هل تصبح بلادنا تاسمانيا جديدة؟!
في مقالاته واجتماعاته العامة والخاصة كان مهاتير محمد علي رائد النهضة الماليزية يدلل على وحشية الغرب الذي لا يتورع عن تجربة أسلحته الفتاكة فى بلدان أخرى، ليتأكد من قدرتها الفائقة على الإبادة، ولا يهم كم من الآلاف بل والملايين قضى هنا وهناك..
الثلاثاء / 5 / صفر / 1437 هـ - 14:45 - الثلاثاء 17 نوفمبر 2015 14:45
في مقالاته واجتماعاته العامة والخاصة كان مهاتير محمد علي رائد النهضة الماليزية يدلل على وحشية الغرب الذي لا يتورع عن تجربة أسلحته الفتاكة فى بلدان أخرى، ليتأكد من قدرتها الفائقة على الإبادة، ولا يهم كم من الآلاف بل والملايين قضى هنا وهناك.. ودائما ما كان يذكر تلك الجزيرة القابعة بالقرب من الساحل الشرقى لأستراليا.. جزيرة أو ولاية تاسمانيا.. وعاصمتها مدينة هوبارت، والتي مورست عليها واحدة من أبشع جرائم البشرية والتطهير العرقي، فمع دخول الإنجليز تلك الجزيرة عام 1803 لم يضيعوا أى وقت، وقاموا بتغذية الصراعات بين قبائل السكان الأصليين، لتبدأ معارك مدمرة بين الإخوة ما بين عامي 1803 و1808، وقبل أن تشارف تلك المعارك على نهايتها ويظهر منتصر ومهزوم، ومع أول هدنة بدأت جحافل عصابات المستوطنين الإنجليز حرب إبادة شاملة على ما تبقى من السكان الأصليين ما بين عامي 1809 و1821 لتنهي الوجود البشري لسكان الجزيرة إلا من بضع مئات لا حول ولا قوة لهم.. ورغم ذلك لم يرض المستوطنون، ليأتى الدور هذه المرة على القس جورج أوغسطس روبنسون المبشر المسيحي الذي أقنع البقية الباقية أولا بدخول المسيحية حيث الخلاص البشري، وثانيا الهجرة من تاسمانيا إلى أماكن أكثر رحابة بها منازل جديدة وطعام جيد ومستشفيات أرقى وطرق أوسع.. وما هى إلا سنوات قليلة حتى كانت تاسمانيا ولاية بلا سكان، وأرضا بلا شعب إلا المستعمر الأبيض.. ترى كم من بلادنا أصبحت تاسمانيا؟!! وكم من بلادنا يجهز لتنتج فيه تاسمانيا جديدة؟!! ولا مشكلة فى تغير لون وبشرة المستوطن.. بل واسمه وجنسيته وصواريخه الفتاكة وقنابله العنقودية.. المهم أن تصبح فى كل بلادنا تاسمانيا.