بطرقة التحفيز وطاووس الإبداع
الثلاثاء / 25 / شعبان / 1440 هـ - 18:30 - الثلاثاء 30 أبريل 2019 18:30
لا جزاء للمعروف إلا بالشكر والعرفان، ونحن نعلم كمختصين - إدارة وقيادة - أن من أهم أولويات القائد تحفيز الموظفين، والتكريم أحد مظاهره، والذي يمنح لأفراد يستحقون التكريم ويستحقون كذلك تسليط الضوء على عملهم ومجهودهم المتميز.
علامة شكر المرء إعلان شكره ومن شكر المعروف منه فما كفر. التكريم في أبسط صوره هو تكريم حقيقي في وقت أصبح يعج بتكريم أشبه بـ «الهياط»، لكن أن ينسلخ التكريم من مفاهيمه ومعناه السامي ويفقد أبجدياته ويذهب بريقه وتهدر قيمته بسبب (فوضى التكريم) المسيطرة على ساحات الاحتفاء والتكريم، هنا علينا أن نوقف هذه الفوضى ونعيد ترتيبها ونضع معايير لاستحقاقها وضوابط لترشيحها، فليس التكريم ورقة مطبوعة أو درعا منسوخة تقدم لمن يستحق أو لا يستحق، كأننا هنا ننتج بطاريق من المكرمين، وتصبح الشهادة بلا روح ولا طعم.
فكما أن القائد لا يحتاج إلى جيل بطاريق لا اختلاف بينهم في الأداء والأعمال كذلك الموظف بحاجة إلى اختلاف وتفرد عند وقت الحصد والعرفان، حتى لا تثبط الهمة ولا تتبدد الجهود ولا تخيب المساعي، حيث نجد أن بعض الجهات تكرم جميع الموظفين نهاية العام بشهادة منسوخة لمن تفانى بالعمل ومن غاب ومن تقاعد.
هذا لا نحسبه عدلا ولا مساواة، بل هو تحطيم وقد يفهم من البعض أن التكريم يسير مسار المحاباة، فالأصل في التكريم إبراز المبدعين المستحقين للتألق «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون».
ولا نحتاج كذلك إلى أن يكون التكريم مستحقا لمن يصرخ بأعلى صوته أو يتباهى بريشه وكأنه يقول إنه سيد الموقف عند كل تكريم، فلا تجد احتفاء ولا تكريما إلا وهو أول القائمة، ولا نجد كذلك لجنة أو فريق عمل إلا وهو متصدرها. هذا مما يحزن في شكر من لا يستحق، وقد قالت العرب في ذلك، ومما يكتب بمداد من ذهب «لا تهرف بما لا تعرف» وهو يضرب لمن يتعدى في مدح الشيء قبل تمام معرفته. لا نعلم إلى متى وهؤلاء متسيدون ويبجلون بكل موقف!
نريد (طاووس الإبداع) ملك الطيور الذي يتباهى ويسمو أمامنا ويتجدد بألوانه ليس كبرا وخيلاء على خواء، بل تميزا وإبداعا يزهو أمامنا بأداء مختلف وعطاء ذي أثر، مما يجبرنا على الانبهار والتحديق في روعة جماله وألوانه.
هنا يجب في كل احتفاء أن نسأل أنفسنا: ماذا قدمت لأستحق التكريم؟ ماذا قدمت للمجتمع؟ كيف يمكن أن أكون مؤثرا حتى لو لم أفز بتكريم؟
دعونا نقنن هذه الفوضى والموجة العارمة في حفلات التكريم، فلا يمنح إلا بمعايير ومؤشرات إنجاز تحدد العمل المتميز حتى لا يفقد التكريم هيبته.
SleemAmal@
علامة شكر المرء إعلان شكره ومن شكر المعروف منه فما كفر. التكريم في أبسط صوره هو تكريم حقيقي في وقت أصبح يعج بتكريم أشبه بـ «الهياط»، لكن أن ينسلخ التكريم من مفاهيمه ومعناه السامي ويفقد أبجدياته ويذهب بريقه وتهدر قيمته بسبب (فوضى التكريم) المسيطرة على ساحات الاحتفاء والتكريم، هنا علينا أن نوقف هذه الفوضى ونعيد ترتيبها ونضع معايير لاستحقاقها وضوابط لترشيحها، فليس التكريم ورقة مطبوعة أو درعا منسوخة تقدم لمن يستحق أو لا يستحق، كأننا هنا ننتج بطاريق من المكرمين، وتصبح الشهادة بلا روح ولا طعم.
فكما أن القائد لا يحتاج إلى جيل بطاريق لا اختلاف بينهم في الأداء والأعمال كذلك الموظف بحاجة إلى اختلاف وتفرد عند وقت الحصد والعرفان، حتى لا تثبط الهمة ولا تتبدد الجهود ولا تخيب المساعي، حيث نجد أن بعض الجهات تكرم جميع الموظفين نهاية العام بشهادة منسوخة لمن تفانى بالعمل ومن غاب ومن تقاعد.
هذا لا نحسبه عدلا ولا مساواة، بل هو تحطيم وقد يفهم من البعض أن التكريم يسير مسار المحاباة، فالأصل في التكريم إبراز المبدعين المستحقين للتألق «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون».
ولا نحتاج كذلك إلى أن يكون التكريم مستحقا لمن يصرخ بأعلى صوته أو يتباهى بريشه وكأنه يقول إنه سيد الموقف عند كل تكريم، فلا تجد احتفاء ولا تكريما إلا وهو أول القائمة، ولا نجد كذلك لجنة أو فريق عمل إلا وهو متصدرها. هذا مما يحزن في شكر من لا يستحق، وقد قالت العرب في ذلك، ومما يكتب بمداد من ذهب «لا تهرف بما لا تعرف» وهو يضرب لمن يتعدى في مدح الشيء قبل تمام معرفته. لا نعلم إلى متى وهؤلاء متسيدون ويبجلون بكل موقف!
نريد (طاووس الإبداع) ملك الطيور الذي يتباهى ويسمو أمامنا ويتجدد بألوانه ليس كبرا وخيلاء على خواء، بل تميزا وإبداعا يزهو أمامنا بأداء مختلف وعطاء ذي أثر، مما يجبرنا على الانبهار والتحديق في روعة جماله وألوانه.
هنا يجب في كل احتفاء أن نسأل أنفسنا: ماذا قدمت لأستحق التكريم؟ ماذا قدمت للمجتمع؟ كيف يمكن أن أكون مؤثرا حتى لو لم أفز بتكريم؟
دعونا نقنن هذه الفوضى والموجة العارمة في حفلات التكريم، فلا يمنح إلا بمعايير ومؤشرات إنجاز تحدد العمل المتميز حتى لا يفقد التكريم هيبته.
SleemAmal@