميلاد، فليقطعوا الأرض ويأكلوها فيها بالهناء والشفاء.
وعلى أي حال ..
صحيح أن توقع حدوث مثل هذا الأمر في المستقبل البعيد الذي لن نشهده باعث على الاطمئنان، لكنه أيضا باعث على القلق، فأمريكا لن تفكر في حشد الجهود من أجل مواجهة الكواكب السيارة والجن الواقفين على حدود المجرة إلا بعد أن يكون البشر قد تألفوا ولم تعد تستطيع أن تسترزق من سوق «التحريش» بينهم، ومصدر القلق أنها ـ أي أمريكا ـ قررت أن هذا لن يحدث إلا بعد قرنين من الآن، وهذا يعني ضمنا أن البشرية لن تكف عن الاقتتال المصنوع في أمريكا قبل ذلك.
agrni@