هل يجتاح تنظيم داعش أفريقيا؟
اتخذ قاعدة متينة في ليبيا وبدأ في تهريب الأسلحة إلى نيجيريا ومالي
الأربعاء / 12 / شعبان / 1440 هـ - 23:30 - الأربعاء 17 أبريل 2019 23:30
«بدأت المعركة بتحليق طائرتين بدون طيار فوق قاعدة يقيم فيها أكثر من 500 جندي نيجيري لحراسة شواطئ بحيرة تشاد، فجأة، سمع دوي إطلاق النار من سيارات مدرعة ومدافع ودبابات صدحت بالأناشيد الجهادية»، وفي غضون ساعات تخلت قوات النخبة من أحد أقوى الجيوش في أفريقيا عن قاعدتها ومخبأها من الأسلحة الثقيلة، واقتحمتها جماعة موالية لتنظيم داعش.
القصة التي سردتها صحيفة وول ستريت جورنال في افتتاحية تقريرها أثارت سؤالا عريضا: هل يجتاح تنظيم داعش أفريقيا ويستوطن فيها ويفعل ما يريد في ليبيا وبعض دول القارة السمراء، بعد الانتصار عليه في العراق وضربه في سوريا وعدد من دول آسيا؟
الهرب بعد السيطرة
قال بيتروس مادو، رقيب نيجيري هرب من القاعدة في بلدة باجا، وسار عبر الغابات لمدة ثلاثة أيام للوصول إلى بر الأمان «كنا بلا حول أو قوة، سيطر الإرهابيون على المنطقة برمتها الآن».
في الأشهر الأخيرة، وبعد دحر الجماعة في العراق وسوريا، ظهرت مجموعة متمردة في نيجيريا تطلق على نفسها اسم «الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا»، وقد سيطرت على مئات الأميال المربعة من الأراضي، وفقا للمسؤولين النيجيريين والغربيين.
إن صعود المجموعة السريع الذي لم يلاحظه أحد، ينذر بالفصل التالي من الصراع مع تنظيم داعش، حيث إن حلفاءه المحليين في عدد من البلاد البعيدة يقاتلون الجيوش المحلية ويقيمون قواعد لهم في أفغانستان ومالي والفلبين والصومال، ومن المحتمل أن يستمر تهديد التنظيم للحكومات الإقليمية والغرب، حسبما قال مسؤولون في المخابرات الأمريكية في تقييم رسمي للمخاطر.
الوصول إلى ليبيا
التصور السائد عن التنظيم، والذي بني على أساس مقابلات مع الجنود واللاجئين وضباط المخابرات ومهربي الأسلحة والدبلوماسيين في نيجيريا والنيجر، بالإضافة إلى الأشخاص الذين شاركوا في المحادثات مع الفصيل، أنه مجموعة متمردة ومسلحة بشكل جيد تتوقع إقامة دولة من المناطق الاستراتيجية التي تنسحب منها الولايات المتحدة، ولا توجد علامة على أن المجموعة تسعى لمهاجمة أهداف غربية خارج حدودها.
وعلى النقيض من بوكوحرام ومواجهتها للمذابح على المدنيين، تركز الجماعة المكونة من قرابة خمسة آلاف رجل على مهاجمة قوات الأمن والمنظمات غير الحكومية، في أعقاب نصيحة تكتيكية أرسلها التنظيم في سوريا لتجنيب السكان المتضررين من الحرب.
وعاد المقاتلون المتمرسون من غرب أفريقيا الذين سافروا إلى ليبيا والشرق الأوسط وانضموا إلى الفرع الجديد. وأرسل علماء داعش تعليمات مكتوبة للتوقف عن مهاجمة المدارس والأسواق والتوقف عن الوعظ بأن الأرض مسطحة.
جبهة ثانية
تمكنت المجموعة من السيطرة على 12 قاعدة عسكرية ونهبها، مما أسفر عن مقتل مئات الجنود والاستيلاء على مخزونات ضخمة من الأسلحة، قبل أسابيع من الانتخابات الرئاسية في نيجيريا، أكبر ديمقراطية في أفريقيا، ويصفها المسؤولون الأمنيون النيجيريون بتهديد أكبر بكثير من بوكوحرام، نظرا لتطورها وتمتعها بالدعم الشعبي.
وذكر أحد مهربي الأسلحة في النيجر، يدعى يوسف «تهرب الأسلحة من تنظيم داعش في ليبيا إلى فروعه في نيجيريا ومالي، حيث تريد هذه المجموعات إنشاء دولة ذات شأن».
توقف عدد من المسؤولين النيجيريين عن الحديث عن هزيمة التمرد، بل احتوائه فقط، حيث قال فيستوس كيهامو، المتحدث باسم حملة إعادة انتخاب الرئيس النيجيري محمد بخاري «فيما يتعلق بالأمن فالوضع ليس كما كنا نعتقد، ويجب أن نعترف بذلك، ومع ذلك، لقد أحرزنا بعض التقدم منذ 2015».
لم تكشف السلطات النيجيرية عن خسائرها في مواجهة التنظيم، حيث يعيشون في خوف بسبب مداهمة السلطات مكتبين تابعين لصحيفة ديلي ترست. وعندما سئل متحدث باسم الجيش عن المداهمات قال إن الصحيفة تقوض الأمن القومي لنشرها تقارير عن قتلى الجيش النيجيري.
الهجرة الجماعية
على الرغم من صعوبة الوصول إلى المجموعة، لكن قنواتها الإخبارية الداخلية على تطبيق تيليجرام تعطي لمحة عنها، ويشارك المقاتلون صورا لأنفسهم وهم يستمتعون بغروب الشمس فوق بحيرة تشاد أو يرتدون ملابسهم.
ويقود الفصيل شاب متشدد يدعى أبومصعب البرناوي، حيث يسيطر على جيب عبر نيجيريا والنيجر وتشاد، وفقا لخرائط عسكرية أمريكية غير منشورة. قامت الجماعة بحفر الآبار، وسلمت البذور والأسمدة وقدمت المراعي الآمنة للرعاة، وفقا للتجار والرعاة الذين ينتقلون بين المناطق الخاضعة للتنظيم ومخيمات اللاجئين في مدينة مايدوجوري النيجيرية.
يقول أحد التجار «إذا أطعناهم فسيتركوننا نتاجر، ولقد سمحوا لنا بالزراعة». وأفادت وكالات الإغاثة بأن بعض النيجيريين البالغ عددهم 1.5 مليون، والذين أمضوا معظم العقد الماضي في مخيمات اللاجئين، يعودون إلى المناطق التي يسيطر عليها الجهاديون.
وعلى الرغم من عدم وجود معلومات عدة حول التنظيم إلا أن المحللين ينقسمون حول ما إذا كان برناوي حاكما أوحد أم تنتشر الألوية المستقلة. ولم تعلن المجموعة الخلافة، مما يجعل من الصعب تقييم سيطرتها الإقليمية في منطقة شاسعة يمتزج فيها المقاتلون مع القرويين.
ويؤكد مسؤولون استخباراتيون أمريكيون وأوروبيون أن فرع التنظيم في أفريقيا يتواصل بانتظام مع الفروع الأخرى حول العالم، فعندما كان تنظيم داعش في أوج قوته في سوريا أرسل أموالا وأوامر إلى فرعه النيجيري حول الترقيات وأساليب التفاوض على الرهائن، حسب قول الأشخاص الذين تعاملوا مع المجموعة.
الوضع الأمني
وفي الانتخابات الأخيرة في نيجيريا فاز الرئيس محمد بخاري بولاية ثانية اعتمادا على التقدم الذي أحرزه في معالجة قضية بوكوحرام، حيث تمكن من طرد المجموعة خارج الأرض التي تسيطر عليها، ويقاتل جيشه ضد القراصنة ولصوص النفط في الجنوب ويضطرون إلى خوض معارك مشحونة حول الأراضي الزراعية في المناطق الوسطى. ويقول المحافظون ومحللو الأمن إن التنظيم حاول تعطيل إجراء الانتخابات في أجزاء من شمال شرق نيجيريا.
أسئلة نيجيرية
في مقطع عنوانه »أسئلة نيجيرية«، رد أحد كبار علماء داعش بما يلي: حمل بطاقة هوية حكومية يمكن أن يكون مسموحا به، وفقا للظروف. ويجب أن تركز بوكوحرام الآن على الهجمات على القوات العسكرية والأمنية. وكتب: ليكن معلوما لديكم، فإن الأرض كروية.
نمو التنظيم
2016
وجد زعيم التنظيم أبوبكر شاكو نفسه على الجانب الخاسر من هذه الحجج. فكتب فصيل برناوي المنافس رسالة إلى داعش متهما السيد شاكو بتحريف القرآن لإنشاء خلافة الدماء. وقد انتهزت داعش الفرصة وقامت بانقلاب على شاكو ووضعت برناوي على رأس الفرع الجديد في 2016. وأدت هذه الخطوة إلى اندلاع قتال شرس بين الفصائل في شمال شرق نيجيريا، حيث قتل مئات المتشددين.
واصل الخبراء في مكافحة الإرهاب في نيجيريا التركيز على شاكو الذي أسر فتيات شيبوك واستخدم الأطفال كمفجرين انتحاريين، لكنه أطلق سراح أكثر من 100 من الفتيات في عمليتي تبادل في أكتوبر2016 ومايو في العام التالي مقابل خمسة مقاتلين مسجونين وفدية قدرها 3 ملايين يورو.
في غضون ذلك حافظ برناوي على السرية، وقام بتدريب المقاتلين وجلب الأسلحة، وتواصل مع فرع داعش في ليبيا، الذي كان ينمو مع انهيار المجموعة في العراق وسوريا.
2017
هاجم التنظيم بشكل منتظم قواعد عسكرية في ولايات شمال نيجيريا حول بحيرة تشاد. وقد لاحظ الجنود النيجيريون الذين اعتادوا محاربة فصيل شاكو، تكتيكات جديدة ومقاتلين مدربين تدريبا جيدا. ويقول الجنود النيجيريون إنهم يملكون المعدات نفسها، لكن جيشهم غالبا ما يكون لديه ذخيرة أقل.
يقول أحد الجنود النيجيريين «لقد أصبحوا أقوى بكثير، مع المزيد من القوة النارية. نضطر لقطع الاتصال فيما بيننا والتراجع عندما يهاجموننا».
أدلة القوة:
- أظهرت مقاطع الفيديو الجديدة استخدام التنظيم أسلحة قاتلة، مثل القنابل المدرعة والمحمولة بالمركبات. وأظهر مصنع أسلحة وأدلة على نقل التكنولوجيا.
- استخدم التنظيم طائرات بدون طيار للتجسس على الجيش النيجيري.
- استخدم التنظيم الخيل لتفادي اكتشافهم بواسطة طائرات المراقبة وصور الأقمار الصناعية التي تتبعهم.
- تعلم من هزائم داعش في سوريا، تجنب المجموعة الوجود في المراكز السكانية، مما أعطى الطائرات الحربية أهدافا أقل لضربها.
ومع ازدياد قوة التنظيم أجرى محادثات سلام غير رسمية مع الحكومة النيجيرية عبر أحد قادته (مامان نور)، وأصبحت المحادثات التي توسطت فيها الحكومة السويسرية علنية بعد أن أظهر السيد نور حسن النية وأمر بعودة 104 تلميذات خطفهن مقاتلوه.
وقال وسطاء إن بعض المتشددين كانوا يريدون فدية مقابل النساء. وفي سبتمبر، وضعوا السيد نور تحت الإقامة الجبرية وقتلوه، وفقا للمفاوضين الحكوميين وعملاء المخابرات. وقد انهارت مبادرة السلام. وبعد فترة وجيزة قتل التنظيم اثنين من عمال الصليب الأحمر كانا قد احتجزا كرهينتين.
2018
هجم التنظيم على القوات، وكان مقاتلوه يبيدون بانتظام بعض الوحدات الأفضل تجهيزا في نيجيريا عبر المنطقة الشمالية الشرقية شديدة التحصين من البلاد. وبدأ المسلحون يرسلون قادة نيجيريين يستنجدون بالتحذيرات من متى سيهاجمون. فساءت معنويات الجيش، وبدأ المزيد من الجنود في الهرب.
في 26 ديسمبر شن التنظيم هجومه الأكبر على القاعدة العسكرية النيجيرية شديدة التحصين في بلدة باجا وقاعدة بحرية قريبة على بحيرة تشاد. تضمنت المجمعات مئات الجنود وبعض الأسلحة الأكثر تطورا التي تحتفظ بها نيجيريا وشركاؤها من تشاد والكاميرون والنيجر.
وقد بث التنظيم مقاطع للفيديو تتخللها صور دموية للجنود القتلى وإحراق زوارق القاعدة المستوردة من ألمانيا، مع مخازن للأسلحة في المناطق التي تسيطر عليها، وحث المسلمين في الخارج على الانضمام إلى القتال. وقد علقت صحيفة النبأ التابعة للتنظيم بالقول «صعود داعش، واندحار الجيش النيجيري».
المناطق الخطرة
ظهر فرع التنظيم في غرب أفريقيا عام 2016 بعد انشقاق كبير داخل بوكوحرام في نيجيريا، وثبت نفسه في المجتمعات الحدودية حول بحيرة تشاد، ويقوم بتشكيل هياكل لتنظيمه، وبدأ في:
- فرض السيطرة على طرق التجارة
- فرض الضرائب على صناعة الأسماك المحلية
- تنظيم الزراعة
- فرض نسخته المتطرفة من الإسلام
القصة التي سردتها صحيفة وول ستريت جورنال في افتتاحية تقريرها أثارت سؤالا عريضا: هل يجتاح تنظيم داعش أفريقيا ويستوطن فيها ويفعل ما يريد في ليبيا وبعض دول القارة السمراء، بعد الانتصار عليه في العراق وضربه في سوريا وعدد من دول آسيا؟
الهرب بعد السيطرة
قال بيتروس مادو، رقيب نيجيري هرب من القاعدة في بلدة باجا، وسار عبر الغابات لمدة ثلاثة أيام للوصول إلى بر الأمان «كنا بلا حول أو قوة، سيطر الإرهابيون على المنطقة برمتها الآن».
في الأشهر الأخيرة، وبعد دحر الجماعة في العراق وسوريا، ظهرت مجموعة متمردة في نيجيريا تطلق على نفسها اسم «الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا»، وقد سيطرت على مئات الأميال المربعة من الأراضي، وفقا للمسؤولين النيجيريين والغربيين.
إن صعود المجموعة السريع الذي لم يلاحظه أحد، ينذر بالفصل التالي من الصراع مع تنظيم داعش، حيث إن حلفاءه المحليين في عدد من البلاد البعيدة يقاتلون الجيوش المحلية ويقيمون قواعد لهم في أفغانستان ومالي والفلبين والصومال، ومن المحتمل أن يستمر تهديد التنظيم للحكومات الإقليمية والغرب، حسبما قال مسؤولون في المخابرات الأمريكية في تقييم رسمي للمخاطر.
الوصول إلى ليبيا
التصور السائد عن التنظيم، والذي بني على أساس مقابلات مع الجنود واللاجئين وضباط المخابرات ومهربي الأسلحة والدبلوماسيين في نيجيريا والنيجر، بالإضافة إلى الأشخاص الذين شاركوا في المحادثات مع الفصيل، أنه مجموعة متمردة ومسلحة بشكل جيد تتوقع إقامة دولة من المناطق الاستراتيجية التي تنسحب منها الولايات المتحدة، ولا توجد علامة على أن المجموعة تسعى لمهاجمة أهداف غربية خارج حدودها.
وعلى النقيض من بوكوحرام ومواجهتها للمذابح على المدنيين، تركز الجماعة المكونة من قرابة خمسة آلاف رجل على مهاجمة قوات الأمن والمنظمات غير الحكومية، في أعقاب نصيحة تكتيكية أرسلها التنظيم في سوريا لتجنيب السكان المتضررين من الحرب.
وعاد المقاتلون المتمرسون من غرب أفريقيا الذين سافروا إلى ليبيا والشرق الأوسط وانضموا إلى الفرع الجديد. وأرسل علماء داعش تعليمات مكتوبة للتوقف عن مهاجمة المدارس والأسواق والتوقف عن الوعظ بأن الأرض مسطحة.
جبهة ثانية
تمكنت المجموعة من السيطرة على 12 قاعدة عسكرية ونهبها، مما أسفر عن مقتل مئات الجنود والاستيلاء على مخزونات ضخمة من الأسلحة، قبل أسابيع من الانتخابات الرئاسية في نيجيريا، أكبر ديمقراطية في أفريقيا، ويصفها المسؤولون الأمنيون النيجيريون بتهديد أكبر بكثير من بوكوحرام، نظرا لتطورها وتمتعها بالدعم الشعبي.
وذكر أحد مهربي الأسلحة في النيجر، يدعى يوسف «تهرب الأسلحة من تنظيم داعش في ليبيا إلى فروعه في نيجيريا ومالي، حيث تريد هذه المجموعات إنشاء دولة ذات شأن».
توقف عدد من المسؤولين النيجيريين عن الحديث عن هزيمة التمرد، بل احتوائه فقط، حيث قال فيستوس كيهامو، المتحدث باسم حملة إعادة انتخاب الرئيس النيجيري محمد بخاري «فيما يتعلق بالأمن فالوضع ليس كما كنا نعتقد، ويجب أن نعترف بذلك، ومع ذلك، لقد أحرزنا بعض التقدم منذ 2015».
لم تكشف السلطات النيجيرية عن خسائرها في مواجهة التنظيم، حيث يعيشون في خوف بسبب مداهمة السلطات مكتبين تابعين لصحيفة ديلي ترست. وعندما سئل متحدث باسم الجيش عن المداهمات قال إن الصحيفة تقوض الأمن القومي لنشرها تقارير عن قتلى الجيش النيجيري.
الهجرة الجماعية
على الرغم من صعوبة الوصول إلى المجموعة، لكن قنواتها الإخبارية الداخلية على تطبيق تيليجرام تعطي لمحة عنها، ويشارك المقاتلون صورا لأنفسهم وهم يستمتعون بغروب الشمس فوق بحيرة تشاد أو يرتدون ملابسهم.
ويقود الفصيل شاب متشدد يدعى أبومصعب البرناوي، حيث يسيطر على جيب عبر نيجيريا والنيجر وتشاد، وفقا لخرائط عسكرية أمريكية غير منشورة. قامت الجماعة بحفر الآبار، وسلمت البذور والأسمدة وقدمت المراعي الآمنة للرعاة، وفقا للتجار والرعاة الذين ينتقلون بين المناطق الخاضعة للتنظيم ومخيمات اللاجئين في مدينة مايدوجوري النيجيرية.
يقول أحد التجار «إذا أطعناهم فسيتركوننا نتاجر، ولقد سمحوا لنا بالزراعة». وأفادت وكالات الإغاثة بأن بعض النيجيريين البالغ عددهم 1.5 مليون، والذين أمضوا معظم العقد الماضي في مخيمات اللاجئين، يعودون إلى المناطق التي يسيطر عليها الجهاديون.
وعلى الرغم من عدم وجود معلومات عدة حول التنظيم إلا أن المحللين ينقسمون حول ما إذا كان برناوي حاكما أوحد أم تنتشر الألوية المستقلة. ولم تعلن المجموعة الخلافة، مما يجعل من الصعب تقييم سيطرتها الإقليمية في منطقة شاسعة يمتزج فيها المقاتلون مع القرويين.
ويؤكد مسؤولون استخباراتيون أمريكيون وأوروبيون أن فرع التنظيم في أفريقيا يتواصل بانتظام مع الفروع الأخرى حول العالم، فعندما كان تنظيم داعش في أوج قوته في سوريا أرسل أموالا وأوامر إلى فرعه النيجيري حول الترقيات وأساليب التفاوض على الرهائن، حسب قول الأشخاص الذين تعاملوا مع المجموعة.
الوضع الأمني
وفي الانتخابات الأخيرة في نيجيريا فاز الرئيس محمد بخاري بولاية ثانية اعتمادا على التقدم الذي أحرزه في معالجة قضية بوكوحرام، حيث تمكن من طرد المجموعة خارج الأرض التي تسيطر عليها، ويقاتل جيشه ضد القراصنة ولصوص النفط في الجنوب ويضطرون إلى خوض معارك مشحونة حول الأراضي الزراعية في المناطق الوسطى. ويقول المحافظون ومحللو الأمن إن التنظيم حاول تعطيل إجراء الانتخابات في أجزاء من شمال شرق نيجيريا.
أسئلة نيجيرية
في مقطع عنوانه »أسئلة نيجيرية«، رد أحد كبار علماء داعش بما يلي: حمل بطاقة هوية حكومية يمكن أن يكون مسموحا به، وفقا للظروف. ويجب أن تركز بوكوحرام الآن على الهجمات على القوات العسكرية والأمنية. وكتب: ليكن معلوما لديكم، فإن الأرض كروية.
نمو التنظيم
2016
وجد زعيم التنظيم أبوبكر شاكو نفسه على الجانب الخاسر من هذه الحجج. فكتب فصيل برناوي المنافس رسالة إلى داعش متهما السيد شاكو بتحريف القرآن لإنشاء خلافة الدماء. وقد انتهزت داعش الفرصة وقامت بانقلاب على شاكو ووضعت برناوي على رأس الفرع الجديد في 2016. وأدت هذه الخطوة إلى اندلاع قتال شرس بين الفصائل في شمال شرق نيجيريا، حيث قتل مئات المتشددين.
واصل الخبراء في مكافحة الإرهاب في نيجيريا التركيز على شاكو الذي أسر فتيات شيبوك واستخدم الأطفال كمفجرين انتحاريين، لكنه أطلق سراح أكثر من 100 من الفتيات في عمليتي تبادل في أكتوبر2016 ومايو في العام التالي مقابل خمسة مقاتلين مسجونين وفدية قدرها 3 ملايين يورو.
في غضون ذلك حافظ برناوي على السرية، وقام بتدريب المقاتلين وجلب الأسلحة، وتواصل مع فرع داعش في ليبيا، الذي كان ينمو مع انهيار المجموعة في العراق وسوريا.
2017
هاجم التنظيم بشكل منتظم قواعد عسكرية في ولايات شمال نيجيريا حول بحيرة تشاد. وقد لاحظ الجنود النيجيريون الذين اعتادوا محاربة فصيل شاكو، تكتيكات جديدة ومقاتلين مدربين تدريبا جيدا. ويقول الجنود النيجيريون إنهم يملكون المعدات نفسها، لكن جيشهم غالبا ما يكون لديه ذخيرة أقل.
يقول أحد الجنود النيجيريين «لقد أصبحوا أقوى بكثير، مع المزيد من القوة النارية. نضطر لقطع الاتصال فيما بيننا والتراجع عندما يهاجموننا».
أدلة القوة:
- أظهرت مقاطع الفيديو الجديدة استخدام التنظيم أسلحة قاتلة، مثل القنابل المدرعة والمحمولة بالمركبات. وأظهر مصنع أسلحة وأدلة على نقل التكنولوجيا.
- استخدم التنظيم طائرات بدون طيار للتجسس على الجيش النيجيري.
- استخدم التنظيم الخيل لتفادي اكتشافهم بواسطة طائرات المراقبة وصور الأقمار الصناعية التي تتبعهم.
- تعلم من هزائم داعش في سوريا، تجنب المجموعة الوجود في المراكز السكانية، مما أعطى الطائرات الحربية أهدافا أقل لضربها.
ومع ازدياد قوة التنظيم أجرى محادثات سلام غير رسمية مع الحكومة النيجيرية عبر أحد قادته (مامان نور)، وأصبحت المحادثات التي توسطت فيها الحكومة السويسرية علنية بعد أن أظهر السيد نور حسن النية وأمر بعودة 104 تلميذات خطفهن مقاتلوه.
وقال وسطاء إن بعض المتشددين كانوا يريدون فدية مقابل النساء. وفي سبتمبر، وضعوا السيد نور تحت الإقامة الجبرية وقتلوه، وفقا للمفاوضين الحكوميين وعملاء المخابرات. وقد انهارت مبادرة السلام. وبعد فترة وجيزة قتل التنظيم اثنين من عمال الصليب الأحمر كانا قد احتجزا كرهينتين.
2018
هجم التنظيم على القوات، وكان مقاتلوه يبيدون بانتظام بعض الوحدات الأفضل تجهيزا في نيجيريا عبر المنطقة الشمالية الشرقية شديدة التحصين من البلاد. وبدأ المسلحون يرسلون قادة نيجيريين يستنجدون بالتحذيرات من متى سيهاجمون. فساءت معنويات الجيش، وبدأ المزيد من الجنود في الهرب.
في 26 ديسمبر شن التنظيم هجومه الأكبر على القاعدة العسكرية النيجيرية شديدة التحصين في بلدة باجا وقاعدة بحرية قريبة على بحيرة تشاد. تضمنت المجمعات مئات الجنود وبعض الأسلحة الأكثر تطورا التي تحتفظ بها نيجيريا وشركاؤها من تشاد والكاميرون والنيجر.
وقد بث التنظيم مقاطع للفيديو تتخللها صور دموية للجنود القتلى وإحراق زوارق القاعدة المستوردة من ألمانيا، مع مخازن للأسلحة في المناطق التي تسيطر عليها، وحث المسلمين في الخارج على الانضمام إلى القتال. وقد علقت صحيفة النبأ التابعة للتنظيم بالقول «صعود داعش، واندحار الجيش النيجيري».
المناطق الخطرة
ظهر فرع التنظيم في غرب أفريقيا عام 2016 بعد انشقاق كبير داخل بوكوحرام في نيجيريا، وثبت نفسه في المجتمعات الحدودية حول بحيرة تشاد، ويقوم بتشكيل هياكل لتنظيمه، وبدأ في:
- فرض السيطرة على طرق التجارة
- فرض الضرائب على صناعة الأسماك المحلية
- تنظيم الزراعة
- فرض نسخته المتطرفة من الإسلام